الفصل السادس و الأربعون

758 43 10
                                    


1985
مرت الايام على حوريه اكثر هدوء .. على الاقل تنام مطمئنه في احضان سماء كأن الغد لن يأتى و كأن اليوم لم يكن .
هارون لازال يدير المصنع الذى تركه حافظ بأسم حوريه مع اشياء اخرى.. و يتحجج بأي شيء ليستدعى فاطمه لمكتبه لتكون معها كفتاه صغيره ل١٥ دقيقه فقط تحتضن فاطمه و كذلك تفعل فاطمه لا حديث لا أسئلة .. فقط في كل ال٢٤ ساعه باليوم هذه هى الدقائق التي تتنفس فيها هاله دون اى احمال ..
يجلس هارون  في مكتبه يعمل في بعض الاوراق تاركا الباب مفتوح .. يدخل عليه صالح و سليمان ..
يقف هارون مرحبا بهما : مرحبا بكما ، تفضلا..
هل تحبان ان آتى لكما بشيء تشربانه ..
صالح: لسنا هنا للضيافه ، الاستاذ حمدى المحامى حدثني للتو كل الاجراءات اصبحت جاهزه سيفتح وصيه والدى اليوم في البيت .. على ال٨ مساء لذا استعد انت و حوريه انا و سليمان سنصل على ال٧ ..
هارون ابتسم: بالطبع سيد صالح سنكون في انتظاركما ربما تأتى مبكرا لنأكل الغداء معا كعائله ؟
صالح ينظر لهارون : لا ، ليس اليوم .. لننتهى اولا من هذا الامر ثم لنخطط لهذا الغداء
هارون: حسنا كما تحب
خرج صالح قبل سليمان
سليمان : هارون ، شكرا لك لهذا العرض ، بالتأكيد سنجتمع قريبا  ..
خرج سليمان
ثم خرج هارون من المكتب و اغلقه خلفه و عاد للبيت ليخبر حوريه عن الامر
تطرق الغرفة و تدخل ، لا وجود لسماء فقط حوريه في ردائها الحريري القصير عارى الصدر ..
هارون ابتسمت: الهي يا فتاه ارتدى شيء، انا رجل بالنهايه ..
ابتسمت حوريه: لا تدع سماء تسمعك ستقتلنا معا
هارون : لم ينتهى امر الغيره من وجودى بعد ..
حوريه : لا تأخذه كشيء شخصي ، انها تغار من كل عين لمحتنى .. لو كان عليها لحملتنى في صندوق صغير لتحجب عيون الخلائق عنى..
هارون ابتسم : ااه حب الشباب ، انه مليئ بالشغف و الشعله ..
حوريه : و كيف حال حب الكبار سيدتى الثلاثينيه..
هارون: انا اريد ٢٤ ساعه معها فقط لأستطيع التنفس بشكل طبيعي مرة اخرى..
حوريه: لا تقلقى ، سيأتى هذا اليوم ..
هارون : نعم اتمنى ، المهم الوصيه ستفتح اليوم في ال٨ صالح و سليمان سيصلون في ال٧ لذا يجب ان نستعد ..
حوريه التي لم تتأثر ملامحها و لم تتململ حتى من مجلسها ...
حوريه: عليك الاسترخاء في الماء لأطول فتره ممكنه فهذا لن يكون سهلا ..
هارون :  اعتقد انك محقه .. لذا انا سأدخل لاستحم ..

ذهبت هارون نظرت حوريه في الساعه انها ال٥ .. قامت من مكانها ارتدت رداء بسيط فستان مسدول اكمامه طويله اسود اللون لكنه مفتوح الصدر بشكل دائري يكاد ان يلمح الناظر اول ثدييها اسدلت شعرها و سرحته على جانبها الايمن وضعت من العطر و ارتدت قلاده رقيقه للغاية تجعل من رقبتها محط للأنظار
خرجت من الغرفة تتجه للمطبخ ..
لم تكن سماء بالقرب من مدخل المطبخ ، كانت بعيده لكن لفت انتباهها بعض الهمهمات ' الهى هل ازدادت جمالاً !، ام انه فقط الاسود يجعل بياض بشرتها ناصعا'
نظرت سماء للخلف لتجد حوريه واقفه بردائها المسدول و عقدها الفضي اللون عينيها التي تكاد تجزم انها في مكان ما بين البنى و الاخضر و شعرها المسدول تتحدث لصفيه بصوت لا تسمعه سماء لبعدها .. ظلت تنظر لها كأنها اول مرة تراها .. كأنها تقع في حبها للمرة الأولى
كأنها لم تكن عاريه امامها ابدا ارادت ان تلقي بنفسها في احضانها فقط ..
و لكن كان هناك عينين آخرتين تتبع ملامح سماء من بعيد
انتهت حوريه من الحديث مع صفيه لترفع رأسها و تلتقى بعيني سماء .. ابتسمت في هدوء دون مبالغه لكن قد رأت هذه الابتسامه كل الفتيات الصغيرات و حتى لا يكثر الحديث امالت سماء جذعها للأمام تحيه منها لسيدتها .. غادرت حوريه،  اعين كل الصغار لسماء: ثم تقدمت اكبرهم و التي كانت في ال١٧ : نحن بالطبع نعرف انك خادمتها الوحيده منذ ما يقارب ال٤ سنين نحن هنا فقط منذ بضع اشهر لكننا نعرف ، لذا هل ، هل انتما اصدقاء؟
سماء ابتسمت: لا صداقه بين سيد و خادم ، انا فقط احترمها كثيرا و هي لا تطلب الا خدمتى لذا اعتقد انها ترتاح معى ..
الفتاه: نعم صحيح.. انها جميلة للغاية .. هل تساعديها على تبديل ملابسها ؟
سماء تفاجأت من هذا السؤال و تحولت ملامحها لغضب غير مبرر و احمرت وجنتها : لما تسألين عن شيء كهذا ؟
الفتاه: لا لشيء لكن اردت ان اعرف هل هي حامل كما تقول السيدة صفيه ..
اغمضت عينيها و اخذت تجمع كل الشتائم التي يمكن ان تفكر بها و تلقيها في وجه صفيه التي في خيالها ثم فتحت عيناها : لا ، لا اعتقد انها كذلك ..
الفتاه : حسنا اذا .. اراك في الارجاء سماء ..
غادرت الفتاه و غادرت بعدها سماء لتجد هذه الحوريه التي خرجت للتو من المحيط لتخطف قلبها ..
واقفه كتمثال ما ترفع رأسها للسماء تتنفس بعمق و سماء تأتى من خلفها في هدوء: هل تعرفين ، هذا الثوب ، انه رائع عليك .. حقا انه .. انتى رائعة الجمال فيه ..
ابتسمت حوريه لصوت سماء من خلفها و فتحت عينيها ناظره لها بعد ان اصبحت امامها: حقا؟ .. ام ان همهمات الفتيات في المطبخ هي ما اعطتك هذه الفكره؟
سماء: اذا لقد سمعتها ايضا !
حوريه: المسكينه كان صوتها مرتفع حتى ان صفيه لم تستطع منع ابتسامتها ..
سماء: هذا ، لا اعرف اردت احتضانك ..
حوريه : سنعود للغرفة في الليل و ستفعلين ..
سماء: لا اقصد ، اردت احتضانك امامهم كأنى اقول لهم ان يقلعو اعينهم عنك لأنك لى ، لأننى انا فقط مسموح لها الاعجاب بك .. و لكن شعرت اننى مبالغ في تفكيري .. انا فقط فتاه لا تشعر بالثقه او الامان بعيدا عنك لذا سامحيني اذا كان هذا كثيرا دائما انا حقا اريد ان اكون دائما معك ..
حوريه: هل تعتقدين انه يوما ما سيكون ممكن ان نخرج معا ممسكين بيد بعضنا البعض في الشارع دون ان يطلق الناس النار على ادمغتنا؟
سماء: لا بأس بالحلم ، صحيح ؟
حوريه: اجل ، لا بأس .. لكن هل تعرفين اننى انا ايضا اغار .. انا فقط لا اتحدث عن الامر .. لكن تلك الفتاه  التي جاءت في العام الماضي للعمل .. ذات الشعر القصير الاسود التي تضحك معك دائما في المطبخ و تضع يدها على كتفك و هي تمزح و تنظر لشفتيك و انت تتحدثي ..
اندهشت سماء من وصف حوريه : هذه نجلاء انها فقط تعمل معى في المطبخ كزملاء عمل و ربما اصدقاء قليلا لكن متى رأيتى كل هذا ؟
حوريه : عيناي تبحث عنك كلما دخلت لأجدها تفعل شيء ما حولك .. حقا لقد كنت اشعر بعروقي تنفجر لكنك كنتى تعودين لى ف الليل ف اقبلك في كل مكان حتى تصرخى بأسمي فيرتوى قلبي و تهدئ نفسي ..
سماء ابتسمت و وجهه يزداد احمرار: الهى، هذا كان السبب اذا ؟
حوريه: لا بالطبع ، لكنه كان عاملا مؤثرا ..
سماء: هل اتوقف عن الحديث معها؟
حوريه : لا لا ، لا تفعلى ، فقط حينما تعترف لك و هى ستفعل .. اخبريها انك تحبين الرجال و ابتعدى ..
سماء: ماذا !؟  هل هى مثليه ؟؟
حوريه : ااه صغيرتى سماء انتى حقا لا ترين ما يحدث اليس كذلك ؟ الفتاه تدور حولك كأنك الشمس و هى كوكب تائه .. لمده ٧ اشهر الآن و لازلتى لم تشعرى منها بأي شيء غريب ؟
سماء ابتسمت : لا ربما شعرت مرة او اثنان لكن قلت لنفسي هذا مستحيل لابد انها افكارى..
حوريه : تمعنى اكثر في افعلها و سترين الامر كالشمس في منتصف الصيف ..
سماء ضحكت : سأفعل .. مالذى كنتى تتحدثين حوله مع صفيه على اي حال..
حوريه: ستُفتح الوصيه اليوم لذا اخبرها لأجل ان تحضر غرفة الاجتماعات .. و انتى ستأتين لى في السادسه و النصف لتساعديني في غرفتي القديمه  ..
سماء: اممم حقا .. هذا .. اشعر بالقلق ..
حوريه: اجل هذا ما ستساعديني بشأنه ..
سماء ابتسمت: نعم سأفعل..
عادت سماء للعمل انها ال٥.٥ بالفعل  فور ما بدأت ف العمل حاوطتها نجلاء: اين اختفيتي يا فتاه بحثت عنك كثيرا ..
سماء تنظر لها و تتذكر كلمات حوريه: لا شيء كنت استنشق بعض الهواء.. ثم صبت كل تركيزها على العمل و لكن نجلاء لم ترحل بل وضعت يديها على كتفي سماء: دعيني اخفف من آلامك و أدلك لك رقبتك ..
سماء تحركت بعيدا: لا نجلاء ، ما بك ؟ منذ متى تمسكين بي هكذا و نحن نعمل .. انا عندي عمل كثير لذا ارجوك لا تشتتى انتبهى..
لقد انفجرت سماء في نجلاء كبالونه وخذتها ابره حتى ان نجلاء حاولت تهدئتها و الامتثال لطلبها و العودة للعمل ..
..عادت حوريه للغرفة
القت بنفسها على السرير بملابسها فقط تتنفس بعدما اخبرت سماء اخيرا بأمر تلك الفتاه و تأكدت انها لم تكن تلاحظ اى شيء كما توقعت .. او كما توقعت هارون بعد ان تحدثت معها في تلك الليلة التي رأتها فيها حوريه و عادت للغرفة تجوبها ذهابا و ايابا قبل ان تنفجر في وجه هارون و تخبرها بكل شيء.. ابتسمت للذكرى البعيده لقد مر بالفعل  اشهر على هذا اليوم ..
خرجت هارون من الحمام رأت حوريه و تلك الابتسامه على وجهها ..
هارون: هل ذهبت لرؤيه سماء؟
حوريه: هل هذا واضح للغاية؟
هارون: تلك الابتسامه الغبيه حول وجهك تجعله واضح تماما ..
حوريه: لا هذه الابتسامه لاننى اخبرتها عن تلك الحمقاء التي تتبعها في كل اركان القصر .. و كما توقعتِ لم تدرى اى شيء كطفل لا يدري اي شيء عن ورقه بمائه جنيه ملقاه امامه
هارون تضحك: الهى لا استطيع تصديق ان هذه الفتاه اكتشفت انك تحبيها !
حوريه: لا لم تكتشف .. لاربع سنين كنت اذوب في عينيها كلما رأيتها لكنها لم تكتشف .. هي فقط كانت تحبنى في صمت ..  بعد ان بائت كل محاولاتى في اظهار حبي بالفشل .. الهى لقد حاولت حتى اغوائها في مرة لكنها فقط ارتبكت حتى كادت تفقد الوعي بسببي .. لكن في عيد ميلادها ال ٢١ قبلتنى على فمى ثم ارتبكت بشده كادت ان تهرب  حتى امسكتها و هى تركض باكيه خوفا مما حدث
ضحكت هارون بشده على حديث حوريه : لقد خاطرتى حقا للأعتراف لهذه الفتاه
حوريه: نعم فعلت و اللعنه انه يستحق كل الرعب الذى شعرنا به في تلك القبله.. كل محاولاتى لضمها لصدرى لاخبرها اننى ايضا احبها لكنها حقا خاطرت بكل شيء تملكه في تلك القبله ..
ابتسمت هارون: و ماذا ستفعل مع الفتاه بعد ان اخبرتها ..
حوريه: اخبرتها ان لا تفعل شيء تبقى الامر طبيعي حتى لا تشك الفتاه ان سماء تفهم الامر .. او انها تتقبله .. و اخبرتها انها ربما تعترف لها قريبا لذا لتقل انها تحب الرجال و تمضي بعيدا لان عيني هذه الفتاه تشتعل كلما رأت سماء و اذا علمت انها تحب النساء بالتأكيد ستفتعل المشكلات فقط لتبعد سماء عنى اذا عرفت .. لذا نحن في غنى عن كل هذا ..
هارون : هذا تصرف حكيم ، ترى من اين كل هذا التحكم بالنفس سيدة حوريه..
حوريه رفعت رأسها قليلا لتنظر لعيني هارون الجالسه بجانبها..: ليست حكمه .. انه خوف .. وقلق .. و رعب من القادم .. لم يعد احد هنا لأفعل ما اشاء ثم يعاقبنى اذا ما ساءت الامور .. الآن فقط الدنيا ستعاقبنى .. و هذه اكثر جديه حتى من ابي ....
هارون: نعم انها كذلك ..
حوريه : هل عندك فكره ما الذي سيحدث الليلة ؟
هارون: نعم .. لدي بعض الحقائق ..
حوريه: لما لم تخبرنى..
هارون: انتى تعلمين ان سبب رحله السعوديه كله كان حول هذا اليوم .. لذا انا اعرف كل ما هو مكتوب بأسمك ليكون لك .. لكنى لا اعرف ما كتبه حافظ في الوصيه..
حوريه : نعم ، حسنا ..
في السادسه استأذنت سماء لأن السيدة حوريه تريدها و ذهبت  للغرفة القديمه ، كانت حوريه هناك تفترش السرير بثوبها الذي لم يتخط ركبتها عاري الصدر اسود اللون لا يفصله عن السقوط عنها سوى هذه الاشرطه الرقيقه على كتفيها ..
وقفت سماء امام السرير تتأمل حوريه بشهوه و تتذكر تلك الرعشه التي تملكت كل جسدها حينما حاولت نجلاء لمسها .. هى حقا ارادت ان تلمسها حوريه بنفس الطريقه ..
خرجت سماء من ملابسها و سقطت على جسد حوريه توزع قبلاتها و اصابعها على كل مكان

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن