الفصل السادس و الثلاثون

774 44 3
                                    


1984*

بعد ان انتهوا و غادرت حوريه اولا الغرفة متجهه لغرفة هارون ثم خرجت سماء متوجهه للمطبخ تحاول الا يراها احد
فتحت حوريه الباب لم يكن هناك احد
حوريه: هارون انتي هنا؟
لم يجب احد ف جلست على الأريكة و اغمضت عينيها و ارجعت رأسها للخلف تفكر في ما حدث من سماء منذ قليل دقائق و خرجت هارون من الحمام
هارون بفزع: إلهي حوريه أفزعتني
حوريه بعدما انتفض قلبها: حقاً؟ لقد اقتلعتي قلبي من جذوره اعتقدت انك خرجت
هارون : لا لا اقدر ، ماذا فعلت مع كبيرة الخدم كانت تبحث عنك اخبرتها انى لا اعلم اين انت
ابتسمت حوريه لما تذكرت ما فعلته ثم قصته على هارون ف ضحكت بصوت عالي حتى خرجت بضع دموع من عينيها
حوريه: لا تضحكي لقد كنت اموت رعباً
هارون: يا إلهي حقاً اردت مشاهده هذا الحدث
حوريه بعدما عادت لملامحها: حسنا لقد كان شيء لمرة واحده
هارون : و كيف حالك !
ابتسمت حوريه : انا من يجب ان يسألك كيف تشعرين الآن صديقتي
هارون : لا بأس بعض ضيق التنفس و بعض آلام الرأس لكن اعتقد اننى سأكون بخير
حوريه: الحمد لله ، لا تجهدي نفسك ارتدى ملابسك و سنخرج نأكل في الحديقة
هارون : لن تأكل معنا سماء اليوم ؟
حوريه و قد تغيرت ملامح وجهه: لا اعرف
هارون : ماذا هناك ؟
حوريه: لا شيء فقط لا اعرف كيف سيسير يومها بعد ما فعلت مع كبيرة الخدم ربما لا تدعها تخرج من المطبخ او شيء ما
هارون: ما تقولينه لا يبدو منطقياً! لما لا تتركها ؟ ما الذى حدث بينكما حوريه لن اقول لها لكن هناك شيء يحزنك ؟
نظرت لها حوريه : لا يمكنك ان تخبريها هارون! ابدا مهما حدث و لا ان تصححي لها اي افكار ارجوك .
هارون : اعدك لن اتحدث
قصت عليها حوريه ما حدث بعدما غادرت كبيرة الخدم حتى خرجا من الغرفة
هارون: و ما ظنك لما فعلت هذا؟
حوريه: كل شيء كان طبيعي حتى انها تفعل الشيء مع الحائط اكثر من مرة و انا احبه و احبها لكن ان تغادرني هكذا آلم هذا قلبي بشده هارون شعرت بسكين يشق صدري
هارون: لا تبكي عزيزتي ارجوك" مسحت حوريه دموعها  "
طرق الباب ففزعت حوريه و نظرت لهارون
هارون همست :" ادخلي اغسلي وجهك "
فتحت الباب و هي ترتدي قميص واسع و بنطال واسع يخفي معالم انوثتها
كانت كبيرة الخدم برفقه سماء
كبيرة الخدم: هل السيدة حوريه هنا سيد هارون؟
هارون : نعم انها في الحمام يا كبيرة الخدم لقد عادت صباحا بعدما رحلتي بقليل
ابتسمت كبيرة الخدم : اتمنى ان تكونا بخير ، لقد احضرت سماء لتكون في خدماتكما ارجو ان تكون السيدة افضل الآن
هارون: اعتقد هذا ، تفضلي سماء و شكرا لك يا كبيرة الخدم
دخلت سماء و ذهبت كبيرة الخدم
اقفلت هارون الباب و ضحكت : الهى انها كناظره المدرسة
سماء تبتسم :نعم حدثني عن هذا ، انها تحشر انفها في كل شيء ، كيف حالك اليوم؟
هارون :افضل الحمد لله
سماء: حوريه بخير؟
هارون: اعتقد ، ارادت ان تدخل الحمام قبل مجيئكم بلحظات ، هل انتي بخير ؟ هناك شيء خاطئ بكلتكما اليوم
سماء: هل تحدثت معك حوريه ؟
هارون : نعم لقد أخبرتني عن زياره كبيرة الخدم حتى اكون على دراية
سماء: اه اجل
هارون: ما الأمر سماء تحدثي !
سماء: ليس الآن
هارون تنظر لها : هل حدث بينكما شيء؟
سماء : اعتقد هذا ..كنا .
خرجت حوريه ثم ابتسمت : عزيزتي لقد أتيت
سماء : اهلا حبيبتي ، انتي بخير ؟
حوريه : نعم انا بخير و انت ؟
سماء ابتسمت : نعم بالطبع
حوريه تبتسم : متى سنأكل انا اموت جوعاً
سماء : سأذهب لجلب الطعام
حوريه: سأخذ هارون للحديقة قليلا عل الهواء النقي يساعدها على التحسن سنعود معك حالما تجهزين
سماء: حسنا لا بأس
ارتدت هارون ملابسها و خرجوا ثلاثتهم
هارون وحوريه في الحديقة
هارون: سماء كانت على وشك التحدث إلى و انت ف الحمام
اندهشت حوريه : ماذا؟ حقا!! هذا لا يبدو حقيقي انها لا تتحدث مع اي احد عن اي شيء
هارون: يبدو ان هذه المرة هي على استعداد للكشف عن افكارها لكي تجد حلا او تريد الافصاح لأي سبب أخر .. دعيها تتحدث معي  علىّ افهم الامر ثم اوضح لك كيف فكرت .. هل انت موافقه؟
حوريه: اعتقد ، نعم لا اعرف
هارون : لا تحزني انت انا متأكد ان لها وجه نظر لما حدث
حوريه : ليتها فقط أخبرتني لكنها فقط تأسفت
اخذو يجولون قليلا ثم جلس هارون على احد الكراسي و حوريه ذهبت لحوض الازهار البعيد
مرت بضع دقائق جاءت سماء : هيا الطعام في الغرفة
هارون : هيا لنخبر حوريه
سماء : اين هى ؟
هارون : طلبت البقاء وحدها
سماء ينتابُها الندم و القلق من حزن حبيبتها هل تتأسف مرة اخرى ام ماذا تفعل !
وصلا لحوريه
هارون : لنذهب حوريه
حوريه دون النظر ليست متأكدة ان سماء واقفه تفكر " انا اعلم انها معه لكن لا اريد ان تعلم هي اننى اعلم " : اذهب انت هارون و قل لسماء اننى اردت البقاء قليلا مع الازهار لن اتأخر
هارون كان على وشك الحديث لكن اشارت له سماء ان لا يقول اي شيء اخر : حسنا لا تتأخري
مشو مبتعدين لتلتفت طرف عيني حوريه و تلمحهما مغادرين و تتساقط الدموع من عينيها مرة اخرى 
في الغرفة جلس هارون و اخذت سماء تجيب الغرفة ذهابا و إيابا
هارون: اجلسي و اخبريني ما حدث علىّ استطيع المساعدة
سماء: لقد اعتقدت انه قد مر لما ضحكت صباحا لكنها فقط تكتم الامر داخلها هارون
هارون: أي امر ؟
نظرت له سماء بعينين دامعتين ثم قصت عليه مرة اخرى ما قصته حوريه
اندهش هارون : لكن لما تركتيها من الاساس
دعكت سماء يداها في بعضها البعض و اخذت تسير و هي تتحدث مرة اخرى : اعتقدت اننى سأتركها ف تشتاق لي طوال النهار فإذا حل الليل كان اشتياقها للأمر اكبر اعتقدت انه شيء سيزيد من حماستها و رغبتها ، لا اعرف هارون لا اعرف انا حمقاء و غبيه لقد كانت ليلتنا الأولى و انا افسدت كل شيء الآن
اندهش هارون حقا هذه المرة : لم تفعلوها إلا الآن ؟
سماء: ارجوك لا تتحدث معها في اي شيء ارجوك هارون ان الامر صعب بما فيه الكفاية على ان تتحدثي انت ايضا فتعتقد اننى تحدثت معك و لم اتحدث معها
هارون : لن اتحدث ، لكن ماذا ستفعلين
سماء : سأخبرها عن ما فكرت فيه عل هذا يريح قلبها .. ما رأيك!
هارون : اعتقد ان هذا جيد ، هيا اذهبي و اخبريها
سماء : الآن؟؟
هارون : لا تتأخري دقيقه اخرى هي بالفعل تتألم دون شك
سماء: اعتقد معك حق
خرجت سماء من الغرفة و هارون كان يضحك وحدة على حب الشباب القوى هذا انهم متهورات صغيرات و يحبان بعضهما حد الألم جالت في خاطره فاطمه ف استلقت على السرير مغمضة العينين تتخيلها و هي تضحك و تتكلم و تبكي و تصرخ ..
وصلت سماء امام حوريه و كانت لازالت جالسه مع الازهار وضعت يدها حول كتف حوريه فانتفضت ضاربه يدها ثم كادت تتكلم حتى رأت انها سماء ف أقبلت تمسك يدها : سماء انا اسفه لم اسمع صوتك خِفت ان تكوني احد اخر
سماء ابتسمت : لا بأس انا استحقها على اي حال
حوريه بعدم فهم : لا تقولي كلام كهذا انا حقا أس.. وضعت سماء يدها على فم حوريه: لا تتأسفي لقد جئت و اريد التحدث معك .. هل يمكن ان نذهب لغرفتنا دقائق ؟
حوريه : حسنا
سارت حوريه و خلفها سماء حتى وصلوا الغرفة دخلوا و اغلقوا خلفهم الباب و وقفت حوريه : حسنا نحن وحدنا ، ما الامر؟
سحبتها سماء و اجلستها على الكرسي القريب : اسمعيني حتى انتهى ثم تحدثي ، حسنا؟
حوريه : حسنا .
سماء: منذ مده كانت احدى الخادمات تتحدث عن علاقتها بزوجها و انه صباح ذلك اليوم كاد ان يفعلها ثم ابتعد عنها ف ظلت هي طول النهار شديده الرغبة بالعودة للمنزل لكي تفعلها معه هذا الصباح تذكرت حديثها و اردت ان افعل مثله حتى تكونين مشتاقه لي و لكن جرحت قلبك عوضا عن هذا ، انا حقا اسفه حقا انا حمقاء لا تعلم اي شيء سوى جعل كل شيء سيء
ابتسمت حوريه: هل انتهى حديثك؟
نظرت لها سماء و هزت رأسها ان نعم
حوريه: انتي حمقاء تماما ، لكنى احبك بشده و هذا ما جعلني افكر اننى آذيتك لذا انت رحلت ، انا اشتاق لك و انت بجواري سماء لا احتاج لسبب يبقيني مشتاقه .. ثم تحركت نحوها.. انا ارغب بك بكل ثانيه اريد ان ألمسك بكل الاوقات" مدت يداها و امسكت وجه سماء"  لا يخرج طعم شفتاك من فمي ابدا " احنت رأسها و امتصت شفتاها في قبله عميقه ف بادلتها سماء حتى تنفسوا الصعداء"
سماء: انا اريدك الليلة
ابتسمت حوريه: اتحداك ان لا تريديني في أي ليلة منذ الآن سيدة سماء
اندفعت سماء تقبلها بقوه مرة اخرى و لكن حوريه لم توازن جسدها فسقطوا الفتاتان على الارض
كانت كلتاهما تضحكان و تتأوهان
حوريه: لابد ان نتعلم التحكم في قوه علاقتنا حتى لا نقتل بعضنا قريبا
ضحكت سماء : نعم اعتقد هذا

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن