الفصل التاسع و العشرين

639 50 5
                                    

2019*

🔸منتصف الاسبوع الثاني من شهر ٥

تقضي ليلي وقتها بين الاطمئنان علي آيلا و بين تفكيرها في ما قالته لُبني و حوريه .. لقد كان يوماً مليئاً بالاكتشافات .. كانت اول اتصال تسمع به صوت آيلا البارحة و لم تتحدث كثيرا اليوم اتصلت ليأتيها صوت حور : مرحبا ليلي
ليلي : حور ، كيف حالك !
حور : بخير و انت
ليلي: الحمدلله ، كيف حال آيلا
حور : التحسن بطيء و لكنها تتحسن سآتي بالطبيب اليوم لها هنا ربما يكون هناك شيء فاتنا
ليلي : يا الله ، انا اشعر بالعجز .. لا استطيع رؤيتها و لا سماع صوتها .. اعصابي تلفت من الخوف حور
حور تريد مواساتها .. لكنها تشعر بهذا مثلها تماما : لا تقلقي ، سأخبرك بما حدث مع الطبيب في المساء
ليلي: حور ، اسمحي لي ان آتي الليلة .. ارجوك اريد رؤيتها فقط
حور بتردد: هي لا تنهض من السرير ليلي و ايضا ..
لتقاطعها ليلي : اسمعيني حور ، انا احبها .. و هي كذلك .. لن اتحمل غيابها اكثر .. ارجوك دعيني اراها لن ادعها تتحرك من السرير ..
حور تصدمها كلمات ليلي الجريئة نعم هي علي علم بهذا لكن لم تتخيل ان تقولها ليلي هكذا
حور: حسنا الليلة سيأتي الطبيب في السابعة
ليلي : شكرا لك سأكون عندك في الموعد
اغلقوا الخط لتلتفت حور لأختها مغلقه العينين ..و همست : ماذا فعلت لها حتي تصيبها تلك الجرأة في ان تراك فقط دون حديث حتي ..
لتهمس آيلا و تفاجئ حور بأنها مستيقظة : لم افعل.. قلبها فعل، أحبني.
حور اندفعت نحوها متناسيه كلمات اختها للتو: انتي مستيقظة! انتي بخير؟ هل تتألمي؟
آيلا: القليل من الماء ، فقط
خرجت حور لتأتي بالماء و آيلا حاولت ان تتنفس باسترخاء و بطيء عبر كل تلك الآلام في جسدها و ابتسمت دون وعي حين تذكرت ان ليلي ستأتي لها لتراها حتي و إن لم تكن واعيه لوجودها ..

أتت آسيا في الخامسه مساء
آسيا: اهلا ليلي كيف الحال
ليلي : انا بخير ، سأذهب لآيلا في السابعه
آسيا: هل افاقت ؟
ليلي: لا اعتقد هذا ، حور اخبرتني ان الطبيب سيراها الليلة ف توسلت لها ان اكون حاضره
آسيا بنظره دهشه : كيف توسلتي ؟ هل هي تعلم ؟
ليلي: اعتقد انه كذلك لكن لم اهتم اردت رؤيتها فقط آسيا لم اشعر بمثل هذا التحطم في قلبي .. انه مختلف ..
آسيا : إنه الحب ليلي .. ليس سهلا ان تحبي شخصا .. ايا كان .. تعالي معي ..
ليلي ذهبت خلفها للمطبخ و آسيا اغلقت الباب
آسيا : يمكنك احتضاني و البكاء
ليلي تنظر لعيني آسيا ل دقائق .. تتذكر .. لم تبكي منذ شهور عديده لكنها منذ ان دخلت آيلا حياتها و هي ترغب في البكاء .. البكاء فرحا و حزنا و خوفا .. كل مشاعرها تتضخم و تملئ قلبها حتي يفيض ..
آسيا لم تتركها لأفكارها اكثر اقتربت هي و سحبتها في حضنها : اهدئي ليلي ..اهدئي
تنفست ليلي بعمق تنهدت و سقطت دمعه من عينيها : انا بخير آسيا ، انا بخير
ابعدت آسيا رأسها تنظر في عينيها..
: حسنا عزيزتي لنخرج الآن
مر الوقت و اتي وقت ذهابها اتفقت مع آيلا انها ستأتي في ال١٠ و اغلقوا المقهى و كل سار في طريقه
في البيت آسيا تجلس امام التلفاز يرن هاتفها لتري رقم خالد تجيب: اهلا خالد كيف حالك
خالد : بخير آسيا ، ارغب في مقابلتك ، هل هذا ممكن ؟
تصمت آسيا لكنها سرعان ما ترد : متي !
خالد : الأن إذا كنتي متفرغه ..
آسيا : حسنا لنلتقي في مقهى *** فهو الاقرب لبيتي
خالد : سأكون هناك في انتظارك
**في بيت حور
الطبيب يفحص آيلا و هي شبه نائمه و هزيله في يديه و يقف امامه حور و ليلي .
ليلي تتفقد جسدها  الضعيف و عينيها المغلقتين و تشعر بثقب اسود في روحها يبتلع كل شيء تشعر به ليترك لها الفراغ .. فارغه معتمه بدون عيني حبيبتها المضيئتين
الطبيب : اري ان صوت تنفسها تحسن قليلا لكن الحساسيه في صدرها لا زالت كثيفه سأكتب لها الدواء و بعض الفيتامينات المقويه و حاولي ان تقدمي لها بعض الطعام إذا اصبحت قادره علي البلع في الايام القادمه
شكرت حور الطبيب و خرجت توصله للباب تاركتاً ليلي مع آيلا  اغلقت ليلي خلفهم باب الغرفة و جلست بجوار آيلا امسكت يديها برفق و تحدثت : انا اشعر ان روحي تتمزق برؤيتك مريضه .. اشعر انني اسير علي قمر بلا جاذبيه .. اخطو الخطوه فاقع بعدها كأنني امشي علي الهواء .. ماذا فعلتي بي يا ضوء القمر .. اخذت يد آيلا و وضعت فمها في كفها و قبلتها ببطيء لتتمد يد آيلا و تلمس خدها ببطيء لتنظر لها ليلي : عزيزتي انتي مستيقظه ؟ هل انتي بخير !
آيلا : صوتك . انتشلني من غياهب النوم .. لقد اشتقت .. تطرق حور الباب و تدخل تري ليلي جالسه ممسكه يد آيلا و آيلا يدها تتمسك بقوه بيد ليلي
حور : انتي بخير آيلا ؟ اتي لك بشيء ؟
آيلا : بعض الماء و بعدها اريد الحديث مع ليلي  .. وحدنا
حور تنظر بتعجب لاختها .. ما هذه القوه  في نبرتها .. : حسنا اختي
ذهبت لجلب الماء
ليلي: ما الامر عزيزتي .؟
آيلا : لقد اشتقت لك .. هذا هو الامر يا حبيبتي
ابتسمت ليلي بشده و شدت علي يدي آيلا : انا ايضا آيلا .. انا ايضا عيناك .. غيابهما اطفأني .. و كسر قلبي
آيلا تنظر في عيني ليلي فيهيأ لها انها تبكي .. : لا ، لا تفعلي
ليلي : افعل ماذا ؟
آيلا: لا تبكيني . انا بخير
ليلي ابتسمت مرة اخري ، و قبل ان ترد طرقت حور الباب و دخلت حاولت آيلا الجلوس لكن قواها خارت لتحملها ليلي من ذراعها و يدها حول خصرها حتي اعتدلت جلستها قليلا و شربت الماء ببطيء .. نظره لحور : شكر لك اختي و اسفه لتعبك الدائم معي .. انا حقا اسفه
حور : لا تأسفي .. انتي ابنتي آيلا .. سأحملك حتي اموت
آيلا: لا تقولي هذا نحن بخير
حور تبتسم : نعم نحن كذلك ، سأترككما الآن
خرجت حور و اغلقت الباب خلفها
آيلا: اغلقيه بالمفتاح ليلي
نظرت لها ليلي: لما ؟
آيلا : لا تجادلينني حبيبتي
قامت ليلي دون ان تستنزف كل طاقتها في الكلام و اقفلت الباب و عادت 
آيلا: ما الامر ، ماذا حدث ؟
ليلي تنظر في عينيها الهذيله التي بالكاد تفتح.. : اعتقد ليس الكثير .. سأخبرك بكل شيء حين تكونين بصحه جيده ..
آيلا: عديني ان تفعلي
ليلي تبتسم : اعدك صغيرتي
آيلا مدت يدها المحرره من قبضه ليلي و لمست وجهها : اقتربي لي
ليلي تنظر لعينيها .. تقترب ..تقترب حتي تلاشت انفاسهم المتسارعه في قبله دافئه شفتي ليلي الدافئتين و شفتي آيلا كقطعتان من الجليد .. استمرت القبله بطيئه تعطي ليلي فرصه لانفاس آيلا التعبه تدفأ شفتاها رويدا رويدا تنفصل كل ثانيه لتأخذ انفاسا قليلة ثم تعود حتي توقفت فجأه و وضعت رأسها ضد رأس ليلي و سقطت دمعه شارده من عيناها
ليلي : ما الامر ؟ اخبريني
آيلا: انا تعبه .. اريد النوم في احضانك .. اريدك بجواري.. اريد ان اتعري امامك و اسقط علي صدرك دون اي مباله بقدوم الغد او بزوال اليوم  ليس فقط لليلة او اثنان .. انا اريد ان اكون لك كل ليلة و كل ساعه و كل الوقت
ليلي تعتدل في جلستها و تجعل آيلا تنام علي صدرها برفق : انا اعلم آيلا .. انا ايضا اريد هذا كثيرا .. لكن لم يحن الوقت بعد ..
آيلا تتنفس ببطيء .. تتسحب يدها لفك ازرار القميص الذي ترتديه ليلي 
ليلي: اساعدك ؟
آيلا : لا
تركتها حتي انتهت و نامت مباشره علي صدرها العاري دون ان تخرجها من ملابسها الداخليه او بنطالها فقط افسحت بعض الجلد الدافئ لتنعم بهذا الدفيء قليلا شعرت ليلي انها مليئه بالحب و الدفيء من شعورها بوجود آيلا علي صدرها اخذت تمسد شعرها و ظهرها و تبتسم و آيلا تنفسها القليل البطيء يدغدغ روح حبيبتها  مر الوقت و غطت آيلا في نوم عميق ، حان وقت الخروج ل ليلي اعادت ارتداء ملابسها و فتحت الباب لتجد حور تجلس لمشاهده التلفاز امامها
ليلي: اسفه لأني تأخرت في مكوثي معها ، لقد نامت و انا سأرحل الان
حور : تعالي ليلي اريد التحدث معك قليلا
ليلي ذهبت و جلست بجورها : ما الامر اقلقتني
حور : لا تقلقي ، آيلا اخبرتني بحبكما منذ تركيا .. و انا قلت لها انني احمي ظهرها مهما كنت لا اوافق علي ما تفعله و ان هذه حياتها .. انا اعلم ..ان اختي ..تحبك .. تشعر معك بآمان جعلها تفعل اشياء لم تفعلها منذ وفاه امي .. ربما هي مستعده لترك كل شيء للحاق بك لنهايه العالم .. لكن انا لن اترك اختي .. عمياء بالحب .. كلنا اصابنا عمي الحب و كانت نتائجه مؤلمه و غير قابله للندم ..لذا اريد ان اخبرك انا هنا .. اذا حدث اي شيء آلمها سأسحبها بعيدا و لو كلفني هذا الكثير .
تنظر ليلي لحور في عينيها تماما ثم تبتسم .. : اعلم حور .. ف آسيا قالت لي انها ستفعل المثل تماما اذا رأت أن وجود آيلا خطر علي صحتي و هذا لضعف قلبي و عقلي في ما يتعلق بالحب و الفقد .. لذا انتما هنا ستسحب كل منكما اختها بعيدا عن آلام محتمله و انا اعلم انه لحبكم لنا .. لكن الحياه آلام حور .. إذا حظينا بشخص واحد فقط لنتألم منه في احضانه بآمان تام .. فما حاجتنا للرحيل و اختبار الآلام وحدنا .. انا اثق انك ستختارين آيلا دائما و ابدا لكن ارجوك .. اسألي نفسك في اي موقف .. هل هذا يستحق الرحيل في اي علاقه .. ام فقط لأنها ليلي .. و افعلي دائما ما في صالحها .. فهذا تماما ما سأفعل ..
نظرت حور طوال الوقت في عينيها و لم تبعد إحداهما عينيها عن عيني الأخرى .. ابتسمت ليلي .
:لقد تأخرت . سأذهب الان , ليلة سعيدة
و تركتها و ذهبت
كانت تدق العاشره و النصف حين فتحت ليلي الباب لتجد البيت يعمه الهدوء
ليلي: آسيا انتي هنا ؟
لا إجابه مرت بغرفتها وجدتها خاليه ف اخرجت هاتفها و اتصلت .. طالت الرنات و لا رد .. لا تعرف لما لكن ضرب قلبها الخوف كأنه رعد من السماء .. حاولت الهدوء و اعادت الاتصال ..
آسيا: ليلي
ليلي: اين انت
آسيا : علي البحر
ليلي: اين علي البحر
آسيا 'صوت باكي': أجلس علي احدا المقاعد القريبة ..
ليلي و هي تأخذ المفتاح و تخرج مسرعة : حقا ! و اين هذا عزيزتي؟
حاولت ابقائها تتكلم معها حتي تصل لها
آسيا: عند بائع الفشار ..
ليلي: هل الهواء شديد ؟
آسيا: لا .. لكنه مؤلم
ليلي: هل بارد
آسيا: لا لكنه ابرد من جحيم قلبي
ليلي: انا هنا .. انا هنا آسيا
آسيا: ااااه ليلي .. اااه .. "بكت"
كانت هذه الاه خير دليل علي انها في مرحله الخطر في افكارها   .. كانت ليلي علي بعد قليل تراها من بعيد
آسيا : انا متعبه .. انا متعبه ليلي اريد الموت
ليلي : انا اعلم .. انا اعلم .. لكن انا هنا .. لا تتركيني
آسيا: آيلا ستعتني بك
ليلي تري آسيا تقوم تتحرك بعدم اتزان نحو الطريق المليء بسيارات مسرعة
ليلي: لا آسيا انتي تعتني بي .. انتي اختي اسيا لقد وعدتني ان تكوني هنا معي دائما ..
آسيا: انا متعبه ليلي متعبه
كانت تجري ليلي و آسيا تخطو في الطريق حتي القتها ليلي بدفعه قويه خارج الطريق و إحدى السيارات توقفت فجأة قبل ان تصطدم بليلي .. انطلقت تركض لآسيا النائمة علي الارض و اجتمع الناس حولها ..
ليلي: لا بأس لا بأس انا اختها لا تقلقوا .. انفض الناس سوي فتاه بدأت في مساعده ليلي في حمل آسيا حتي ارتكز كل ثقلها علي ليلي
الفتاه : معي سيارة إذا وافقتي علي إيصالك للمنزل
ليلي: لا بأس انه قريب
الفتاه : حسنا لكني حقا سأحب إيصالك
نظرت لها ليلي و هي تفكر في ما ستفعل حتي وافقت ع عرض الفتاه ..
في المنزل كانت آسيا نائمه تعاني من الحرارة المرتفعة و ليلي تحاول علاجها كانت تهلوس كثيرا " امي لقد اتت ليلي هيا لنذهب للحديقة"
" عمر اخبرني من هي التي تحبها انا صديقتك اليس كذلك "
" اااااااه"
فرت من عيني ليلي الدموع كيف انها غفلت عن مرض صديقتها ..ماذا حدث !، و لما هي هكذا؟
بعد مرور ساعه كانت حرارتها هدأت و بدأت تفتح عينيها وجدت ليلي امامها
آسيا : اهلا صديقتي
ليلي: هل انتي بخير ؟
آسيا : لا لست ابدا
ليلي: ماذا يحدث
آسيا: الماضي
ليلي : تحدثي حين تحبين سأجلب لك بعض الماء و الدواء
ذهبت ليلي و آسيا تفكر في ما قاله خالد .. وفاه والدته المفاجأة عودته لمصر لأجل غير مسمي .. انه حقا احب وجودها في حياتها و انه حين ينتهي من مسؤولياته سيعود للبحث عنها  حتي و إن لم تنتظره ..انه الموت يتبعها اينما حل قلبها ليمزقه بالغياب
عادت ليلي اخذت آسيا الدواء و نامت علي جانبها : ليلي ، غني لي
ليلي بعد تفكير  :نم يا صغيري نم بسلام
نم وستصحبك الأحلام
أحلاماً حلوة وهنا بعوالم وردية
وحصان أبيض يتهادى
يدعوك لتصحبه هيا
نم يا صغيري نم
كررتها ليلي حتي نامت آسيا ف نامت بجانبها ليلي

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن