الفصل الرابع

802 51 4
                                    

ليلى تغط في نوم عميق تحلم بأنها تغرق في بحر هائج الامواج كلما حاولت الصعود للسطح جذبها شيئا ما الى الاعماق اختنقت شعرت بالاستسلام تركت جسدها تماما... استيقظت و قد شعرت بدموع عينيها تتساقط لم تشعر بأي آلام لكنها استنشقت الهواء بشده و ذهبت للأغتسال .. وقفت تحت الماء عاريه من كل الملابس من كل المشاعر تركت قلقها و خوفها و عدم شعورها الدائم بأي امان الى جوار ملابسها اغمضت عينيها و شعرت برعشه تسري بكل جسدها تذكرت الحلم ..ثم تذكرت عينا آيلا شعرت لوهله انهما البحر التي غرقت به في حلمها  انتهت و خرجت لتجد آسيا تتحدث في هاتفها : لا عليكي ابدا آيلا لتتكلمى في اي وقت .. لا كنا نستعد لنخرج.. نعم ها هى معك
ليلى : مرحباً
آيلا بنشاط : صباح الخير ليلى كيف حالك
ليلى: بخير عزيزتى و انتِ
آيلا : بخير .. كنت أُريد الخروج معكم اليوم اينما ستذهبون اذا سمحتم
ليلى : بالطبع عزيزتى قولى لي عنوان المنزل و سنأتى لأصطحابك ..

على الجهه الاخرى استيقظت آيلا و هي تشعر انها تفتقد ليلى بجنون و تشتم العطر من حولها كأنه علق بأنفها تشعر بقلبها خفيف و بروحها هادئه نادت  آيلا: حووور اين انت ؟
جاءت حور على عجل : هل انتى بخير آيلا ؟..
آيلا تضحك : نعم نعم بخير ..اعطيني هاتفك سأكلم ليلى و آسيا اريد الخروج معهم حسنا؟
حور و قد تعجبت من ضحك آيلا هي لم تراها
تضحك هكذا منذ عدة ايام : حسناً صغيرتي بالطبع

وصلت الفتاتان لبيت آيلا استقبلتهم حور بترحاب شديد و آيلا انتهت من تجهيزاتها خرجت اليهم تقدمت ليلى لتمسك بيدها وقعت عيناها في عيني آيلا و شعرت بنفس شعور الغرق الذى كان في حلمها لكنها لم تختنق شعرت فقط بالسقوط ف عينيها و حسب افاقت من شرودها حينما ارتدت آيلا النظاره ثم خرجوا جميعا
سألت آسيا : اي مكان مميز تودين الذهاب إليه يا سندريلا
آيلا بضحك: اوه يبدو اننى الأميره لهذا اليوم
ضحكت ليلى عليهما ثم تابعت آيلا الحديث : عزيزتى آسيا انا لا اعرف في هذا المكان سوى البيت و المشفى و المطعم الذي تقابلنا فيه لم تتح لي الفرصه لزياره اي شيء آخر لأننى لن اراه
اجابت ليلى بضحك : نحن هنا سنصف لكِ كل شيء لكن اولا سنمتع حاسه التذوق لأننا لم نأكل منذ البارحة
بدأو ف السير و بين الدعابات و الحديث بينهم انقضى الطريق توقفو عند احد المطاعم 
ليلى: لا استطيع قراءة اسمه لكنه يتمتع ب تصميم قديم ربما كله من الخشب و هو يقدم الفطائر و اشياء لا اعرفها ثم قالت بأسى :ما هذا انا لا اعرف اي شيء لأصفه لكِ
ضحكت آيلا بشده حتى تاهت ليلى في ضحكتها و غمازتها ثم اردفت آيلا: عزيزتى ليلى حتى انا لم اكن ارى تفاصيل الاشياء هكذا  دعونا نجلس و نسأل عن ما يقدمه  بدأو الحديث مع صاحب المطعم اوضح لهم كل ما يقدم و أخذو ليلى و آسيا ينوعون في طلباتهم كما عادتهم لانهم سيأكلون من بعضهم ف النهايه
قبل ان تطلب آيلا تذكرت صديقاتها قبل سنين كانو يفعلون هذا كثيرا ينوعون الطعام و كل الاطباق تدور على كل الموجودين .. شعرت انها تشتاق حقا لهم .. سألت ليلى: ماذا هناك آيلا ؟هل انتى متعبه!
آيلا : لا لا فقط افكر .. لا اعرف ماذا اطلب ..
ليلى بضحك: اطلبي شيئا مختلف عن ما طلبناه انا و اسيا و سنجعلك تأكلى من كل الاشياء حتى تتمتعى بكل الاطعم
آيلا بفرح بالغ : حقاً .. هذا رائع ثم ضحكت : اطلبي انتى لى انا لا أتذكر
طلبت ليلى ثم بدأت آيلا تتحدث : انا لم اشكركما بعد على انقاذكما لى .. شكرا جزيلاً لوجودكما و الشكر الاكبر للصدفه
آسيا : يا عزيزتى لا شيء يستحق الشكر ابدا نحن اصدقاء دائما سنتواجد لك و لو كانت حتى صدفه .. اكدت ليلى كلام آسيا ثم تابعت آيلا : الطبيب اخبرنى انى لن استطيع اجراء العمليه بعدما كنت سأُجريها بعد اقل من شهر ربما سينتهى بى الحال الى الانتظار سنه اخرى
آسيا: لا آيلا لا تتشائمي هكذا ربما سيكون اقرب من هذا من يدرى 
ابتسمت آيلا : اجل من يدرى
ليلى :الطعام جاااء ..ضحكت آيلا على فرحتها بالطعام ثم قالت : طبعا سيكون عليكم الاعتناء بي كطفل صغير ف انا بارعه في اسقاط الاشياء
آسيا بمزاح : لا عليكي صديقتي دمرى الدنيا و نحن سنعيد البناء
امسكتها ليلى احدى الفطائر و بدأو ف الاكل سويا و ليلى كعادتها تصدر اصوات الاعجاب بالمذاق و هي تأكل : امم امم هذا رائع ، آيلا تضحك على اصوات ليلى  ثم كعاده ليلى مدت يدها بالطعام لفم آسيا حتى تشاركها اللذه كما فعلت آسيا في نفس الوقت ثم ضحكو الاثنين ثم قالت آسيا : دورك آيلا
آيلا : دورى في ماذا !
آسيا بضحك : سنتبادل الطعام افتحى فمك سأضع الطعام فيه ثم ستوجهك ليلى لتفعلى لى المثل
ضحكت آيلا : حسنا ثم فتحت فمها مدت آسيا لها الطعام ثم حان دور آيلا فأمسكت ليلى بيدها توجهها الى فم آسيا ثم ظلو يضحكو على انفسهم كانت قد تلطخ جانب فم آيلا بالطعام ف مدت ليلى يدها كرده فعل لتمسحه لها فأرتعش جسد آيلا ..قالت ليلى :أسفه اخفتك فقط كان هناك شيء على فمك .. آيلا: لا لا عليك شكرا لاهتمامك .. آيلا لم تخف بل شعرت بدفيء يد ليلى على وجهها كادت تذوب ك قطعه ثلج من لمستها و لا تدرى لما كل تلك المشاعر المتعلقه فقط بلمسه لما ضربات القلب العاليه ك الطبول .. لا تدرى.. صاحت ليلى : حسنا آيلا دوري أفتحي فمك
آيلا تفتح فمها ببطء مدت لها ليلى الطعام و قلبيهما يقرعان طبول الحرب كادت آيلا تسقط ما تناولت ف مدت ليلى يدها لتدخله فمها ببطيء و آسيا تتابع ما يحدث بهدوء .. آسيا تعلم داخلها ان اهتمام ليلى لتلك الفتاه هو لا محاله حب .. حب يجمعها بفتاه.. كانت تعلم عن المثليه بعض الاشياء لكن يبدو  انها ليست كما يصفون هو يبدو انه حب صافي اصحابه حتى لا يعلمون ما يجرى لهم.. تركتهم آسيا و ذهبت للحمام و بينما آيلا تأكل اوقعت بعض الطعام على صدر ردائها ف تحدثت ليلى : انتظرى ايتها الفتاة الكبيرة لقد اوقعتى الطعام على...ملابسك! لا تدرى لما لكنها لم تسطع ان تخبرها على صدرك بصوت عالى ربما لانهما ليسا بهذه الدرجه من الصداقه .. آيلا بضحك: أسفه نظفيه ارجوكِ..
ليلى تنظف و لكن شعرت بشيء في معدتها لا تدرى ما هو .. هي فقط ارادت احتضان آيلا و النوم و لا تفهم لما حتى تفكر في هذا .. عادت آسيا و انتهو من الطعام ثم ذهبو لبقيه التنزه قضو يوما مليئاً بالضحك على طريقه وصف ليلى لأشكال الناس و الاحداث و بعض المبانى أيضاً ، ليلى تمسك طوال الوقت بيد آيلا، شعرت آيلا بالدفيء يجتاح صدرها أحبت بشده وجودها معهم .. لم تضحك هكذا منذ ابتعدت عن اصدقاءها .. منذ دخلت في دوامه زواجها من هذا السليم .. هي شعرت انها على قيد الحياه مرة اخرى .. لكن ليلى تجعلها تشعر بحب غريب .. إنها تحب رائحه ليلى و حديث ليلى و بحه صوتها ..  تشعر بالأمان كلما امسكت بيد ليلى تذكرت احتضان ليلى لها ف المشفى ..تذكرت انها لدقائق نسيت كل ما حولها و شعرت براحه جمه لأنها كانت في احضان ليلى .. هما الاثنتين لم يدركا ما يحدث حقا لكنهما يشعران بالحب .. بالدفيء .. بالامتنان للصدفه .. انتهى اليوم و اوصلا آيلا الى المنزل لكن كان شيء ما غير صحيح .. لم يفتح احد لهما و آيلا لم يكن معها مفتاح .. أخرجت آسيا هاتفها و اتصلت على رقم حور .. استمعوا لرنين الهاتف من الداخل.. ربما  نائمه او في الحمام .. لكن آيلا شعرت بالقلق يتصاعد في معدتها .. مرت 15 دقيقه و لا شيء.. اتصلت ليلى بالطوارئ شرحت اهم الوضع بالأنجليزيه و قالت لهم العنوان مرت 10 دقائق اخرى قبل أن يصلو و يفتحو الباب ليجدو حور واقعه على الارض شعرت آيلا بالضجه فهمت من حديث المسعفين أن حور سقطت مغشى عليها .. أمسكت بيد ليلى بشده و ضمتها إليها إنها تشعر بالرعب على أختها .. جاء احد المسعفين سألهم هل تعانى من أي امراض !
آيلا : لا .. لم يكن على حد علمى ..
المسعف : تبدو لى كغيبوبه من داء السكرى لكنها خفيفه يبدو انه في اول مراحله .. شعرت آيلا بالدوار .. تشبثت اكثر بليلى خوفا من السقوط .. جعلت ليلى يدها في ضهر آيلا تسندها لشعورها باهتزازها مردده : ستكون بخير لا تقلقي ..
اخذتها الاسعاف و استقل الثلاثه سياره اجره للحاق بهم .. في المشفى بعدما افاقت حور دخلت لها آيلا لتطمئن عليها .. شرح لهم الطبيب ما يحدث و اخبر حور ان عليها الاعتناء بنفسها و كتب الدواء و اوصها بالمبيت الليلة بالمشفى حتى تتجنب اي خطر.. بكت حور ضعفها متأسفه لأنها لا تستطيع الاعتناء بأختها كما يجب ربطت آيلا على يدها : لا تقولى هذا حور انتى تعتنين بي دائما أختى ..لا بأس ستكونين بخير لا بأس
حور: ماذا سنفعل الان لا يمكن ان تعودى للبيت وحدك .. صرحت آيلا مبتسمه :الباب ايضا قد كسر لاننى لا املك مفتاح .. تذكرت حور ثم صرخت : اوه يا الهى ..
آيلا : لا تفزعى هكذا اغلقوه جيدا مرة اخرى سوف نغير القفل غدا ربما .. اليوم سأنام هنا بجوارك ..
نظرت ليلى لآسيا كانو هادئين الى الآن دون اي تدخل .. فهمت آسيا ما تريده ليلى ف اهتز رأسها موافقاً تنحنحت ليلى : عندي اقتراح ..
التفو إليها و قد صرحت حور ضاحكه.. : لا استطيع ان اشكركما على وجودكما دائما حتى اننى اعتدت رؤيتكما معنا في تلك المصائب المتتاليه .. ما هو اقتراحك عزيزتى ليلى ؟
ليلى بإبتسامه : لا شكر ابدا كانت كلها مصادفات قدريه .. حسناً كنت افكر لما لا تأتى آيلا الى الفندق معنا سنحرص على سلامتها اكيد و سنعود لك جميعا ف الصباح ..
نبض قلب آيلا بشكل غير منتظم هل يمكن ان يسير كما في مخيلتها ..هل يمكن ان تنعم بنوم على صوت ليلى مرة اخرى .. يبدو كأنه حلم جميل .. و هادئ..
حور : أشعر بأنه اقتراح مقبول .. ما رأيك آيلا
ترددت آيلا ..: هل حقا هذا مناسب معكما !
قالت آسيا : و ما اجمل من ليلة فتيات سنشاهد التلفاز و نأكل ستكون ليلى رائعة  ..
ضحكو جميعا ثم قالت آيلا : هل ستكونين بخير حور!
حور: نعم انا في مشفى لن يصيبنى شيء هنا
آيلا :حسنا لنذهب

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن