الفصل الثلاثون

687 48 6
                                    

1984*

🔸اخر الاسبوع الرابع من شهر ٤

استقرت فاطمه ف بيت هارون دون أن تتواصل مع صاحب البيت شخصيا اخبرها هارون انه سيكون الساعي بينهم لانه يسكن بعيدا عن هذه المنطقه و عادت للعمل بعدما اكد هارون علي رئيس العمال ان يسمح لها بالعودة نظرا لظروفها و هدأ قلب هارون من قلقه المستمر عليها
» في القصر
استيقظو الفتاتان علي صوت طرق الباب .. نظره سماء للساعه : يا الهي ، حوريه انها الثانيه عشر
تفتح حوريه عينيها بكسل : حسنا و ما الغريب !
سماء: الغريب هو طرق الباب يا غبيه انا هنا لانني ايقظك كل يوم في التاسعه انسيتي!
حوريه تفرك عينيها : حسنا لا تغضبي سأدخل الحمام و انتي افتحي الباب 
اسرعت حوريه للحمام و سماء ارتدت ملابس العمل سريعا فوق ملابس النوم و فتحت الباب .. كانت رئيسه الخدم : خادمه سماء ، اين السيدة ؟
سماء تنظر للارض: في الحمام سيدتي
حسنا حينما تخرج اخبريها انه حدث إعاده توزيع للخدم و قد عُينتي للمطبخ و هناك خادمه ستأتي للسيدة في غضون ١٠ دقائق
ملامح سماء لا تتغير لكن قلبها يعتصر لما هذا التغيير المفاجئ من ستأتي؟ و ماذا ستفعل !..
الرئيسه: هل فهمتي ؟
سماء : اجل سيدتي
ذهبت و اغلقت سماء الباب لتخرج حوريه بعدما غسلت وجهها و سرحت شعرها : ما الامر ؟ لما كل هذا الغضب!
سماء: حدثت تعديلات في الخدم و اليوم سأذهب للمطبخ و ستأتي لك خادمه اخري .
حوريه : كل هذا الغضب لأجل هذا فقط؟
سماء بغضب: ماذا تعني .. هل هو شيء هين ستأتي اخري تكون بجوارك و تنظر لك و ربما ساعدتك في ارتداء ملابسك لا لا لن اتحمل ان يقترب منك احد ..
حوريه تبتسم : يا عزيزة قلبي و نور عيوني انت ..  لن يقترب مني احد غيرك .. و انا سأرفض ان تبتعدي عني .. لكن إذا رفضت الامر فور صدوره سنبني الشكوك حولنا ناهيك عن انك في الاربعه سنين كنتي اكثر الخادمات هنا قربا لي .. ربما تعند امي و تبعدك بصوره دائمه عني و انا مهما ثارت ثورتي عليهما هما المتحكمان لا انا .. اليوم فقط و غدا سأتحدث مع رئيسه الخدم بنفسي ..
نظره لها سماء و الدموع تملئ عينيها : حسناً
وقفت حوريه تفتح يدها و شدتها لحضنها : انا احبك ..اعشقك اذوب في انفاسك سمائي ..لا تحزني ارجوك
كانت تلك الكلمات البسيطة هي ما بث السكينه بقلب سماء
ردت: حسناً ، سأتخلص من لباس النوم الذي اسفل ملابسي و استعد .. تركتها حوريه : ايمكن ان اساعدك سيدتي
لتنظر لها سماء بدهشه : اقول لك امامنا ١٠ دقائق و انتي تريدين اللعب بأعصابي
حوريه: نعم . ارغب بذلك بشده
ثم مدت يدها لتمسك كف سماء و تقبل باطنه : لكني لن اتحرك من مكاني حتي تأذني لي سيدتي
كان قلب سماء يدق بشده كأنها تركض
سماء: دعينا ندخل الحمام و احضري ملابسك ايضا سأبدلها لك قبل ان تأتي تلك الغبيه
ضحكت حوريه علي تصرفاتها بشده
انتهو ليخرجوا كلتهما بوجهين يكادان ينفجران من شده الاحمرار
حوريه: لم اكن اعلم انك تعشقين رؤيتي ارغب بك و لا ألمسك .. هل هذا يجعلك سعيده كل هذه السعاده سيدتي!
سماء تضحك و تنظر لحوريه ثم تنظر بعيدا : لا اعرف لكن رؤيتك هكذا و عينيك تأكل جسدي و لا تلمسيني ..لقد شعرت بالحراره في كل جسدي
حوريه: اريد ان امزق تلك الملابس و اطرحك عاريه علي السرير .. لكن اااه
ضحكت سماء بشده و هي تنظر بعيدا عن حوريه لا تعرف لما حقا لكن تلك النظرات جعلتها ترتعش مرارا
طرق الباب
لتعود سماء لوجهها دون الضحك و حوريه تجلس علي كرسيها
دخلت الفتاه كانت فتاه جديده و يا الهي كم كانت جميلة عين زرقاء و شعر اصفر و جسد ممشوق القوام و طويله يكاد يعلو طول حوريه بسنتيمترات
قد نظرتا لها الفتاتان قليلا حينما دخلت
تكلمت : انا ندي في خدمتك سيدتي
حوريه : اهلا بك
نظره حوريه لعيني سماء و ابتسمت بخفه لكن سماء كانت تشعر بقلبها سينشق من الغيره" تلك الفتاه جميلة بحق .. و ستجلس مع حوريه وحدهما  انا اثق بحوريه .. لكني اغار يا الهي "
حوريه تتكلم : انا سأخرج للحديقه للمذاكره ندي احملي تلك الكتب و اتبعيني و انتي سماء لا بأس يمكنك الذهاب
سماء تنفست قليلا " الحمدلله الحديقه افضل من ان يجلسا في الغرفة "
في الحديقه تجتهد حوريه في المذاكره و تجلس ندي علي إحدي الكراسي القريبه بعدما طلبت منها حوريه ان تفعل ما تشاء لكنها فضلت البقاء مع سيدتها كما امروها ان تفعل .. كانت ندي معجبه حقا بجديه حوريه ف الدراسه اخذت تتأملها دون إنقطاع حتي شعرت حوريه بذلك ف رفعت رأسها لتنظر لعيني ندي الزرقاء .. و كانت ردت فعل ندي مفاجأه لحوريه .. لم تحرك رأسها .. لم تفزع لم تنظر بعيدا لم تخف ان تراها حوريه تنظر لها كما اعتادت من الخدم .. حوريه: ما الامر؟ لما تنظرين هكذا؟
ندي تبتسم : اعذريني سيدتي فجمالك أخاذ
لتتفاجأ حوريه للمرة الثانيه من جرائتها الغريبه
حوريه: اوه . شكرا لك .. انا سأذهب للمطبخ اريد ان اتحدث مع الداده ساميه عن طعام اليوم
ندي تهم بالنهوض
حوريه: لا بأس،  يمكنك ان تظلي هنا
ندي: لا طبعا لا يمكن سيدتي
ذهبت حوريه تتبعها ندي
دخلت المطبخ لتبحث بعينيها عن سماء حتي وجدتها تقف جوار امها نادت حوريه : داده ساميه
لتلتفت كلتاهما إثر الصوت و تنفرج اسارير سماء برؤيتها هنا ..
ذهبت ساميه لحوريه و وقفت سماء تنظر لها بإختلاس : أهلا بك سيدتي ، ماذا احضر لك ؟
حوريه: لقد اشتقت لك داده ساميه
تسمعها سماء و ينبض قلبها بشده تنظر لها لتراها تختلس نظرات نحوها .. ثم تقع عيناها علي ندي لتري انها تنظر بإبتسامه بلهاء لأفعال حوريه " تلك الحمقاء لما تنظر لها هكذا ! الهي ابعدها عن حوريه ارجوك"
انتهت حوريه من وصف ما تريد ل ساميه ثم قالت
: ندي انتي ستظلين هنا حتي تأتي لي بالطعام و انا سأذهب للحديث مع رئيسه الخدم في امر ما
ندي تنظر لعيني حوريه ثم تنظر للأرض : امرك سيدتي
و سماء تشتعل النار بصدرها من تلك الفتاه و لا تعلم لما ! هل لأنها جميلة؟ هل لان سماء غبيه فقط تشعر ان حوريه يمكنها الاستغناء عنها .. لكن حوريه تركت ندي متعمده و جاءت لتراني متعمده .. ااه يا حوريه كم تطمئنين قلبي .
ذهبت حوريه و وقفت ندي
ساميه: انتي جديده هنا أليس كذلك؟
ندي: نعم بالفعل
ساميه : كم عمرك عزيزتي
ندي: ٣٢ عاما
لتفزع سماء من هذا الرقم لا يبدو عليها انها انتهت من عامها ال٢٠ ابدا
ساميه تضحك : يا الهي لا يبدو ابدا عليك
ندي تبتسم: نعم كثير يقولون لي هذا لكن تبقي الحقيقة حقيقه مهما غلفها الزيف يا ساميه أليس كذلك
ساميه تنظر لها بتمعن اكبر : نعم .. كذلك
ساد الصمت و همت ساميه بالانتهاء
لتنظر ندي لسماء: انتي سماء التي فتحت لي الباب صباحا أليس كذلك؟
سماء: نعم إنها انا..
ندي : كم المده التي قضيتها في خدمه السيدة حوريه
سماء تنظر لها : لما؟
ندي بإبتسامه: مجرد فضول
ساميه : لقد انتهيت
ندي :حسنا سأذهب الآن ، اركما لاحقا ..
خرجت ندي بالطعام للحديقه لتجد ان حوريه لم تعد بعد .. وضعت الطعام و ذهبت للبحث عنها ..
مرت عند مكتب رئيسه الخدم لتضع اذنها علي الباب لتتأكد إذا كانت حوريه هنا
رئيسه الخدم : لكن سيدتي .. هذه رغبات والدتك ، لقد عينت ندي بنفسها لتكون خادمتك ..
حوريه : لكني لا اريدها ، لقد خدمتني سماء منذ كنت صغيره هي تعرف كل شيء لا احتاج لأحد اخر..
الرئيسة: للمرة الأخيرة، لا شيء في يدي سيدتي
حوريه: اااه اللعنة علي والدتي و تحكمها بكل شيء لقد تعبت ..تحرك الكرسي ف ابتعدت ندي سريعاً و مثلت انها تأتي ناحيه الباب في لحظه فتح حوريه له
ندي: سيدتي لقد كنت أتساءل عن تأخرك ، الطعام جاهز .
نظرت لها بطرف عينيها .. : لا اريده كليه او أعيديه انا سأذهب للنوم و لا تأتي خلفي . فقط ابقي بعيده
اغلقت عيناها و احنت رأسها : حاضر سيدتي
جرت حوريه للغرفة و ندي اخذت الطعام و هي تبتسم تلك الابتسامة الغريبة و ذهبت للمطبخ لتري سماء و ساميه قدومها بالطعام كما هو
ساميه: لما لم تأكل!
ندي تنظر لعيني سماء : لا اعلم لقد ذهبت للبحث عنها و قد رأيتها تخرج من مكتب الرئيسة و هي غاضبه بشده و لما تكلمت قالت لي ان اذهب بعيدا عنها ففعلت .. هل هي سريعة الغضب هكذا دائما يا سماء ؟
سماء بإرتباك لما سمعته للتو ترغب في الركض للاطمئنان عليها لكنها لا تستطيع..
سماء: لا اعرف
ندي: يبدو ان لا احد يعرفها حقا. تشرفت بلقائك ساميه سأذهب الآن ربما هدئت قليلاً
ساميه تبتسم: الشرف لي ، وداعاً
تنظر لها سماء و هي تغادر و تشعر بغصة في حلقها  و عينيها تدمعان .. لا تعرف ما الذي يجب ان تفعله .. تذهب لحوريه .. ام ان هذا خطر .. تقتل ندي و ترتاح .. هذا ليس حلاً ايضا .. إذا بكت لن تتركها امها حتي تفهم .. سماء: امي ، انا سأذهب للحمام .
ساميه: حسنا ابنتي
ذهبت سماء تتخبط روحها بداخلها.. اغلقت باب الحمام و بكت .. بكت بشده .. لا تعرف لما كانت حوريه غاضبه .. لكنها استشفت انها لن تستطيع التخلص من ندي قريباً.. اخرجت كل خوفها و غسلت وجهها و خرجت تتجه مرة ثانيه للمطبخ.. مر الوقت ثقيلا كجبل علي صدرها و هي لا تعرف ما يحدث مع نصفها الآخر .. دقت التاسعه و ذهب كل الخدم لأسرتهم و قبل ان تخرج هي الأخري لمحت هارون مقبل نحوها من مسافه ليست ببعيده
هارون بصوت أجش: سماء تعالي هنا
سماء: ذهبت تنظر للأرض امام الخدم
سماء بصوت واضح: كيف استطيع مساعدتك سيدي
هارون : اتبعيني
مشت سماء خلفه إلي خارج القصر لا تفهم أين يأخذها ركب سيارة أجره و نظر لها ان تصعد .. صعدت سماء و انطلق السائق لم يتحدث كلاهما.. وصل السائق لسوق قريبه.. رغم انها ال٩.٥ ليلا لكنها لازال بها بعض التجار و المشترين
سار هارون بجانبها: عندما عدت من العمل كانت حوريه تبكي و الخادمه الجديده تقف امام الباب بعدما طردتها حوريه .. عندما سألت الخادمه من انت ف أخبرتني دخلت لحوريه و حاولت تهدئتها شرحت لي الموقف و ان امها هي من اشرفت شخصيا علي تعيين الخادمه لحوريه .. " تفاجأت ملامح سماء"
اكمل هارون : نعم هذا ما حدث ليس لأحد في المنزل سلطان علي ندي سوي والدة حوريه .. و هي لا تستطيع التفكير في طريقه تُبعد بها ندي عنها .. دون مواجهة أسئلة والديها العقيمة و التي ربما تقابل بالرفض المطلق.. اخبرتها انني سأشرح لك الأمر لكنها حذرتني ان اتكلم داخل القصر معك حتي لا يسمع احد اي شيء
سماء و الدموع في عينيها: يا الهي اشعر ان قلبي سيقف
هارون: برأيك ماذا سنفعل ..
سماء: لا اعرف ، انا اريد رؤيتها فقط .. لا اعرف اي شيء اخر..
هارون رأت في عيني سماء شيء لم تفهمه كأنها ستفتح باب القصر الأمامي و تخبرهم بعلو صوتها انها حبيبتها ثم ستقتلهم جميعا ..
امسكت هارون يد سماء: علينا ان نفكر بطريقه صحيحه سماء حتي لا تتأذي حوريه ..او انت ..
نظرت سماء لعيني هارون: قولي لي ماذا افعل انا سأجن
هارون: لقد فكرت في شيء ما في الطريق لهنا .. سندع ندي تبقي كما امرت امها .. يومان او ثلاث ثم سأذهب بنفسي لوالدها اخبره انني اريدك عنها .. حتي لا تأتي حوريه ف الصوره ف يصيبكما اي اذي
سماء : هارون لقد ابتعدت فقط لساعات و بالفعل قلبي ينبض ألما .. كيف سأتحمل ٣ ايام ..
هارون : انا اعرف صدقيني .. لكن هذا كل ما توصلت له .. ربما نستطيع دخول الغرفة خفيه قرب اذان الفجر .. لكنك ستخرجي قبل السادسه .. لأن ندي اخبرت حوريه انها ستوقظها في ال٧ كل يوم حتي امتحاناتها ..
صرخت سماء: يا إلاااهي الامتحانات انها بعد اسبوع من الآن .. كيف ستركز صغيرتي في اي شيء و تلك الحمقاء تُبعدني عنها ..
هارون يبتسم علي طريقه سماء و غيرتها : اعتقد انها ستتهرب من ندي بالتركيز في المذاكره ..
سماء: نعم اخبرها ان تفعل .. انا لن آتي ف الليل .. حتي تنام وقت كافي لتحمل باقي النهار .. فقط اخبرها ان لا تحزن و ان تطمئن انا لست حزينه و اعلم انها تحبني و انا احبها و ان كل شيء سيكون علي ما يرام .. اخبرها ان لا تقصر في مذاكرتها ابدا .. حتي ينتهي الأمر..
هارون : تحت امرك سيدتي ..
ابتسمت سماء: شكرا لك علي كل شيء
هارون : انتما كأختان لي سماء.. لا يجب ان تشكريني ..
سماء : حسنا لنذهب
....................

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن