الفصل الثامن و الثلاثون

809 43 5
                                    

1984*

حصلت هارون على البطاقة و جواز السفر بإسمين فقط كانت تتأملهما و تتساءل كيف للمال ان يفعل كل شيء هكذا
في طريقهم للقصر
تكلم حافظ: انا اعلم انك غير مرحب بك من قبل صالح فهو اول ابنائي اخذ منى ضيق الخلق و قله الصبر لذا لم تهذبه الايام بعد .. لكن انا ارى فيك الرجل الذى استمال قلب حوريه له حتى و ان كنت عقابا فقد احبتك و هي من تبقت ف اريدها ان تكون سعيدة لذا هذا السفر مهم لجرد ممتلكاتي و معرفه ما سيكون لها بالطبع سأكتب كل شيء بالوصية لكن اردت خطه اخرى اذا لم يمتثلوا لأمر الوصية .. لذا كتبت المصنع الذى تعمل فيه بإسم حوريه و ايضا فتحت لها حسابا في البنك وضعت مبلغا بإسمها .. هذا لا شيء مقارنه بما سترثه منى لكنه سيعوض جزء كبير اذا لم يعطوها اخواتها حقها  .. و اذا اخذتهم و اخذت حقها فلابأس عل هذا يعوضها عن ما قاسته ..
نظر له هارون في صمت ثم ابتسم : سأحميها حافظ باشا لا تقلق
حافظ: حسنا اذا

وصلوا القصر و اتجه هارون فورا للغرفة ليجد حوريه وحدها
هارون : انا سأشتاق لك كثيرا زوجتي ..
ابتسمت حوريه بدموع عينيها : كفِ عن هذا الحديث ، ستعودين قريبا و ستكونين  بخير لا تقلقي
هارون: اتمنى من الله ان يسير كل شيء بخير دون ان اضيع ..
حوريه: لا لن تضيعي .. هل وضعتي ملابسك بترتيب جيد ؟ فهم سيفتحون الحقائب في المطار !
هارون : نعم لا تقلقي..
حوريه اقتربت منها و اخذتها في حضنها : رافقتك السلامة صديقتي الغالية
هارون شدت على ظهرها : اراك بعد عشرين يوم
اخذ الحقيبة و غادرو سويا الغرفة وقفو النساء الثلاثة "هي و زوجات اخويها" امام العربة بعدما وضعت الحقائب
جاء حافظ تتبعه زوجته وقف امامهم نظر للجميع
ثم ركب اول سيارة و ركب صالح بجوار السائق و ركب سليمان و هارون في السيارة التالية و انطلقوا و صحبتهم دموع حوريه تدعو الله ان لا يصيب هارون اذى.
كانت تهم بالدخول لغرفتها حتى استوقفتها امها : هل اصبحتي تحبيه بعدما كنتي ترينه عقابا!
نظرت لها حوريه صامته لدقيقه ثم اجابت: هل تبحثين لي عن عقاب جديد يا تري ام تشعرين بالسوء لشعوري ببضع ايام سعيدة .. في كلتا الحالتين ها قد انتشله من صدري مرة اخرى و رحل .. اولا نور و ثانيا حقي في التعلم و ثالثا زوجي اتمنى ان تنتشلوا قلبي المرة القادمة حتى ننتهى من هذا الامر
همت بالرحيل لكن كان يزعجها هدوء امها و ابتسامتها الجانبية ثم سمعتها تهمس: لم تأخذي منى الا الغباء.. كم انتي غبيه صغيرتي..
كاد قلب حوريه ان يتوقف لثوانٍ و هي تمشي في غضب
"هل حقا قالت 'صغيرتي' .. ما هذا الشعور! لما قلبي ينبض كأنه سيخرج من بين ضلوعي !ما هذا .! "
وقفت امها من مجلسها لتعود للداخل لتجدها واقفه خلفها كمن اصابه التيه.. علمت انها سمعتها لكنها فقط تحدثت : هل بقى شيء لتقوليه يا فتاه؟
حوريه ارتعدت اوصلها من صوت امها القاسي الذى تعرفه و الذي لا يشبه أبدا الهمس الذي سمعته منذ ثانيه
نظرت لها حوريه بإتساع عينيها: لا ، لا شيء
ثم مشت بخطوات سريعة نحو غرفتها

لم تستطع ان تهدئ بعدما سمعت والدتها شعرت انها ستجن.. ' لما ؟ لما قالت هذا بهذا الصوت الحنون؟ لما تفعل كل هذا اذا كانت تهتم لأمرى! لما دائما بعيده اذا اهتمت؟ ' شعرت ان عقلها توقف لوهله كأن انقطعت عنه الكهرباء القت جسدها على السرير و بكت ' لما انتي ذهبتي يا نور .. اريد ان اخبرك عما حل بي اريد البكاء لك و اخذك بين أحضاني عزيزتي انا اشعر بوحشه في قلبي من دونك ' بكت حتى غافها النوم
عادت سماء بعدما انتهى عملها لتجد حوريه نائمه بملابسها و بشكل مبعثر على السرير
ذهبت إليها : حوريه ، لما تنامين بملابسك !
لم تجب حوريه و رغم تكرار النداء الا انها لم تفق تركتها سماء و دخلت الحمام لتستحم و تغير ملابسها .. حينما انتهت خرجت لتجد حوريه لازالت كما هي .. فذهبت و جلست على الأريكة تنظر إليها .. هل تيقظها اكثر هل تتركها للصباح هل تخرجها من ملابسها و تعدل نومها .. بدا الحل الأخير اكثر منطقيه لكنها شعرت بخوف مجهول يتسلل الى قلبها ..
تركتها كما هي و نامت بجانبها بشكل ما كانت غير مرتاحة ابدا لكنها فعلت حتى لا تحزن حوريه اذا استيقظت و لم تكن بجانبها

🔸منتصف الاسبوع الاخير من شهر ٧

مرت الايام و لم تتكلم حوريه في ما سمعته من همس والدتها مع احد ..
و هي و سماء لم يلمسوا بعضهم منذ يوم سافر هارون .. سماء كانت حقا تشتاق للمساتها لكنها فقط شعرت ان حوريه ليست بخير ..
  » في التاسعة ليلا
حوريه: انا سأتحمم
سماء: حسنا.. لكن سآتي معك ..
حوريه نظرت لها نظره حزن او ضيق لما تفهم سماء ..
دخلتا معا الحمام حوريه تخرج من ثيابها و سماء تفتح الماء ..
ثم نظرت لها : لما لا تجلسي على الكرسي سأصب عليكِ الماء و احممك بيدي ..
شعرت حوريه ان هذا ما تريده حقا هي غير قادره على ان تحمم نفسها حتى ..
جلست حوريه و بدأت سماء تصب الماء غزيرا على رأسها و حوريه تشهق قليلا و تتنفس قليلا ثم بدأت تمسح شعرها بالصابون ثم جسدها كانت حوريه مرتخيه تماما نعم احبت كثيرا ان تلمسها سماء لكنها لا تقدر على اي رغبه هي فقط تريد البكاء .. كانت تشعر براحه كبيرة حتى لم تستطع التوقف عن البكاء سمحت لحزنها ان يخرج سمحت لضعفها ان يظهر لتلك الرغبة الشديدة في حب امها لها ان تنفجر اخيرا .. لم تُعلق سماء كانت تتوقع ان يحدث هذا في اي وقت رغم انها لم تفهم لأي سبب ..
تتساقط على رأسها الماء فلا تستطيع ان تفرق هل هذه دموعها ام الماء ..
انتهوا و لفت سماء منشفة على جسدها و بالأخرى جففت شعرها ثم اجلستها مرة اخرى و بدأت تمشط لها شعرها برفق
خرجوا من الحمام ذهبت سماء لتأتى بشيء تلبسه حوريه
حوريه  همست : لا اريد ان ارتدى شيء
سماء: حسنا
فكت عنها المنشفة و القتها على الكرسي و دخلت لفراشها تبعتها سماء تضع عليها الغطاء ثم استقرت بجانبها نصف جالسه تتأمل ملامح حوريه المرهقة حتى نظره لها حوريه : انا لست بخير..
سماء: هل تريدين الحديث؟
حوريه: لا
سماء: تريدين النوم في حضني؟
حوريه: هل يمكن ان تكوني...
سماء: ماذا؟ قولي
حوريه: انا اعلم ان هذا مؤذي لأنني لست قادره على اعطائك ما ترغبين!
سماء: انا لا ارغب في شيء سوى ان اكون بجانبك سيدتي الصغيرة
حوريه: انا اسفه سماء..
سماء: لا يوجد ما يستحق الاعتذار حوريه فقط اخبريني ما تحتاجين ..
حوريه : اريدك ان تحتضنيني عاريه..
سماء ابتسمت: لك هذا أميرتي
خرجت سماء من ملابسها سريعا و ضمت رأس حوريه الى صدرها شعرت بتنفس حوريه عند قلبها شعرت بلمساتها لظهرها لم تستطع الا ان تشعر بالحب و الرغبة لكنها فقط قبلت رأس حوريه بكل ما بقلبها من حب و اغمضت عينيها
سكنت حوريه سريعا و غطت في النوم و تبعتها سماء بعد فتره
» في اليوم التالي
استيقظت حوريه اولا تأملت وجه ملاكها النائم ثم قبلت خدها برفق و تحركت تذهب للحمام خرجت ارتدت بعض الثياب ثم جلست بجوار سماء تتحسس وجهها حتى فتحت سماء عينيها ف ابتسمت حوريه بهدوء : صباح الخير ملاكي ..
اندهشت ملامح سماء قليلا هذه اول مرة تستخدم ملاك في اسماءها.. : صباح الخير صغيرتي ، كيف حالك !
حوريه :لم اتغير لكنى أهدئ .. شكرا لك ..
سماء امسكت يدها و قبلت باطنها: لم افعل شيء انه واجبى أليس كذلك؟
حوريه ابتسمت: دعينا نخرج قليلا لنذهب للسوق ..
سماء بدهشه : السوق؟ انتي لم تذهبي للسوق من قبل عزيزتي.
حوريه: انتي ذهبتي لذا لا بأس سأكون معك ..
سماء ابتسمت : الطريق طويله و نحن نذهب سيرا لذا اعتقد انه يجب ان تطلبي عربه لتوصيلنا
حوريه : حسنا سأخرج لأجعل صفيه تطلب لي واحده ..
و قبل ان تفتح الباب سمعت طرقات عليه.. نظره لسماء التي سارعت تلملم ملابسها و دخلت الحمام و اغلقت الباب
ارتدت حوريه قميص خفيف تنفست ثم فتحت
حوريه :امي!

لم تدخل جليلة هانم الغرفة وقفت بجوارها صفيه : ارتدى ملابسك السيارة  تنتظرنا لذا لا تتأخري..
همت بالرحيل
حوريه استوعبت الكلمات ثم نطقت : لحظه ، الى اين؟
جليلة هانم : نحن و زوجات اخوتك سنذهب للتسوق بعض الملابس و العطور ف الرجال امامهم ١٠ ايام فقط قبل ان يعودوا
حوريه: لكن انا ..
جليلة تقطع حديثها بنظره لم تعتدها حوريه ابدا : لا تُجادليني ، ارجوك اريدك معي..
مرة اخرى تلك النظرة الحزينة .. تلك الكلمات الغريبة من فم امها .. ذلك العطف و تلك النغمة التي تكسر قلب حوريه .. لم ترد فقط شاهدت امها ترحل بعيدا و لازالت لا تفهم .."من تلك؟ " بالطبع ليست أمي!"
اغلقت الغرفة و طرقت على الباب لسماء لتخرج
حوريه: سمعتي؟
سماء: اجل ، لكن لما انتي حزينة انتي اردتي الخروج!
حوريه: ليس هذا ، انها امي! عندما سافر ابي كنت ارفع صوتي عليها كالعادة ردا لشيء مستفز قالته و عندما مررت بجانبها سمعتها تهمس" كم انتي غبيه يا صغيرتي" !!! هل تصدقي هذا ؟ الآن تقول لي اريدك معي!!!! ما هذا الذي يحدث من هذه و ما الذي تقوله الم تكن هي التي تركتني حينما مرضت و حينما فرحت .. الم تكن هي من تخلت عن نور و اخذت صف ابي و حينما خرجت من هنا مسحو وجودها من الحياه؟؟ ما هذه المعاملة؟ انا لا افهم لا استطيع فهم ما افعل حتى ؟
سماء: انا افهمك ، ربما شعرت بأنها اساءت لك ف تريد ان تحنو عليك مرة اخرى .. او انها تريد تعويضك عن فقدانك لأختك و لزوجك .. لكن كل ما اعلمه اننى هنا لا تحزني و لا يصيب قلبك التشتت .. فهي لازالت امك سواء قست او حنت..
حوريه: لا .. ليس من حقها!! ليس بعد كل ما حدث، لن اسامحها لأجل رغبتها في اخذي معها لشراء ملابس الهى و لو ضمتني لصدرها و بكت لن اغفر لها ما سببته لي
صمتت سماء فهي لا تملك ما قد يهدئ من الم حوريه فقط وقفت امامها صامته تنظر لعينيها ..
حوريه: هيا ساعديني في الملابس
بعد وقت خرجت حوريه من الغرفة تتبعها سماء ..
وجدتهم جميعا جالسون في الردهة ينتظرونها ..
وقفت جليلة: لنذهب ..
خرجوا جميعا و سماء واقفه تتأملهم من بعيد حتى غادرت السيارة

🔸بداية الشهر ٨
مر يومان لم تتحدث فيهم حوريه عن ما حدث مع امها و زوجات اخواها في ذلك اليوم و رغم رغبه سماء الشديدة في التخفيف عن حبيبتها الا انها لا تعرف ماذا تفعل فقد سألتها حينما عادت و اكتفت حوريه بقول " لم يحدث شيء ، سأذهب للأستحمام اذا اردتي تعالى معي"
بالطبع ذهبت فهي لم تكن ستفوت فرصه لملامسه جسد حوريه
لكن منذ ذلك و حوريه لا تأتى بذكر امها ابدا ..
الساعة ال٧ مساء طرق على الباب
ذهبت سماء في ملابس العمل لتفتح
خادمه: هناك ضيفه للسيدة حوريه تدعى السيدة فاطمه ..
سماء: اجلسيها في الحديقة و قدمي لها شرابا السيدة حوريه ستأتي لها بعد قليل
دخلت سماء تخبر حوريه التي لم تتغير ملامحها كثيرا
حوريه: ايمكن ان تجلبيها هنا ، انا لست قادره على الخروج من باب الغرفة..
سماء: حسنا لنغير ملابسك
نظرت لها حوريه : هل هذا ضروري!
سماء ابتسمت و حاولت التخفيف عنها: سيدتي الجميلة لابد ان تظهر دائما جميلة .. هيا فقط اجلسي و انا سأفعل الباقي
جلست حوريه تحارب لتخلق بعض التوازن في جسدها
اخرجتها سماء من ملابسها و البستها فستان تحبه مشطت شعرها و تركته ينسدل على ظهرها وضعت لها عطرها المفضل ثم نظرت في عينيها : انتي حبيبتي الجميلة
ابتسمت حوريه بغير طاقه
سماء : اجلسي على الكرسي او الأريكة و سآتي بفاطمة
خرجت سماء و حوريه تفكر : ترى الى متى تستطيع سماء الاعتناء بروحها المشتتة و قلبها المكسور.. يجب ان تصبح افضل فهي لن تلقى بعبئها على قلب سماء..

ذهبت سماء الى فاطمه ابتسمت : مرحبا سيدة فاطمه سررت برؤيتك مرة اخرى
فاطمه: يا الهى سماء انتي بخير ، هل جميعكم بخير؟ لقد ترددت كثيرا قبل المجيء
سماء تبتسم: لقد قلت لك انك ستعودي ،ألم افعل!
فاطمه ابتسمت: لا اعرف حقا اردت رؤيتها ..كم ، اردت رؤيتكم
سماء: السيدة حوريه تنتظرك في غرفتها
نظرت لها فاطمه بتساؤل و  قبل ان تتحدث قالت: دعينا نتحدث هناك
طرقت سماء الباب ثم دخلت خلفها فاطمه وقفت حوريه ترحب بها بشده ثم جلسوا
سماء جلست بجوار حوريه على الأريكة و فاطمه امامهم
فاطمه : اين هارون؟
حوريه: لقد اخذه ابي معه في سفره سيعود بعد اسبوع
دب خوف ما في قلب فاطمه: هل يمكن هذا؟
حوريه: يبدو ان ابي جعله ممكن رغم كل الصعوبات التي طلبها هارون كأن لا يلمسه أي احد اثناء التفتيش ان يحصل على غرفة وحدة انه لا يملك أي وثيقه حكومية و رغم هذا كان ابى مصمما على حل كل هذا و اخذه
فاطمه: لكن ، لما؟
حوريه : انا حقا لا اعلم لكنه قال عمل
فاطمه: حسنا اذا ، هذا مال الايجار لهذا الشهر ارجو توصيله لصاحب الشقة
حوريه : ارجوك ابقيه معك حتى عودتها ستسعد كثيرا اذا وجدت سببا لبدأ الحديث معك..
نظرت لها فاطمه بدهشه من صراحتها: انا لا اعرف كيف اشرح لها هذا انا حقا لا اريد ان تحبني! اريدها ان تنساني .. انا لست اهلا للحب او الرغبة ..
سماء خرجت عن صمتها: مرت عشر ايام ربما ١٥ يوما لم تريها بهم .. اخبريني ماذا كانت افكارك !
فاطمه : و كيف لأفكاري ان تشكل فارقا
ابتسمت سماء برقه: و ما هو المرء سوى افكاره صديقتي .. انت خائفة من مواجه افكارك التي تغرقك كل ليلة .. انها تملئ قلبك و عقلك بصور لا تريدين تخيلها .. انتي ترفضين كل شيء بشده ثم تركضين بحثا عنها و اذا وجدتها عودتي للرفض مرة اخرى
غضبت فاطمه بشده من كيف ان كلمات سماء تحدث لها كيف لم تنم ليلة دون ان تتخيل هارون عاريه دون ان تتخيل نفسها عاريه امامها دون ان تعود لتنفض الافكار عنها ثم تركض للعمل تريد ان تراها في كل الارجاء فتراها ف تعود لتلك الدوامة من جديد
ردت بغضب : انا لا ابحث عنها سماء انا جئت لأدفع المال ..
سماء: ارجوك فاطمه اهدئي انا لا انتقدك و لا اوجه لك الكلمات لتؤلمك و لم اقصد هارون بكلامي  ابدا انا قصدت افكارك .. نظرت لها فاطمه بدهشه ثم انزلت رأسها بين يديها تبتسم بانكسار ثم فرت دمعه من عينيها : نعم .. انتي على حق .. لم آتى إلا لأرها .. لقد اقتحمت أفكاري .. لقد أرهقتني بغيابها .. اردت بشده ان لا افتقدها ان لا ابحث عنها .. اردت بشده ان لا اقع في هذا الشعور .. انا وحدى و اردت ان ابقى هكذا .. لا اريد ان اتعلق بأحد .. لكنني تعلقت به .. ليس بها .. و هنا تكمن اكبر مشاكلي..
حوريه : حينما تفكرين بها عاريه بجوارك هل تملك جسد رجل ام فتاه..
نظرت فاطمه لها كثيرا ثم عادت لتفكر .. في كل مرة تتخيلها كانت فتاه .. لكن اليس هذا لأنها تعلم انها فتاه؟
فاطمه : كيف لي ان اتخيلها ما ليست عليه ؟
حوريه : .. اذا كنا مقتنعين ان هذا الحب في افكارنا فقط اننا لن نشاركه مع احد و لن يؤذينا في شيء ان نتخيله، لأختلقنا ما  نتمنى دون خوف فهكذا سنحصل على ما نحب في احلامنا ..
فاطمه صمتت ..
سماء: انظرى فاطمه .. انتي مشتتة تحاولين الهروب من شعور الحب و الرغبة لأنها تنتهى نهايات مؤسفة معك او مع من حولك .. لم تدعى فرصه لان تشعري و تقرري بعد التجربة لخوفك من الألم و هذا حقك و هذا طبيعي .. لكن لمرة واحده قرري فعلا قفي امام افكارك و مشاعك بكل صدق واجههيهم و تيقني انك ستتحملين العواقب لأى قرار تتخذيه و سنكون هنا ندعم قرارك ..

فاطمه : متى عرفتي انك تحبين حوريه؟
سماء لم تتوقع السؤال لكنها ابتسمت: كانت في الرابعة عشر تقريبا و لم يمضي على عملي هنا سوى بضعه شهور ربما و كانت تأتى كل يوم للمطبخ تطلب من امى ان اذهب لألعب معها .. كنت اذهب ناظره للأرض طول الوقت لكنى كنت ألمحها بين الفنية و الاخرى تنظر لشفتي و لصدري كانت تطلب دائما ان انظر لعينيها و كل مرة انظر لهما اشعر بالغرق ف انظر للأرض سريعا .. كان قلبي يخفق بشده و كنت اعود للعمل اريد ان يأتي الغد سريعا حتى انظر لعينيها مرة اخرى لم اعرف ما هذا .. انا مجرد طفله .. و هي كذلك .. انا لم ادخل علاقه من قبل و لم ارى افلام في التلفاز ابدا لكن العاملات كن يتحدثن دائما أمامي عن الحب و الافلام كيف يعشقن الممثل الفلاني كيف يتأملون جسده و يصفون عضلاته يرسمون بأيديهم شفتيه يريدون تقبيله .. و كلما تذكرت نظرات حوريه لي اتسأل هل تريد تقبيلي؟
في ليلة كانت تتألم بشده و طُلب منى ان اجلس معها .. كانت نائمه فوجدت عيني تتفقد وجهها تتابع تنفسها  ثم نظرت لشفتيها .  و جلست افكر : هل اريد تقبيلها؟ .. لا بالطبع لا انها فتاه . 
حتى فتحت عيناها فوقع قلبي في قدمي ان اضايقها بنظري لها .. لكنها فقط طلبت منى ان اساعدها في الجلوس  ففعلت كانت يداي حول جانبيها و يداها حول رقبتي رفعتها و انا اتنفس انفاسها نظرت لعينيها بعدما استقرت لازلت ألمس ظهرها و لازالت تمسك رقبتي حتى مشت بيديها على وجهى ثم سقطت عنى يديها شاكره ما فعلت .. في تلك الليلة نمت و انا اراها في جفوني .. نمت و انا اتخيل جسدها بجواري .. نمت أشعر بكفها على خدى .. لقد تأكدت اننى املك لها نوعا ما من المشاعر الغريبة .. و بعد ٤ سنوات من المواقف بيننا .. لم يعد مجالا للشك اننى احببت تلك الفتاه كما لم احب احدا في حياتي و ان لم احصل عليها فلا اريد اي احد اخر ..
انهت سماء حديثها و نظره لحوريه التي تسمع هذا لأول مرة .. و تبكى!
مدت سماء يدها لوجهها تمسح دموعها: لا تبكي سيدتي الصغيرة ماذا تقول فاطمه عنا!
ابتسمت فاطمه: يبدو اننى احب هارون..
نظرتا لها في دهشه
فاطمه دمعت عيناها: نعم .. يبدو اننى افعل .. هذا صعب و مخيف و ملئ بالمشاكل .. لكن يبدو اننى" ابتسمت و هي تبكى" حقا افعل...
ضحكت سماء و هي تمسك بيدي حوريه: هل سمعتي حوريه!
لكن حوريه لم تتوقف عن البكاء..
لم تترك يد سماء لكنها نظرت لفاطمة : انا سعيدة لأنك تشعرين بهذا الحب و اكثر سعادة لهارون التي لن تصدق نفسها من السعادة .. انا حقا اريد احتضانك بشده الآن لكن احتاج لان اجلس وحدي مع سماء .. هل يمكن ..ان تأتى غدا .. سنحتفل اعدك .. و سنحتضنك سوية .. لا تحزني منا .. انها فقط ايام صعبه ..
فاطمه تبتسم : انا اتفهم هذا ، سآتي غدا لا تقلقي ، اعتنوا ببعضكم
رحلت فاطمه ..
سماء سحبت حوريه لحضنها  : هشششش عزيزتي ما الامر !.. ماذا هناك ؟ لا تحزني ، انا هنا حبيبي انا هنا
لكن ذلك لم ينهى الامر بل زاده .. ظلت حوريه تبكي في حضن سماء اكثر من نصف ساعه و سماء تشد عليها اكثر ..
حتى هدأت حوريه تماما ظلت سماء تحتضنها بعد ان هدأت لنصف ساعه اخرى حتى كادت ان تغفي حوريه ...
حوريه بهمس : اريد النوم
سماء: نامي
كما هي سماء جالسه و حوريه عدلت رأسها لتضعها على قدم سماء توجه وجهها لجسد سماء و اغمضت عينيها فلم تأخذ سوى دقائق لتغط في النوم دون عناء ظلت سماء تداعب شعراتها و تمسدها بحنان و حب حتى اصبحت السادسة صباحا .. غفت تاركةً رأسها يستند على ظهر الأريكة ..
لم تشعر سوى و حوريه توقظها: حبيبي ، سماء ! قومي للنوم على السرير..
فتحت عينيها: كم الساعة
حوريه: التاسعة ..
ابتسمت سماء و هي تُعدل من وضعيه رقبتها و تتأوه برفق : لا وقت صغيرتي سأستحم و اخرج لأمي ف اليوم سنذهب للسوق ..
حوريه شعرت بالذنب: لكن انتي تبدين مرهقه .. انا السبب
ابتسمت سماء و هي تخرج من ملابسها و تضعها على السرير : لا ابدا الحق علي انا ظللت اداعب وجهك الى الصباح .. انفاسك كانت تشعل فراشات معدتي -ضحكت- لذا لا تلومي نفسك اتفقنا؟
ابتسمت حوريه و ذهبت و القت نفسه في حضن سماء بعدما اصبحت عاريه : انا احبك
سماء: انا ايضا يا حوريتي الجميلة احبك بشده .. لكن أعلمي اننا سنقيم حفلا صغيرا الليلة لفاطمة هي لم تفرح البارحة كفاية
تذكرت حوريه و ردت بحزن : اجل هذا ايضا، ليت نور هنا ، هي تستطيع ان توقف قلبي عن البكاء..
سماء امسكت ذقن حوريه برقه و رفعتها : هي هنا .. - اشارت على قلب حوريه- و لن تذهب لأي مكان و انا هنا و لن اذهب لأي مكان و سنجد حلا لحزنك اعدك حينما تريدين الحديث .. سنحاول سويا ان نجد حلا او حتى ان نخرج الألم فقط .. حسنا؟
حوريه: اجل ،حسنا متى موعد خروجك؟
سماء : اعتقد ان امي ايضا تستعد ظنا منها اننى استيقظت ابكر منها لأيقظك و اخبرك عن رحيلي لذا أمامي ١٠ دقائق لأكون جاهزة
حوريه تغمز لها : اجعليهم ٣٠
ابتسمت سماء بإتساع: و كيف سأبرر هذا !
حوريه: سيدتك العاهره ارادت ان تتحمم ماذا ستفعلين .. أستقولين لا؟
سماء تضحك و يداها تتسرب لفتح السحاب الخاص بفستان حوريه: من انا لأقول لا لسيدتي الصغيرة
بدأت حوريه في تقبيل شفتيها و ملامسه جسدها و سماء تخرجها من ملابسها حتى تعرت فتوجهوا للحمام .. بين القبلات و اللمسات لم تأخذ حوريه اكثر من ١٠ دقائق لتعلو تأوهاتها جاعلتا سماء تقبلها حتي تصمت لكي لا يسمعها احد اما سماء رغم شعورها الجيد من ملامسه حوريه لكنها لم تشعر بالراحة الكافية لإتمام الامر مما اصاب حوريه بالإحباط حقاً
حوريه: في الليل .. صدقيني سيكون كل شيء هادئ لك ..
سماء ابتسمت و احمر وجهه خجلا: لا اعلم ما الامر.. يبدو انني لست في كامل صحتي هذا الصباح.. لا تحزني ارجوك
حوريه: لا لا حزن او أي شيء .. هذا طبيعي سنجرب مره اخرى بهدوء اكثر هذه الليلة ..
لكن في عقلها تتساءل " هل هو طبيعي ام انها فقدت رغبتها من كثره حزني .. ؟"
خرجت سماء لتبدأ يومها و عادت حوريه تفترش السرير تفكر ما الذي يجب ان تفعله لتستعيد رغبة سماء ..

مرت نحو ساعه و نصف حتى ان حوريه غفت في ملابسها الداخلية
طرق الباب لكن نوم حوريه حقا يجعلها كالأموات لا تسمع اي شيء
لذا غادرت التي كانت تطرق الباب .. عادت و وضعت الرسالة الموجهة لحوريه ضمن باقي رسائل البريد على طاوله المطبخ حتى تأتى صفيه لأستلامهم و اخذهم للسيدة ..
بعد نصف ساعه وصلت سماء و امها دخلوا للمطبخ من الباب المخصص لهم يتصببون عرقا تضع سماء الخضروات على الطاولة لتصرخ الخادمة الاخرى: انتبهى للبريد صفيه لم تأتى حتى الآن ..
تنظر سماء للظروف المبعثر تبدأ في لملمتهم و هي تنظر لهم نعم لم تكمل تعليمها كله لكنها تعرف كيف تقرأ جيدا .. و تحسب ايضا اذا لزم الامر
مرت امامها " إلى السيدة حوريه حافظ العنوان***"
عادت سماء للحديث مع الخادمة : لما لم تأخذي هذه للسيدة حوريه؟
الخادمة : لقد ذهبت و طرقت الباب كثيرا لكن يبدو لا احد كان في الغرفة ..
سماء: لا بأس سآخذها انا ..
اخذتها سماء و اتجهت للغرفة .. لم تطرق الباب بل فتحته و دخلت سريعا لتجد حوريه تغط في النوم كما توقعت ابتسمت و وضعت الظرف على الطاولة الصغيرة كانت ترغب في فتحه كثيرا لكن فضلت ان تفتحه حوريه اولا ..
خرجت من ملابسها سريعا و تركتهم جانبا و ذهبت للأستحمام
لم تفكر سوى الآن في ما حدث لها صباحا .. انها حقا ليست سعيدة به و بالفعل كادت تبكى صباحا .. لكن هذا ما حدث..
خرجت تلف المنشفة عليها جلست على السرير و بدأت في ايقاظ حوريه .. بعد بضع مرات فتحت حوريه عيناها لتجد فتاتها بشعرها المبلل و نصف عاريه يتساقط منها الماء
حوريه : انا احلم؟
سماء ابتسمت: لا ، ليس حلماً
حوريه: كم احبك و احب عينيك و شعرك و هذا الجسد الذي يشعل النار في قلبي .. الهى انا اريد ان لا اترك اي شيء الا و قد قبلته و تذوقته اريد ان احتضنك حتى يتخلل جسدي جسدك و نصبح شخصا واحدا ..
كانت سماء تستمع لها و خداها يشتعلان من الخجل حتى وضعت يدها على فم حوريه: حسنا هذا يكفي اذهبي لغسيل وجهك هناك ما اريد ان اريك اياه
ظلت تنظر حوريه نحو الجزء المغطى من جسد سماء: انا ارى بكل وضوح الآن اريني عزيزتي ما تريدين
ضربتها سماء بخفه على كتفها : تحركي للحمام
ذهبت حوريه و هي تضحك ارتدت سماء ملابسها الداخلية و اخرجت ملابسها الاحتياطية و بدأت في ارتدائها
حوريه من خلفها: لا هذا ليس عدلا ، انتي فعلتي هذا عمدا حتى لا ألمسك!
لفت سماء جسدها و نظرت لها تتحدث بجديه: بالطبع لا يا حمقاء كيف تقولين هذا ؟
حوريه ابتسمت ثم اقتربت منها قبلت شفتها ألتهمتهما بشغف تقبل خدها ثم تهمس في اذنها ، : نعم بالطبع لا فانا سألمسك دائما يا سيدتي الجميلة ..
ابتسمت سماء ثم تذكرت الجواب : جاءك جواب في البريد اليوم ..
نظرت حوريه لعينيها سريعا ثم ابتسمت: انها نور ، لابد انها هي لقد أخبرتني انها سترسل لي حينما تستقر ؛ اين هو اين؟
سماء تبتسم :على الطاوله خلفك ..
ألتفت حوريه بسرعه لتنتشله من على الطاولة تحمله برفق حتى السرير جلست و وضعته امامها ظلت تتأمله بكل تفاصيله ثم بدأت تفتحه برفق تفك طيات الورق و ها هي الحروف الغالية:
اختى العزيزة تؤام روحي و كل جميل و غالى في حياتي ..
انا اسفه ، لقد اخذنا وقتا للاستقرار في بيت متواضع سأترك لك العنوان في النهاية .. انا حقا اسفه لقد قرأت خبر زواجك منذ فتره في احد الجرائد القديمة لقد تقطع قلبي اردت ترك كل شيء و الهرولة للبيت حتى يتركوك و شأنك لكن لم اقدر تملكني الخوف مرة اخرى من ما سيفعلونه هذه المرة .. ارجوك ارسلي لي طمأنينى على حالك و حال قلبك ، كيف تتعايشين مع هذا الحدث و ما أخبرتني به يوم رحيلي ، هل انتي بخير؟ ارجوك كونى بخير ، انا تزوجت جمال بعد اسبوع من هروبي في بيت ابيه .. ثم نزلنا للعمل معا بالكاد تحصلنا على مال لإيجار ثلاثة اشهر في شقه صغير في حي السيدة .. انها حقا اصغر من غرفتنا لكنه معى يملأها بضحكاتنا .. اتمنى لقلبك السعادة و الحب حوريه .. هذا هو العنوان *** اذا عرفتي تعالى و اذا لم تعرفي ف اكتبي لي اشتاق لحروفك و لضحكاتك و لتعلقك بي عند النوم قلبي يتمزق انك وحدك تحملت كل عقابي انا اسفه صغيرتي حوريه انا اسفه..

كانت حوريه تبكى و هي تقرأ تبكى كثيرا و تمسح دموعها قبل ان تصل للورقة حتى انتهت الكتابة ف اعادته مع الظرف لإحدى الادراج بجوارها و سقطت في حضن سماء بجوارها تبكى و تضحك و تبكى حتى انتهت انفاسها
حوريه: انا بخير ، لقد اشتقت لها فقط ..
سماء: اعلم حبيبتي ، اعلم
حوريه : هل ذهبتي لحي السيدة من قبل
سماء: مرة واحده ..
حوريه : لقد كتبت لي عنوانها و انا اريد الذهاب قبل ان يأتي ابي ..
سماء: و بماذا سنخبر والدتك؟
حوريه: لا شيء ، و اذا سألت عنا يقولون خرجوا .. و سنعود بأي شيء و اذا فعلت اي شيء لي فلن اهتم انا اريد رؤيتها ..
سماء: و ماذا ستقول نور عنى؟
حوريه: لقد اخبرتها اننى احبك قبل ان ترحل..
سماء اندهشت بشده: نحن لم نكن في علاقه وقتها..
ضحكت حوريه: انتي حمقاء يا سيدتي ، نحن في علاقه منذ دخلتي هذا القصر الغبي
ابتسمت سماء و حوريه ثم اكملت حوريه: انا لم اعلم سوى البارحة انك شعرتي مثلي منذ ذلك الوقت.. لذا بكيت البارحة .. بكيت كم احببتك و كم انا ضعيفة وفرحت انك كنتي تشعرين بالحب لي ايضا ... ثم بكيت اننى لا استطيع اسعادك ابدا بشكل كافي .. كيف لي ان احبك كل هذا الحب و لا اتسلق اعلي مبنى و اصرخ من فوقه بحبك .. كيف ان يتسع صدري لكل هذا الحب لك دون ان اخبر اي احد و كيف يتسع صدرك! .. انا اشعر بالامتنان لوجود هارون و فاطمه .. كأصدقاء نستطيع الحديث معهم عن من نحن و ما نشعر .. لكن انا في شده الامتنان انك أحببتني تخيلي انك لا تحبين الفتيات تخيلي ان لا ينبض قلبك عند رؤيتي تخيلي ان نعيش حياتينا دون هذا الحب ..
لم تجد سماء ما تقوله سوى انها سحبت رأس حوريه أقرب إليها و قبلت فمها ببطيء و باستمتاع شديد ثم همست: احبك، احبك بشده

» في الليل و نحو السابعة كانت قد اتفقت سماء مع بعض الخدم الآخرين في المطبخ ان يعدو بعض الحلويات و العصائر فلدى حوريه هانم ضيف مهم
و قد كان كل شيء لطيف نقلت كل الاشياء لغرفة حوريه و انتظروا سويا قدوم فاطمه ..
نحو الثامنة اتت فاطمه و استقبلتها سماء و لكن لوجود الخدم في المكان استقبلتها بابتسامه هادئة و وجهتها للغرفة ..لقد فهمت فاطمه الامر فهذه ليست اول مرة ، دخلوا الغرفة سلمت عليها حوريه بشده و اعتذرت عن البارحة : هل لازلت عند رأيك؟
فاطمه: اعتقد ذلك ، سأغيره حين اراها و سأهرب بعيدا لكن حتى الان انا اعتقد اننى سأكون معها
حوريه : اذا لنحتفل بهذا
ضحكو جميعا و بدأوا جميعا يتناولون الطعام و الشراب
مرت ١٥ دقيقه و هم فرحون و يتحدثون حتى دق الباب هدأوا قليلا تركت سماء ما بيدها و اعدت نفسها جيدا و فتحت الباب : سيدة صفيه، كيف اساعدك..!
صفيه: اريد التحدث لسيدتك
سماء: معها ضيفه ، هل هناك ما اخبرها به؟
صفيه: والدتها تريدها الآن في الغرفة
سماء حسنا سأخبرها و تحاول اغلاق الباب لتمنعها صفيه واضعتا يدها على الباب : ستأتي معي الآن.
أتت حوريه حينما سمعت صوت صفيه المرتفع على حبيبتها ، نعم هذه طريقه صفيه مع كل صغار الخدم لكن ليس مع سماء و ليس أمامي..
حوريه: ما الأمر ما هذه الجلبة سماء صوت من الذي يرتفع في المكان بهذا الشكل البشع؟
صفيه انزلت يدها بجانبها لتنظر حوريه في عينيها : صفيه! هل هذا الصوت المرتفع صوتك؟ منذ متى نرفع اصواتنا هكذا صفيه؟
صفيه انزلت رأسها: أعتذر سيدة حوريه سيدتي تطلبك على وجه السرعة..
حوريه : حسنا ، سماء ابقى مع ضيفتي لا تتركيها مهما حصل ، اعتذري لها عن هذا الحدث سأحاول الا اتأخر . تفضلي صفيه سأذهب انا لأمي ..
مشت صفيه و خرجت حوريه في طريقها لامها و عادت سماء لفاطمة..
فاطمه: ما الامر؟
سماء : كبيرة الخدم تطلب حوريه لتذهب لامها ..
فاطمه : لما هناك كبيرة خدم؟
سماء : رابطه الوصل بين عامه الخدم و السيد حافظ و السيدة جليلة والدي حوريه و ايضا الخادمة الخاصة بالسيدة جليلة
فاطمه: الهي هذا المنزل معقد ..
سماء تبتسم  : نعم انه كذلك
وصلت حوريه لغرفة امها تنفست بعمق ثم طرقت الباب
فتحت صفيه الباب تعجبت حوريه من سرعتها : سيدة صفيه انتي سريعة للغاية
ابتسمت صفيه و دخلت حوريه لتجد امها تجلس امامها بهيبتها المعتادة لكنها لا تضع مساحيق التجميل خاصتها و شعرها فقط منسدل على كتفها  ، اذا فكرت في الامر قليلا انا لم ارى امي ابدا دون ملابسها الغالية او تسريحه شعرها المنظمة و كل شيء فيها يلمع و نظيف .. الهى كم رغبت في رؤيتها طبيعية مرة واحده! اعتقد ان هذا هو اقرب شيء للطبيعي يمكن ان اراها فيه
انتشلها صوتها الرخيم من الافكار: هل هناك شيء ما على وجهى؟
ابتسمت حوريه: نعم الكثير من الهدوء و الحذر كأنثى السبع ستنقض على غزال وحيد .
ابتسمت امها نصف ابتسامه
جليلة: صفيه، اتركينا وحدنا لدقيقه و حضري ما طلبت منك.
خرجت صفيه فجلست حوريه على الكرسي امام والدتها : ما الامر جليلة هانم ؟
جليلة: والدك ارسل تلغراف انهم قادمون غداً
ابتسمت حوريه: هل هم بخير؟ ثم تلاشت بسمتها: لكن لم تنتهى العشرون يوماً ، هل اصابهم شيء؟ هل حدث لهم شيء؟
جليلة: لا اعتقد، و لا اعتقد ان كل هذا الخوف لأبوك او لإخوتك..
حوريه: و إن يكن! انه زوجي.. اليس مسموحا ان اخاف عليه ؟
جليلة: حسنا ، انتهى الحديث هذا ما اردت اخبارك به حتى تستعدى..
وقفت حوريه و ادارت ظهرها و ذهبت .. و قبل ان تخرج اوقفها سؤال امها : من الفتاه في غرفتك؟
حوريه : زميله لي و ستبيت معي اليوم ..
ثم اغلقت الباب و خرجت ..
لم تفكر كثيرا في سؤال امها عن فاطمه ف صفيه تنقل لها كل الاخبار .. فقط كانت سعيدة ان هارون ستصل غدا
ذهبت مسرعة للغرفة و زفت لهم الخبر لتتغير ملامح فاطمه من السعادة اللحظية للخوف حتى انهم لاحظوا
حوريه: لا داعي للقلق لن نقول شيء حتى و ان اعترفتِ لنا و لم تريدي ان تقولي لها فنحن سنصمت ..
سماء: لا بأس بالخوف و لا بأس ببعض هروب الاعين باللقاء ، لكن اذا اشتهيتِ رائحه عُنقها بالقرب من انفك لابد ان تتكلمي ..
فاطمه: انا لا اشتهى جسدها .. بهذه الدرجة .. انا اشتهى ضحكتها .. اشتهى مزاحها و اشتهى جديتها .. افتقد احساسي بالأمان حولها ..اريد ان تضمني مرة اخرى و ان ابكي .. لا اريد اكثر من هذا .
حوريه: اعتقد ستكون سعيدة بهذا، ايضا اذا وافقتِ اعتقد انك يجب ان تبيتي هنا حتى تستقبليها صباحا معنا .. ما رأيك؟
نظرت لها سماء ثم نظرت لفاطمة..
فاطمه لاحظت ان سماء لم تكن تعلم عن هذا : لا لا سأبيت في بيتي و اذا اتت و ارتاحت قولي لها ان تأتى لي فانا اريد التحدث معها اولاً وحدنا اذا امكن..
ابتسما الفتاتين
حوريه: اجل بالطبع ..
فاطمه : سأذهب الان ف انا قد ارهقت جسدي كثيرا اليوم .. اركما لاحقا
خرجت فاطمه تصحبها سماء.. و حوريه جلست تسترد هدوء انفاسها ..
سماء: لا بأس سيكون كل شيء على ما يرام .. لا تخافي .. الحب لا يؤلم كثيرا ..
فاطمه : حينما ماتت امي ، مات الحب في قلبي ، انا لا استطيع ان احب بعد الان .. فقط بعض الراحات المتفرقة ..

سماء: افهمك.

غادرت فاطمه و ذهبت سماء لامها تحدثت معها قليلا ثم سارت عائدتاً الى الغرفة

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن