الفصل السابع عشر

897 54 4
                                    

ذهبت آيلا و امسكت ليلى الهاتف تتصل بآسيا :  احتاجك اغلقى المقهى الان و تعالى ..
علمت آسيا من صوتها ان كارثه حلت .. انجزت عملها و انطلقت للبيت .. فتحت بمفتاحها لتجد غرفة المعيشه تضج بملابس ليلى الملقاه ' الهى لقد كانت ملحمه تستحق المشاهده .. آسيا لا تذهبي بأفكارك بعيدا يبدو انها متضايقه الان '
آسيا: ليلى اين انت ؟
..لا رد.. بدأت بغرفة الالعاب لم تجدها .. الحمام الخارجى لم تجدها المطبخ ايضا ثم دخلت غرفتها لتجد باب حمامها الخاص مفتوح .. طرقه برفق .. : ليلى، انا هنا
صوت الماء قوى و ليلى تجلس بلا حراك تترك الماء ينصب عليها .. فزعت آسيا من منظرها خرجت من ملابسها جميعا سوى الداخليه و جلست بجانب ليلى تسحبها لحضنها ..: انا هنا ليلى عزيزتى .. انا هنا .. لقد مرت .. لقد مرت  انتى لست وحدك انا هنا .. مالت رقبه ليلى على صدر آسيا  .. تنفست ببطيء .. : اخرجيني من هنا
على الفور اغلقت آسيا الماء و احضرت منشفة و ساعدت ليلى على النهوض كانت ترتعش بشده انهت تجفيفها البستها و وضعتها في سريرها و جلست بجانبها بعدما جففت نفسها و وضعت رأس ليلى على قدميها  في صمت و هدوء .. تكلمت ليلى: إنها لا تعلم .. لا تعلم كم انا شخص محطم .. لا تعلم ما عانيته ..ما تفعلينه ، لا احد يعلم .. لا تعلم كيف انى في لحظه قد اسقط فاقده للنطق للإشارة للإستيعاب قد اظل بسريري يوم او شهر او عام .. انها لا تعلم انى مريضه آسيا لا تعلم ادويتي لا تعلم ما يؤلمنى و لا تعلم كيف ان الغياب بالنسبة لي يعني الموت.. .. انا لا استطيع ان اعيش في حياه يملأها الخروج  و الدخول المفاجئ ..فجأه هي هنا و في لحظه ليست هنا انا لا اتحمل هذا  آسيا اشعر اننى سأمرض
آسيا بكل هدوء : لا لن تمرضي .. اخبريني ما حدث ..
ليلى ببكاء : لقد مارسنا .. كل شيء.. لكنى اخبرتها انى خائفه قبل ان تفعلها ف طمأنتنى و لم تفعلها  لكننى ..أتيت ! .. كل شيء.. اشعر اننى مجوفه .. رغم نشوتى لكنى لم اشعر بهذه المتعه ابدا  ابتعدت عن هذا الشيء تماما بعد ما حدث لتُعيدني إليه بيوم واحد ثم ذهبت .. لقد قالت ستعود .. لقد ذهبت و انا ابكى .. ليلى خافت .. ليلى وحيده مرة اخرى .. ليلى..،..،..
آسيا بهدوء: ليلى ليست وحيده ، آسيا هنا . ليلى ليست خائفه ، لا شيء هنا يخيف ، ليلى مارست الحب ليلى كبيرة الان ، انه ممتع انه جيد انه جميل ، ليلى لم تتأذى  .. ليلى تُحب .. ليلى تشعُر بالسعاده بالنشوه و بالرغبه .. ليلى تبكي ..ليلى لها كل الحق ان تبكى .. آيلا ستعود .. آيلا تُحب ليلى.. ليلى ستتحدث مع آيلا حول كل هذا  و آسيا ستظل هنا ...
نظرت آسيا لتجدها نامت بالفعل .. تلك الحاله مرة اخرى لقد مرت بالكثير طوال هذه السنين تدخل ليلى في تلك الحالة حين تفقد السيطره على زمام امورها .. في سن ال١١ كانت بدايه الإكتئاب الحاد لم تكن آسيا موجوده حينها لكن ليلى قد شاركتها تلك الذكريات البشعه في احدى المرات و حين فقدت والداها و كل شيء اول مرة دخلت لمده ٦ اشهر ثم حين تركت منزلها ثم حين تركت عملها الاول ثم حين مات صاحب المقهى .. كانت تتصل بآسيا و تترك الهاتف مع مكبر الصوت تجعل من نفسها شخصا أخر و لاتتحرك حتى تأتى آسيا .. و تستفيق غير مدركه للأمر برمته ذكرايات مشوشه دائما .. الحقيقه التي لا يعرفها سوى آسيا .. هو مرض ليلى النفسي.. سقوطها الدائم ربما بقائها نائمه لأسبوع حسب حزنها ..إن حزنها يفتك بها دائما .. نامت آسيا في نفس وضعيتها

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن