الفصل الثامن و الاربعون

1.3K 66 74
                                    

1985*

🔸منتصف شهر ٦
مرت بضعه اشهر الآن هارون تعمل بأموال حوريه في بعض الاستثمارات و هي اتفقت معها تماما في كل آراءها بالاضافه لتشغيلها للمصنع و الوجود بجانب حوريه في كل الاوقات التي احتاجتها فيها ثم تذهب لتكون هاله في احضان فتاتها الهادئة كانت تطعمها بعض المشاعر القليلة لكنها تأخذها بنهم و تشكرها مرارا عليها بينما كانت فاطمه تشعر انها ضعيفه للغاية امام هاله و انها تريد ان تكون قويه معها لأنها لا تجيد الحب لا تجيد كيف يمكن ان تكون على سجيتها فقط دون التفكير في كيف تبدو؟ و كيف تراها هاله! هل هى جميلة كفايه ! هل ستتركها هاله و ترحل اذا رأت كيف هي قبيحه ؟ كل تلك الافكار التي اهلكتها بينما هاله فقط تلقي بكل حمولها خارج باب تلك الشقه لتكون بداخلها فتاه ناعمه مستمتعه بهدوء قلبها و انفاسها تريد المزيد، الكثير الكثير لكنها فقط تتحكم بما تطلبه حتى لا يفزع قلب حبيبتها.
على الجهة الاخرى حوريه و سماء قريبا سيتمون عامهم الاول معا بكل الضحكات و البكاء تشعر حوريه ان قلبها يصبح اخف بالقرب من سماء و سماء تحب كل شيء حول حوريه .. بالطبع تلك الفتاه" نجلاء" اعترفت لها منذ شهرين ربما اكثر لكن سماء حرصت على ان تظهر حبها للرجال و ان ترفض تمام، بضعه ايام اخرى و حوريه تخلت عن خدمات بعض العمال مصرحه' نحن فردان يكفي فقط خدم للأساسيات' و اعتذرت من الباقي، بالطبع ابقت والده سماء، صفيه و خادمه اخرى مع سماء  و كان الحرس مسؤليه هارون لذا لم تتحدث بشأنهم
و هكذا اصبحت الحياه اكثر هدوء حاولت المضي قدما من كل تلك الجروح التي انفتحت في قلبها .. كتبت كل شيء لنور لم تكن في احسن حالتها لمقابلتها لكنها شجعتها على الزياره لأن البيت ملك لكلتيهما بالنهايه ..
مرت بضعه اسابيع حتى زارتها نور تكلمو كثيرا في الحقائق التي اكتشفوها و كشفت نور لأختها انها تشعر ببعض التعب منذ الوفاه و انها ذهبت للطبيب ليخبرها انها حامل ..في تلك اللحظه ملئت الفرحه قلب حوريه كأنها ملكت العالم " سيكون لنا طفل نرعاه سويا اختى" كانت كلمات نور كغطاء دافئ يحمي قلب حوريه من كل قسوه مرت بها ..
لقد قررو سويا انهم لابد لهم من الرحيل ليبدأو من جديد سيبيعو البيت و يتقاسمو امواله ليبدأو في مدينه جديده .. لمعت عيني نور " اريد ان نذهب للإسكندرية ، اريد لأولادي ان يصبحو احرار من ذلك الزحام ليكون لهم شط البحر الواسع يركضو امامه دون عائق " في تلك الليلة عرضت الامر على هارون و سماء .. هارون لم تعترض لنفسها لكنها قالت اذا لم ترغب فاطمه فهى لن تذهب لكنها ستساعدها على الانتقال .. بينما سماء رغبت حقا في الموافقه لكن " و امى؟ هي لا تعرف اي شيء سوى هذا البيت ..؟ "
حوريه : سأخذ لها بيت في الإسكندرية ملكها و ستأخذ مكافأه نهايه الخدمه لتستريح قليلا و سنأخذ لنا بيت و سنقول اننى احتاجك معى ليس كخادمه بل اكثر كصديقه تساعدني و ستكونين حره في المكوث قليلا مع امك و قليلا معى .. هارون ايضا سيكون لها فرصه لتصبح فتاه في مكان لا احد يعرفها فيه .. انا سأكون متزوجه من هارون الذي سافر لأي مكان في العالم و هي فقط ستكون صديقه تمكث معنا اربعه فتيات كأنه بيت مشترك لا اعتقد ان احدا سيشك
هارون: تفكيرك خاطئ حوريه لقد قابلت اهالى كثير كل تجمع فتيات هو محل شبهه ،لن يكون هكذا .. لكن امرأه ثريه تعيش مع خادمتها و اختا زوجها المسافر في قصر او فيلا صغيره بعيده قليلا سيكون الحديث اقل حده .. ربما يمكننى التنكر في هيئه هارون مرة او اثنان كل شهر لأجل هذا ..
ابتسمت حوريه : نعم هذا جيد سنأخذ مال هذا البيت و مال من الاستثمارات لنأتى بهذا القصر و يمكنك ان تدير المصنع من هناك؟ ربما تجعل احد اصدقائك الذين تثق بهم يديره و نأخذ ارباحه .. ما رأيك؟
هارون : ربما اذا وافقت فاطمه سنجد حل
سماء يبدو عليها الحزن
اقتربت حوريه منها قليلا ثم جلست على قدميها : حبيبي ، ما الامر ؟
سماء نظرت لعيني حوريه: انا اعرف اننى اريد تغير كل شيء و البدأ معك من جديد .. لكن امى .. انها متعلقه بهذا المكان و بصفيه و بكل اصدقائها بالسوق .. اذا لم توافق ان ترحل ماذا سأفعل؟
حوريه: دعيني اتكلم مع خالتي ساميه .. سأجد حل .. انت لا تشغلى بالك !! حسنا؟؟
سماء هزت رأسها ان نعم ..

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن