الفصل الثاني و الثلاثون

651 47 12
                                    


1984*

مر شهر من الاحداث العاديه هارون اصبحت علاقتها بفاطمه قويه اكثر كلما مرو ببعضهم ف العمل وقفت و تكلمت معه كانت تأتي له كل شهر بالمال المتفق عليه و كانت هارون تشعر بسعاده غامرة فقط من الحديث .. دعتها هارون لتناول الغداء معها و حوريه اكثر من مرة تدعي ان حوريه تشتاق لها و هي كانت تلبي الطلب بحب لحوريه التي عاملتها بحب لم تفهم سببه
اما عن حوريه و سماء فلازالا يتحدثان كثيرا و يلمسان بعضهما قليلا و حوريه تفعل كل شيء تشعر انه يسعد سماء

🔸اليوم اول ايام شهر ٧

ايقظت هارون الفتاتان في ال٧ صباحا
سماء استيقظت اولا: ما الأمر هل احد قادم؟
هارون : لا ارغب ف التحدث
سماء : حسنا لنوقظ حوريه
اخيرا استيقظت حوريه : ما الامر! كم الساعه ؟
سماء: استيقظي هارون تريد التحدث و لا يهم الوقت
جلست حوريه في غير استيعاب: هل انتي بخير هارون ما الامر ؟
هارون : انا احب فاطمه ، انا حقا افعل . قلبي ينتفض عند رؤيتها اشعر بإنقطاع انفاسي و عندما تتحدث اجزم انني لا اسمع إلا صوتها مهما علت الاصوات ، لا استطيع ان اخبرها و لا استطيع ان اراها خارج العمل الا هنا و لا استطيع ان اتخيل كيف ستنظر في عيني اذا علمت اني امرأة و تخيل انها علمت كل مشاعري يجعلني اشعر بالرعب من رفضها الاكيد ثم الخطر الذي سأوقعكما به و رقبتي التي يمكن ان تطير فيها .. ماذا افعل انا حقا اتألم
حوريه تنظر لها بألم : حسنا ، حسنا اهدائي .. سندعوها هنا ثم سأقص عليها بعض الحكايا فإذا كانت تحب النساء سأعلم إذا لم تكن لا نستطيع ان نفعل شيء .
في اليوم التالي جاءت فاطمه بعدما دعاها هارون كما اعتادوا و تناولوا الطعام معا ثم استأذن هارون و بقيه فاطمه و حوريه معا
اخذتها حوريه للحديقه اخذو يجوبو الحديقه حتي وقفت حوريه عند احدي احواض الورود البعيده و التي تظهر الكثير من الألوان المشرقه
حوريه: هل تعرفي فاطمه ، هذه الورود تذكرني بالبشر ألوانهم كثيره مختلفين في الصفات و الرغبات و القلوب ..
فاطمه ضحكت: اجل بعضهم ايضا جاف و يابس كتلك الورقات المتساقطة
نظرت لها حوريه في ابتسامه : اصبت صديقتي ،سأقول لك سر و ستبادلين بواحد اتفقنا!
ضحكت فاطمه :اتفقنا.
و انا صغيره كنت اجلس مع امي و بعض اصدقائها فأتخيلهم كلهم يمشون عرايا و اظل اضحك و لا احد يفهم لما
ضحكت فاطمه بشده : يا إلهي حوريه هذا تفكير منحرف للغاية
ابتسمت حوريه: الم تتخيلي احدا عاري ابدا!
فاطمه احمرت وجنتاها و اخذت تلعب في الازهار القريبة
حوريه : حسنا ، حسنا لا تغضبي من قله حيائي انا احب ان اكون صريحه احيانا اكثر من اللازم
فاطمه: ليس هكذا لكنِ لا اعرف ماذا ستفكرين فيّ إذا اخبرتك خاصة اننا لسنا اصدقاء منذ مده بعيده و قد وعدت نفسي ألا اخبر احدا ابدا و يموت سري معي .
حوريه: حسنا صديقتي لن اضغط عليك لكنني دائما هنا سأحفظ سرك إذا حفظتي سري 😉
فاطمه تنظر لعيني حوريه و من نظرتها شعرت حوريه ان هناك شيء ما يقبع علي صدرها تريد الأفصاح به ولكن لا تستطيع
حوريه: هيا لأطلب لكي بعض العصير الطازج
فاطمه: لا سامحيني لابد ان ارحل ف الوقت قد تأخر
حوريه : لا بأس سأطلب من هارون إيصالك حتي اطمئن عليك
ابتسمت فاطمه: حسنا لا بأس
حوريه بضحك: لكن لا تنسي انتي تدينين لي بسر عنك
نظره فاطمه لعينيها و اجابت : هناك واحد استطيع اخبارك به الآن
فنظرت حوريه بفرح : حقا ! ما هو؟
فاطمه بابتسامه ساخرة : انا لا استطيع الزواج ابدا
نظرت لها حوريه بعدم فهم : لكن لما!
فاطمه وضعت اصبعها علي فمها: هذا هو السر صديقتي
حوريه: يا الهي فاطمه خلقتي في عقلي ألف سؤال
فاطمه: سأجيب عنهم لكن ليس اليوم
حوريه : كما تشائي عزيزتي
استدعت حوريه هارون و انطلقوا اثنتيهم و عادت هي إلي غرفتها تتبعها سماء
دخلوا الغرفة و اقفلوا عليهم
سماء : هيا تحدثي ماذا حدث !
حوريه: حقيقه سماء ، انا لا افهم .. لقد حاولت لكن كل ما حصلت عليه هي تلك النظرات التي تحمل اكثر مما يقال ثم فقط صرحت" انا لا استطيع الزواج ابدا "  ثم لم تخبرني لما .
سماء: حسنا جيد علي اقل احتمال لن تتزوج ف ستظل لهارون فرصه
بعدما عادت هارون و قصت عليها حوريه ما حدث اصابتها نفس تساؤلات حوريه لكن كان ثلاثتهم في انتظار ان تمر الايام و تثق بهم فاطمه حتي تبوح بسرها ..
مر اسبوع اخر و فاطمه لم تتصادف طرقها مرة واحده مع هارون في هذه الفترة حتي كادت هارون تجن انهت عملها و ذهبت تبحث عنها في قسم عملها ف أخبروه الفتيات انها استأذنت منذ ساعه و ذهبت
عادت هارون للبيت و هي تتساءل ألف سؤال لما تختفي كلما حاولت الوصول إليها!
طرقت باب غرفة حوريه كما اعتادت و دخلت لكن لا احد ف الغرفة لم تشغل بالها دخلت للأستحمام و ارتدت ملابس مريحه و نامت في مكانها
في هذه الاثناء كانت فاطمه و حوريه في الحديقة فقد قضت فاطمه الاسبوع الفائت تعصر عقلها هل ستعيش و تموت مع هذا السر ، نعم يؤذيها و نعم لا مفر منه لكنها ترتاح لحوريه و ترغب ان تمتلك شخصا ما في هذه الدنيا يعلم بأمرها كم تفتقد والدتها و كيف احبتها رغم اختلافها.. كانت ترغب ان تكون هذه الزيارة من تلقاء نفسها لا ترتيبات و لا طعام و لا هارون فقط هي وحوريه
فاطمه: لهذا انا هنا الليلة، لأنني اشعر بالوحدة ، بكل صدق اشعر انني لولا لقائي بكما لمت وحدي في الشارع .. لذا قررت ان اخبرك حتي لا اموت و انا احمل كل حديثي و ألمي  لنفسي .. عديني حوريه انك لن تغيري نظرتك لي مهما حدث و اننا سنظل اصدقاء انا حقا لا اود خسارتك
حوريه تبتسم بإتساع : لن تتغير ابدا عزيزتي فاطمه لك كلمتي و وعدي
نظرت فاطمه لعيني حوريه مطولا ثم تحدثت : هل تعرفين ان هناك حالات قليلة من البشر يولدون بجسد انثي و عضو ذكري!
لم تستطع حوريه اخفاء دهشتها : سمعت لكن لم اصدق
ابتسمت فاطمه : حسنا يمكنك التصديق فهي حقيقه .
سألت حوريه دون مجادله: و هل انتي هكذا؟
فاطمه: ليس تماما .. انا امرأه لكن جهازي التناسلي بداخلي ذابل كورق ازهارك الميت و جزء من الظاهر يتشكل كشكل العضو الخاص بالمرأة لكنه اكبر حجما يخرج من بين الثنايا كعضو رجل صغير بارز  لكن لي كما لكل امرأه اخري ، انا اجمع جزء من كل شيء لكن لا املك فرصه ان احمل من رجل ..
لمعت عينا حوريه : هل يمكنني احتضانك !
فاطمه : حقا! اعتقدت انك ستطردينني
شدتها حوريه لحضنها و غافلتها دموع لا تعلم مصدرها :لا ابدا انتي بأمان هنا .. 
ارتاحت فاطمه لحضن حوريه و تقبلها الامر حتي خرجت حوريه من حضنها : عندي سؤال واحد فقط اريد اجابه واضحه عليه لأنه سيقرر مصير شخص ما ..نظرت لها فاطمه بتعجب! : ما هذا السؤال
حوريه: ما رأيك في فتاه تحب فتاه و رجل يحب رجل
نظره لها فاطمه قليلا: لا اعلم لم يصادف ان قابلت شيء كهذا و مشاعري لا يعتمد عليها انا لا اعرف من انا حتي
حوريه : هل أحببت فتاه من قبل!
فاطمه ضحكت قليلا : انا لا افهم ما سر كل هذه الجدية حوريه ! هل تحبيني مثلا !
حوريه : لا ليس انا لكني اعرف شخصا يفعل
نظرت لها فاطمه و الدهشة تملئ محياها : هل حقا ! هل لهذا صادقتني ؟ لقد اخبرتك سري اللعنة حوريه هل كنتي تلعبين بي
ارتفع صوت فاطمه حتي اتت سماء  و حوريه تهدئ من روع فاطمه و فاطمه تركض بإتجاه سماء لتخرج من القصر  نظره سماء لحوريه ف اشارت لها ان انتهت اللعبة ف احتضنت سماء فاطمه حتي لا تستطيع الرحيل : اهدئي فاطمه نحن في صفك .. انا حبيبه حوريه ، نحن فتاتان تحبان بعضهما ارجوك لا ترحلي و لا تأخذي علي خاطرك كانت حوريه تريد ان تطلعك علي هذا لكنها كانت تريد ان تتأكد انك تفهمين الامر .
توقفت فاطمه تحاول فهم ما يحدث حولها لكنها لا تفهم اي شيء .. كيف هذا ! و ماذا عن زواجها و ماذا عن سري الذي بحت به تنقل النظرات بين الفتاتان
ثم نظرت لحوريه و الدموع تملئ عيناها: لما فعلتي هذا
حوريه : لأنني احببتك كأخت حرمني الله لقائها اردت ان تشعري بالأمان انني هنا مهما حدث لك و انني اتفهم مهما كان ما تشعري به سواء أحببت رجل او فتاه او لم تحبي فقط اردتك جزء من العائلة
فاطمه : لكنك قلتي هناك من يحبني!
حوريه : لم اكذب لكن ان لم ترغبي ف ان يحبك احد لا بأس سأمنع ان تقترب منك رغم انها تعشق عيناك لكني سأؤمرها ان تبتعد فور ان تقولي لا ..
فاطمه : انا لم يحبني احد سوي امي و لم احبب احدا سواها انا لا اعرف الحب لا لفتي و لا لفتاه لا اعرف ماذا سأفعل او ماذا سيكون او كيف سينتهي الامر إذا علم من احببت يوما بحالتي و هرب
حوريه : صدقيني هناك الكثير من العقد في هذا العالم لست وحدك التي تشعرين بأنك مختلفة عزيزتي فاطمه ارجوك اجلسي و دعينا نتحدث
كانت سماء صامته منذ اعترافها و رغم قررت فاطمه ان تجلس لاستيعاب الاحداث إلي ان سماء  لم تجلس معهما و غادرت
فاطمه: الن تجلس؟
حوريه: لا يسير الامر هكذا نحن هنا نلعب الادوار حتي لا يقتلنا ابي جميعا
فاطمه: لا احد يعلم عن هذا حتي زوجك صحيح؟ 
حوريه تبتسم: انا لست بخائنه فاطمه ، نعم يعلم و للأمر تداعيات اخري لكن لا استطيع الحديث عن هذا دون وجود زوجي ف الامر يمسه ايضا
فاطمه: حسنا، حدثيني اكثر عن نفسك
حوريه: انا احببت سماء منذ كنت في الرابعه عشر و اعترفنا في ليلة عيد ميلادها ال٢١ .. اي بعد ٤ سنين هي تعمل كخادمه منذ كانت في ال١٧ .. لكنني كنت اراها صديقه و ام و حبيبه .. ثم اصبحت العالم كله .. لا احد يعلم هنا الا هارون و انتي الان لذا ارجوك مهما حدث لا تفصحي هذا السر لمخلوق
هدأت فاطمه ، هي تشعر انها اخطأت حين تملكتها مشاعر الغضب هي تشعر ان حوريه لن تأذيها هي فقط تملكها الرعب ،
كانت فاطمه تعتذر عن خروجها عن مشاعرها و حوريه تتحدث و في هذه الاثناء ذهبت سماء لهارون و ايقظته حتي كادت تسبب له ازمه قلبيه سردت له كل ما رأت و سمعت من الحديث فقامت ارتدت ملابسها و هي غاضبه: اللعنة حوريه لما قلتي كل شيء بدوني انا اريد ان اتحدث عن لساني
سماء : لم تقل اهدئي هي فقط قالت ان هناك من تحبها لم تقل من و اخبرتها انا عنا حتي تهدأ و تجلس كانت سترحل
خرجت دموع من عيني هارون: انا اريد ان اتحدث انا اريد ان اخبرها بحبي بهويتي برغبتي بها انا سماء لا انتم
خرجت هارون وجهها احمر كالدم حتي وصلت لمجلس حوريه
رأتها حوريه من بعيد علمت ما قامت به سماء : اعذريني للحظه فاطمه
ركضت حتي التقت بهارون علي بعد يسمح ان تتحدث دون سماع فاطمه لكنها لازالت تري
حوريه: هارون توقفي لحظه رجاء، رجاء انا اسفه فقط استمعي لي
نظرت هارون بعيني كالدماء
تحدثت حوريه : اعترف انني اخطأت لكن كان حديثي خارجا من قلبي و لم اعقله و لكني لم اتي بسيرتك او باسمك ارجوك سامحني لقد حاولت ان اتأكد حتي لا ينكسر قلبك اذا كشفت لها عن نفسك و لم ترغب بك
هدأت هارون قليلا : انا اريد ان اخبرها انا تعبت
حوريه: حسنا ، لنفعلها ، سأتي بها للغرفة و سنترككما تتحدثان
من اخبرها يرغب بالحديث .. هل انت ام الفتاه التي تحبها
هارون : لا انا حوريه فقط انا
عادت هارون ادراجها لتعود حوريه بابتسامه لفاطمة
فاطمه: هل هناك مشكله !
حوريه : في الحقيقة نعم ، هارون يود الحديث معنا في مكان لا يسمعنا فيه احد لذا استأذنك ان تأتي معي فاطمه ..
فاطمه تشعر انها تسير نحو فخ ما و ستُقتل في النهاية
فاطمه: لما اشعر ان هذا ليس صحيحاً!
حوريه: اعدك سيتضح كل شيء و سنضع اعناقنا جميعا علي سيفك حتي انك اذا تحدثتي لمتنا جميعا مقتولين.
نظرت لها فاطمه في صدمه: هل لهذا الحد تثقون بي لتخبروني!!!
ابتسمت حوريه: نعم ، نحن نثق بك
ابتسمت فاطمه و ذهبت معها
دخلت هارون الغرفة قبلهم و اخذت تمشي مجيء و ذهابا تفكر ماذا ستقول و ماذا سيحدث هل هي حقا ستضع كل حياتها و رقبتها في يد هذه المرأة .. هل تسلم الجرة في كل مرة ! نعم اخبرت حوريه و لم تكن تعلمها لكنها فقط كانت سهل التحدث معها لكن فاطمه! لما هو صعب جدا التفكير في ردها ، في رفضها لما!!!

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن