الفصل الثالث و الثلاثون

768 50 7
                                    


2019*

فتحت ليلي باب المقهى تتبعها آيلا علي بعد خطوتان لتتفاجئ ليلي بفتاه امامها ..
ليلي: لُبني! ماذا تفعلين هنا ؟
تتقدم آيلا سريعاً لتقف بجوار ليلي و تري هذه اللُبني .. "الهي انها صغيره .. ملامحها توحي بجمال رقيق محجبة ملابسها تتناسق مع بعضها البعض تقف واضعه يداها امامها و تمسكهما " لتعود لتري ليلي في ملامحها .. لا تعرف هل يتهيأ لها ام انهم يتشابهون ..
لُبني : اسفه لمفاجأتك، كنت سأخذ قهوتي و ارحل لكن يبدو انك اغلقتي بالفعل .. لذا سأرحل ، سعيده برؤيتك .. وداعاً
تلتف لتسير تنظر ليلي لعيني آيلا المتسائلتين
ليلي: لحظه من فضلك لُبني
لُبني تقف و تنظر لها : نعم!
ليلي: تفضلي سأعد لك القهوة
لُبني : لا ارجوك لا بأس
ليلي: هيا ، لستِ هنا كل يوم
ابتسمت لُبني: شكرا لك
لتدخل خلف ليلي : هذه آيلا ، صديقتي و آيلا هذه لُبني ابنه عمي
لُبني : اهلا بك اسفه لإفساد خروجك
ابتسمت آيلا و هي تتذكر ليلي و هي تتأسف علي افساد الأمسية منذ قليل : لا بأس تفضلي
ليلي دخلت خلف الطاولة لأعداد القهوة
و لُبني و آيلا واقفتان الناحية الأخرى لُبني تطلع في حركه ليلي و تصنع في مخيلتها حوارات بينهما تبتسم دون وعي و آيلا تراقب تلك التي لم تخفض عيناها عن حبيبتها كانت هناك نيران في صدر آيلا خلفتها تلك النظرات ل ليلي ..
تحدثت ليلي اخيرا : "و انتي كيف حالك لبني " ثم القت نظره سريعة نحوها لتجدها لازالت متسمرة النظرات و تلك الابتسامة تعلو ملامحها .. لُبني ظنت ان هذا الحديث كان من نسج خيالاتها أيضا
ليلي: لُبني! انتي بخير؟
لُبني: ماذا؟ انا .. بخير ، اسفه هل قلتي شيء ؟
ليلي: سألتك كيف حالك
لُبني: نعم صحيح ، انا جيده سأتزوج نهاية الشهر المقبل لذا ربما لن تريني مجددا ثم ابتسمت في انكسار : اعتقد ان هذا اجمل خبر اتيت لك به ..منذ رؤيتك لي
تبدلت مشاعر آيلا من الغيرة للحزن علي تلك الفتاه الغريبة كأنها تعرفها
ليلي: لا ابدا انا سعيدة لرؤيتك بعد كل هذه السنين ما فعله والدك ليس خطأك لقد قلقت ان يعرف منك مكاني و لا تنتهي المشاكل لكن .... انا حقا اتمني لك حياه سعيدة
لُبني: اوه هذا جيد اعتقدت انك كرهتيني ايضا .. لا تقلقي لا احد يعلم عنك اي شيء.. سوي مذكراتي ..
تتصنع آيلا المفاجأة لأنها ارادت ان تعرف اكثر عن تلك المذكرة و تكرر الكلمة متسائلة : مذكراتك؟
لُبني تنظر لها مبتسمه : اجل .. انها السطور الوحيدة التي يتسنى لي ان اكون انا فيها .. دون ابي و دون كل شخص يتحكم بي دون نظرات الناس و دون حُكم الخلق .. فقط انا و ما احب .. نظرت ل ليلي مرة اخري و تركت قلب آيلا هذه المرة تعتصره الآلام نظرت هي الأخرى نحو ليلي التي تصب القهوة في الكوب دون ان يكون لها اي رد فعل علي هذه الكلمات .. 'لحظه هل هي تتخيل النوم معها؟'
ليلي تنظر ل آيلا لتري عيناها تمتلئ بدموع لا تهبط
ليلي: قهوتك جاهزه لُبني تفضلي
لُبني تتقدم نحوها : شكرا جزيلا ليلي ، لك و لمعاملتك لي .. شكرا لعدم رفضك او كرهك لي .. اتمني ان تجمع بيننا الدنيا في اوقات مناسبه اكثر و مواقف سعيدة
لتبتسم ليلي: نعم اتمني هذا
لُبني : هل ...هل يمكن ان احتضنك ؟
ليلي : ماذا؟
لُبني : اسفه إذا ازعجك طلبي فقط لا تشغلي بالك لتهم بالرحيل و ليلي تخرج من خلف الطاولة : كوني حذره
لتقف لُبني و تستدير لها تضع القهوة علي الطاولة القريبة و تسير نحوها : فقط لهذه المرة .. فقط لأعرف .. ماذا يشعر المرء إذا احتضن .. من يحب
قالت اخر كلمه و هي بين يدين ليلي
تصلبت ليلي جراء هذا و نظرت لآيلا لتجد دموعها تتساقط بالفعل و لُبني في عالم اخر تستشعر كل ثانيه تستنشق الهواء كله حتي شعرت انها انهت الاكسجين حولها مالت برأسها قليلا ليتلامس خدها مع عنق ليلي و يدها تتحرك علي ظهر ليلي بلطف ثم ابتعدت تنظر لوجه ليلي لتجده احمر للغاية كأنها تختنق .. لبني: انا اسفه حقاً
ركضت لحقيبتها حملتها وقفت عند الباب نظره اخيره لأحلامها ثم اختفت
ركضت ليلي لآيلا التي بالكاد تقف سحبت كرسي و اجلستها و اخذت تعتذر و مدت يدها لتمسك يديها لتسحب آيلا يديها
آيلا : ارجوك ابتعدي
تفاجأت ليلي من هذه الكلمات شعرت بها كسكاكين تخترق قلبها ابتعدت خطوتان للخلف و وقفت تنظر لها تفكر" ما ذنبي انا اذا ركضت و احتضنتني اذا كتبت عني اذا احبتني كأخت لها او كخيال لها حتي انا ما ذنبي " ظلت تبكي آيلا حتي هدأت : هل كنتي تعرفي؟
ليلي: كيف سأعرف آيلا لقد جرت امامك و القت نفسها علي
آيلا بصوت حاد: عن ما كتبته في المذكرات ليلي لقد قالت تتخيل فيها من تحب !
ليلي تنظر لها قليلا : قالت هذا المرة الفائتة لكني لم اعره انتباها لعدم اهميته لي اذا كتبت اسمي بحب او بكره في اي شيء لا يعني ان هذا يعنيني في شيء ثم اني اخبرتك اليوم صباحا انني حين سألتها عن من يعرف مكاني قالت هي و مذكراتها
آيلا: إذا كان لا يعنيك ف هو يعنيني ان تتخيلك في مذكراتها ان تكتب عن من تحب ف تكتب عنك ان ترغب في معرفه حضن من تحب ف تحتضنك امامي و انا ليس لي اي حق ف الحديث عن ماذا اساسا سأتحدث ماذا سأقول لا تفكري في شخص ما و تكتبي عنه هي ف الاصل لا يهمها الحياه بما فيها فقط رؤيتك تبني في خيالها الف حكاية كيف اتحكم في هذا ، ذكر اسمك في سطور سرد تختلف عن بناء خيال كامل حولك .. هي لم تخبر مذكراتها عن مكانك فقط هي تمتلك تلك المذكرات لتكون معك .
وقفت ليلي تتلقي كل غضبها و حزنها و كلماتها التي لم تفهمها حتي وقفت مرة واحده : لنعد للمنزل
في داخلها تعرف ان لا ذنب ل ليلي لكنها لم تستطع حمل كل هذا بقلبها
ليلي: هل اعود لمنزلي الليلة و اتي لك غدا ؟
آيلا : لا ليلي لا تهربي من غضبي و غيرتي واجهيني بالله عليك احتويني للحظات حتي و ان كنتي لست المذنبة .. الا تظني انني اعلم ان لا يد لك بالأمر هل انا غبيه !.. لا .. انا احب ، اغار .. اغضب .. لكن هذا لا يعني اني سأرحل او سأبتعد او انني لا اريدك بجواري ..هل تفهمي ليلي ،
ليلي لا تدري اي تعبير مناسب لهذا الموقف : نعم هذا جيد - بالطبع لم يكن افضل ما قد يقال الآن- آيلا مسكت يدها و سحبتها للخارج
اوقفوا سيارة اجره في منتصف الطريق كانت كل منهما مرة اخري في نافذه تسقط في تفكيرها حتي فاجأهم صوت عبد الحليم من السيارة المجاورة لهم " و الموج الازرق في عينيك يناديني نحو الاعمق"
لتبتسم آيلا بلاوعي متذكره حينما قرأتها ليلي لها علي الهاتف حتي نامت و نظرت ناحيتها لتري انها ايضا تنظر نحوها و تبتسم
ليلي: سامحيني
آيلا تمد يدها لتمسك يد ليلي و تشد عليها دون حديث
وصلوا للبيت آيلا تتحدث مع الجميع كأنها لم تكن في انهيار تام قبل دقائق لكنها لا تنظر لعيني ليلي ابدا ..و تتجنب كل حديث معها
لاحظت ليلي بالطبع لكنها لم تبدي اي رد فعل سوي انها لا تشارك في حديث إلا في اضيق الحدود نعم تعلم ان حديث لُبني كان مؤلما لكن ما ذنبها .. لكنها فقط تركت آيلا تفعل كل ما تريد حتي غادرت السيدتان و كانت حور و آيلا في المطبخ و ليلي جالسه في الخارج
حور: ماذا حدث بينكما؟
آيلا تنظر مستفهمه : ماذا؟
حور : اختي لا تتصنعي الغباء انا اعرفك اكثر من معرفتك بنفسك
نظرت آيلا لعيني حور قليلا : لا تشغلي بالك حور لا شيء حدث
حور : لا بأس .. انا هنا إذا اردتي الحديث
آيلا : حسنا
حور : سأذهب للنوم
آيلا: لن تتناولي العشاء؟
حور : لا اريد
خرجت تاركه آيلا واقفه افكارها تصرخ في رأسها كم تريد الصراخ حتي ينتهي هذا الشعور لكنها فقط بدأت في تحضير العشاء
خرجت لتجد ليلي تتابع شيء ما في التلفاز
آيلا دون النظر لعينيها مرة اخري : هيا لنأكل
قامت ليلي و جلسوا علي طاوله المطبخ الصغيرة كلتهما تأكلان دون رغبه
ليلي : هل أخذتي دواءك
آيلا: نعم فعلت
ليلي : اين سأنام ؟
لتنظر آيلا لعينيها هذه المرة بقليل من التساؤل و الغضب : اين تريدي النوم ليلي؟
ليلي : اريد احضانك لكنك لم تحدثيني و لم تنظري لعيني فكرت ربما لن تحتضنيني ايضاً
آيلا تنظر للطعام مرة اخري : لننهي الطعام ثم لنتحدث في الغرفة
ليلي: حسنا انا انتهيت لكن سأجلس معك حتي تنتهي
آيلا : حسنا
تأكل ببطيء و تأخذ انفاسها برفق و تتبادل النظرات الخاطفه مع عيني ليلي المثبتتين عليها حتي انتهت
آيلا: انتهيت لنذهب
دخلوا الغرفة اغلقت آيلا الباب بالمفتاح فبدأت ليلي بالخروج من ملابسها نظرت لآيلا : سنستحم أولاً ثم لنتحدث حسناً ؟
آيلا : حسناً ليلي كما ترغبي
ليلي: حسناً هل نتحدث اولاً عزيزتي؟
آيلا تنظر لجسد ليلي شبه العاري امامها و تتجمع دموعها مرة اخري اقتربت ليلي : ما الأمر آيلا ! ماذا يحدث حبيبتي!
آيلا: لا اتحمل ان يحبك احد غيري ليلي لا اتحمل ان تتخيلك ..كيف ستتخيلك ! عاريه؟ هل تتخيلك بوضعيه ما ! ما الحديث الذي ستقولينه لها ؟ ماذا تفعل معك في عقلها ؟ عقلي لا يتوقف
ليلي تمسك يدها : ارجوك آيلا لا تعيشي الخيالات مثلها صغيرتي انا حقيقتك وحدك .. وحدك سيراني بضعفي و سيراني بقوتي و بجمالي و قبحي و بحزني و سعادتي، بحبي و بغيرتي و بأي شكل تحبي وحدك آيلا يمسك بين يديه قلبي .. لا تتخيلي شيء لا يحدث حبيبتي انا هنا بين يديك لن اذهب لأي مكان انا لا امنعك من ان تُعبري عن غيرتك عن افكارك ان تحزني ان تغضبي ان تثوري افعلي ما يحلو لك فقط افعليه معي لا تُبعيديني عنك ارجوك
تنظر آيلا في عيني ليلي بعد خروج كل هذا الحديث و دموعها لازالت تتساقط ثم جذبتها لحضنها .. فقط احتضنتها و ظلت واقفه
آيلا: انا اسفه
ليلي : لا بأس عزيزتي لا بأس
آيلا : انا احبك .. انتي تعلمين هذا صحيح ؟
ليلي : اوه كلنا نعلم هذا حتي خالتك و حبيبتها
آيلا تنظر لها : هل حدث شيء أخر ؟
ليلي تبتسم : لا انا فقط متأكدة دون حدوث شيء
آيلا: هل سنستحم الآن
ليلي : اممم دعيني اري ما رأي ملابسك الكثيرة تلك
تضع اذنيها بالقرب من صدر آيلا قليلا
ليلي: ما رأيكم هل تغادرون جسدها الآن ؟
ثم رفعت صوتها : اجل يا الهي انها تبكي كثيرا لقد اغرقتنا
ضحكت آيلا : اوه هكذا إذا
بدأت تخرج من ملابسها وهي تتمتم : هذا عقاب لكم لأنكم تشتكون مني .. اما عقابك -نظرت لليلي بعينان تلمعان- يا الهي ستتمنين لو بقيت بملابسي
ليلي: لن اتمني شيء كهذا ابدا و نحن وحدنا يا صغيرتي
مدت يدها لتتحسس وجه آيلا لكن آيلا عضت إصبعها امتصته ثم مسكت يدها لتبعدها : لن تلمسني يداك الليلة .. انه عقابك
ليلي نظرت لها بدهشه جمه ثم وضعت كفاها خلف ظهرها و ذهبت لشفتيها لتقبلها ف قبلتها آيلا بحب
ابتسمت ليلي: افهم من هذا ان فمي ليس ضمن العقاب
لتبتسم آيلا في بلاهه : انتي .. انتي لا احد يستطيع عقابك ..
ليلي : انتي تستطيعين سيدتي الجميلة
آيلا: هل حقا ام فقط اعاقب نفسي بعقابك !
ليلي : نعم اعتقد انك فعلتي بالفعل
عادت لتقبيلها مرة اخري ثم ابتسمت و ذهبت للحمام و آيلا واقفه مكانها تحاول ان لا يقفز قلبها خارجها بالفعل
ليلي دخلت تحت الماء تحاول ان لا تفقد اتزان عقلها بسبب احتضان لُبني المفاجئ هذا ' لما فعلت هذا؟ ماذا تريد بظهورها المفاجئ بعد مراقبتي لكل تلك السنين .. ' شعرت بآيلا تدخل ورائها : الماء بارد للغاية ليلي
ليلي : سأدفئك انا
استدارت و احتضنتها ثم مدت يدها تحاول تدفئه الماء اكثر، دخلوا اثنتيهم اسفل الماء المتساقط جسد آيلا يرتعش و ليلي فقط تحتضنها تسير يدي كلا منهما على ظهر الاخرى ببطئ ثم تنظر آيلا لعيني ليلى و تأخذ شفتها فى قبله طويله عل قلبها يهدأ
بعد ١٠ دقائق
آيلا: حسنا هذا يكفي ليلي لا استطيع التنفس
ليلي تغلق الماء سريعا و تخرج لتحضر المنشفة و لفتها حول آيلا ثم واحده لها اجلستها علي السرير
ليلي: ما الامر ماذا حدث ؟
آيلا : لا شيء فقط شعرت بالبرد في جسدي

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن