الفصل الحادى و العشرين

762 49 16
                                    


🔸نهاية الاسبوع الثاني من شهر ٣

مرت بضعة ايام آيلا قد تم قبولها في العمل كمدرسه عزف و آسيا اصبحت افضل حالاً لم تتحدث في شيء آخر مع خالد سوى الاطمئنان على احوال بعضهم ليلى لازالت مستمرة على دروس العزف و القراءة من وقت لاخر تقضي الفتيات الثلاث اوقات فراغهم مع بعضهم البعض ف المقهى ثم تعود كلا منهم لبيتها اليوم هو الخميس ستسافر آسيا للقاهره لترى امها
🔸في المقهى.
ليلى: ما رأيك سأكلم آيلا لتأتى إذا ارادت ان تبيت معى !
آسيا: نعم هذا جيد حاولى التحدث قليلا ارى انك قليلة الكلام كطبعك و ربما هذا يحزنها
ليلى : ساحاول
آيلا تتناول العشاء برفقه حور و العائله .. يرن الهاتف لتترك الطعام و تذهب للغرفة
أحمد: ألا تشعرى ان صديقاتها الجديده هذه تتدخل في حياتها بشده .. نكاد لا نراها ..
حور تبتسم : عزيزي انها تعيش حياتها مرة اخرى .. قريبا ستأتى لى تقول انها وجدت منزلا لها وحدها .. انا الآن فقط استمتع برؤية الحياه تدب في عروقها مرة اخرى
ابتسم احمد: ربما .. اتمنى لها السعاده
رغم خوف حور على اختها من ما اقحمت نفسها فيه لكنها لم تبدأ اي حديث منذ تركيا لم تفتح ابدا هذا الموضوع و آيلا لم تفعل
خرجت آيلا من غرفتها مرتديه ملابسها و معها حقيبه صغيره
حور: هل كل شيء بخير؟
آيلا تضحك : نعم عزيزتي .. سأذهب لقضاء اليومين القادمين عند ليلى
حور : هل هى بخير؟
آيلا: نعم نعم فقط تغيير جو و تجمع فتيات و اعطيكم فرصه لتتنفسو بدونى
أحمد يمتعض : ما هذا الكلام آيلا هذا بيتك عزيزتى و انتى هنا لست ضيفا يا شقيه .. اذهبي و استمتعى لكن دائما عودى لمنزلك ..
حور تبتسم : تعالى معى آيلا قليلا ..
ذهبو لغرفة آيلا مرة آخرى : اعلم ان هذين اليومين هما ما تريدينه منذ فتره .. لكن عزيزتى .. تمهلى في حبك و تمهلى في رغبتك ، انا احبك عودى لي دائما مهما حدث سأكون وطنك
ابتسمت آيلا و عانقت حور بشده : نعم حور انتى دائما وطنى
بعد نصف ساعه تقف آيلا امام المقهى ف ال٩ تماما
دخلت لتجد آسيا و ليلى جالستان خلف طاولة التجهيزات و المقهى ليس به مكان شاغر .. من كثره الزحام
تنظر لها ليلى بعينين لامعتين حتى تصل إليهما
آيلا بضحك : لن نتحرك من هنا الليلة آليس كذلك
آسيا ترد: انا سأتحرك الآن حتى آصل لمصر قطعه واحده عزيزتى
آيلا: لكن الوقت متأخر آسيا هل ستكوني بخير؟
آسيا : نعم ف القطار سينطلق و لن يتوقف حتى نصل للقاهره .. ربما ساعتان
آيلا : كونى حذره و لتصحبك السلامه
آسيا : شكرا عزيزتى ثم مالت على ليلى احتضنتها مودعه إيها ثم فعلت المثل مع آيلا و ذهبت
جلست آيلا بجوار ليلى : لما لم تسلمى علي حينما وصلت
ليلى: لا اعرف .. ربما لاننى احتضنتك بعيني و ادخلتك قلبي و اغلقت عليك و مسكت يداك فلم يجد لسانى شيء يقوله
آيلا ضاحكه : انتى ايتها الماكره .. متى ستنتهى آلاعيبك تلك 
ليلى بضحك : اوه عزيزتى المسكينه لازالت ستبدأ
آيلا احمرت وجنتها و سحبت يدها من بين يدى ليلى
ليلى ضاحكه : حسنا حسنا لن اتحدث ثم مرت بيدها على فمها كأنها تغلقه
مر الوقت بين طلبات الزبائن و حديث آيلا عن المدرسه و الاطفال و زملائها  حتى دخلت سيدة المقهى تبدو ف الثلاثينات من عمرها سلمت على بعض النساء و الرجال الجالسين في احدى الطاولات .. و ما شد انتباه ليلى لها سكوت آيلا المفاجئ و إتباع نظرها لحركاتها حتى وصلت السيدة لمكان آيلا لتطلب قهوتها ..لتجد آيلا جالسه هناك
السيدة : يا إلهى .. إنها أنت حقاً ! آيلا .. يا فتاه كيف حالك اين كنت لقد اختفيت منذ فتره طويله و لم نسمع منك !
ترد آيلا في ذهول : أهلا سالى كيف حالك !
سالى: ما كل هذا الذهول كأنك رأيت شبح تعالى عانقيني يا فتاه لقد اشتقت لك
خرجت آيلا من مكانها لتسلم عليها ف انتشلت سالى خاصره آيلا و احتضنتها بشده  و لم تبادلها آيلا
سالى تتحدث بعد ان تركتها: ماذا حدث لك؟ هل لازلتى متزوجه ؟ هل لديك اطفال الآن ؟ يا الهى انظرى إليك لم يتغير شيء فيك
ضحكت آيلا : و انت كذلك سالى لازلت كما كنت منذ سنين 
سالى تضحك : لن ينفع حديثنا هنا تعالى اجلسي معى لنتحدث
لتقاطع آيلا حديث سالى غير المنتهى و توقف سحبها لها : انا هنا اعمل مع صديقتى -تشير لليلى- ليلى .. هذه سالى كنا اصدقاء في احدى مراحل التعليم التي خُضتها ..و سالى هذه ليلى صديقتى
سالى مدت يدها : اهلا ليلى كيف حالك سامحيني لم انتبه
ليلى تسلم : لا تعتذري عزيزتى مرحبا بك في المقهى
سالى : رجاء قولى لصديقتك ان تجلس معى قليلا لقد مر زمن منذ رأيتها
ليلى تنظر في عيني آيلا ترى الرفض واضح على محياها .. لتقول : ستُنهى بعض الحسابات العالقه و تأتى إليك هل هذا جيد !
سالى : بالطبع سأنتظر
تعود آيلا لتجلس في مكانها صامته شاردة العينين تتذكر سالى زميلتها في كليه الفنون لطالما كانت تحاول مصادقتها و آيلا تبتعد لآن الفتيات اخبروها انها شاذه لقد حكمت عليها دون معرفتها حقا و ها هى الايام تُلقى بها في طريقها مرة اخرى 
كان قلب ليلى في هذه الاثناء يحترق .. لم تشعر هكذا ابدا .. لم تصل لتلك المرحله من ألم الغيره .. تتالت الافكار في رأسها لكنها اخرستهم جميعا لا تريد ان تظلم آيلا .. ثم انها رأت في عينيها هذا التشتت و لا تعلم ما يعنيه هذا
آيلا : هل تثقين في؟
ليلى: هل وثقتى في رغم غيرتك من آسيا مراراً؟
آيلا تنظر لعيني ليلى بشده : وثقت فيك منذ مسكت يدك على الطائره .. الغيره لا علاقه لها بالثقه ليلى
ليلى بهدوء : هذا ما حاولت ان اقوله .. انا اثق فيك دائما لكن الغيره شيء آخر ..
آيلا: لا اريد ان اجلس معها حتى لا آذيك حقا لكن انا مدينه لها بهذا على الاقل ..
ليلى: هل هي شخص سئ؟
آيلا: لا لقد كنت انا الشخص السيء
ليلى: حسنا لتذهبي و تصلحي ما كسرت ف هذه الفرصه لا تأتى كثيرا
ذهبت آيلا إلى التجمع الذى تجلس فيه سالى ف قامت إليها تضحك عرفتها على كل الجالسين منهم من كان يعرفها منذ الدراسه و منهم من كانت اول مرة يتعرف عليها ثم همست آيلا في اذن سالى: هل سنستطيع التحدث هنا
سالى: لحظه واحده ، شباب سأذهب قليلا للخارج
ثم ذهبو لخارج المقهى
كانت ليلى تستطيع ان ترى اجسادهم من مكانها لكن ليس تعابير وجههم
تحدثت آيلا: انا ادين لك بإعتذار سالى ..
سالى مستغربه: لما عزيزتى !
آيلا : حينما كنا معا ف الكليه رفضت صداقتك مرة تلو الاخرى و رغم هذا كنت تعودين لتحاولى ، أسفه لاننى لم اعطك فرصه لم اتعرف على شخصك و حكمت عليك مثلما فعل الكثير دون ان اسمع منك
سالى: اعتذارك يعنى لى الكثير لكن -تضحك- ايا كان ما اخبروك به ف انا اعتقد انه صحيح .. غريبه الاطوار كثيره الحديث بشعه الملابس .. سليطه اللسان احيانا
ضحكت آيلا على طريقتها : لم يكن ايا من هذا صدقيني ربما لو قالو هذا لم اكن لاهتم ..
سالى تهمس : هل قالو ايضا انى احب الفتيات ثم ضحكت ف هذا ايضا صحيح  لترتبك آيلا : اوه هل حقا ؟
سالى : نعم عزيزتى حقا لكن لم اكن اريد سوى صداقتك فقط لكن ما مضى قد مضى اخبرينى كيف انتى الان
آيلا : لقد مررت بالكثير صدقيني زواج و طلاق و مرض لم تكن الايام سهله لكن ها انا هنا الان اصدقاء و عمل و حياه بشكل رائع لم اتخيله يوما
سالى : انا حقا سعيده لاجلك و لا تشغلي بالك بما مضى 
آيلا : انتى جميلة سالى شكرا لتفهمك و مسامحتك لى
سالى : لا تشكرينى ابدا .. اذا أصدقاء!
آيلا : بالطبع اصدقاء انا هنا الكثير من الوقت اذا احتجت اي شيء فقط مرى علىّ او على ليلى
سالى : حسنا عزيزتى بالطبع
دخلت آيلا مشرقه الابتسامه تتجه نحو ليلى
همست في اذنها : انا احبك كثيرا .. شكرا لك
ابتسمت ليلى : و انا ايضا طفلتى.

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن