أسرح خصلاتي السوداء الطويلة أمام المرآة بملل ، على الأقل أنا أشعر بحال أفضل من البارحة رغم إنه لم يرف لي جفن إلا بطلوع الفجر لأنني كنت أعيد كلام ساكن كياني في ذهني .
و أدركت أنه محق ، كما أن معرفة الحقيقة الآن أفضل بكثير من عدم معرفتها إطلاقا .
شكرا لجيمين الذي هون من حزني البارحة ، و لكن ذلك لن ينجيه من غضبي حين يعود ، لأنه غادر هذا الصباح دون أن يودعني أو يعلمني أين هو من الأساس ، و ها أنا أنتظر عودته منذ ساعتين .
أكره حين يقوم بذلك .
فجأة فتح الباب و أنا متأكدة أنه هو الدالف ، لأنه الوحيد الذي يفتح الباب بتلك الطريقة ، أولا يضع يده على المقبض و يديره ببطء ، ثم يدفعه بقوة حتى يكاد يكسره .
كم هو مضحك مدى أننا صرنا نحفظ سلوكات بعضنا !
" صباح الخير ! أرى أنك استيقظتِ "
قال بصوت هادىء ثم وضع المفاتيح بالقرب مني ." نعم و أرى أنك استيقظت مبكرا ! إنها الساعة الثامنة و أنا أنتظرك منذ ساعة بالفعل ، إلى أين ذهبت ؟!"
قلت بشيء طفيف من الامتعاض ، لأنني لا أود أن أكون متشبثة للغاية أو عاشقة شجارات كبعض النساء ." أعلم أنك لا تطيقين ذلك حلوتي ! و لكنني ذهبت مع هارييت لصنع شيء رائع جدا "
قال بحماس و قوس متسع رسم على ثغره .حسنا ! أغبى ما قد يدافع به أحدهم على نفسه أماما زوجته ، هو أن يخبرها أنه كان يمضي وقته مع فتاة أخرى ، حتى و إن كانت هذه الفتاة ساحرة شبه عمياء .
لا أقصد الإهانة .
" و ما هو الشيء الرائع الذي صنعتماه ؟!"
سألت بينما أقطب حاجبي و أرفع شعري على شكل ذيل حصان ." أطفال "
أجاب باقتضاب و أنا رمقته بحدة رغم أنني متيقنة من أنه يمزح ، و هو انفجر ضاحكا على ردة فعلي ." ما رأيك أن تنزلي أيتها الغيورة معي للأسفل و تكتشفي ماذا صنعنا أنا و هارييت حين كنا وحدنا بينما أنت نائمة "
قال محاولا استفزازي و أنا رافقته أنزل من على سلالم القصر مرتدية بلوزة بيضاء مع تنورة طويلة بنفسجية ." هارييت ! تريد سولي أن ترى ما أحضرنا !"
قال للسيدة و هي أخرجت من جيبها سوارا فضيا ، تناولني إياه .ظللت أحدق إليه بإمعان قبل أن أحمله ، و هي أومأت لي أن أضعه على يدي اليمنى فنفذت .
" و ما المفترض أن يكون هذا ؟!"
استفسرت و لكنني سأكون صريحة ، إن هذا السوار جميل للغاية على يدي .
أنت تقرأ
الحوراء [ P.JM]
Romanceهُو زَعيمُ العَالَم السُّفلِي وَ مَصَاص دِمَاءٍ ، وَ هِي خَادِمتُه البَشرِية فِي العَلن و مَعشُوقَتُه سِرّا ... ثُمّ تَنقَلبُ المَوازِين فتُصبحُ ملِكتَه و ملْكَا لَهُ ... يُلَقّبُونها بالحوْرَاء فَهي نَاصِعَة البَياضِ حَتى قِيل أنّها مَلاك هوى من ال...