الفصل الرابع و الاربعون

870 45 10
                                    

انتهى اليوم في السابعه مساء و لم ينتهي معه هذا الشعور الحاد الذي يطعن قلب حوريه مرارا و تكرارا  كانت تجلس طوال ال٧ ساعات الفائته بجوار اختها لا تشعر سوى بذلك الألم كأن هناك شيء فاتها .. كأن هناك حلقه وقعت من هذا  السرد لحياتها .. كيف وصلت الى هنا بهذه السرعه و كم تمنت ان تصل لهنا بهذه السرعه لكنها تعرف الآن انها لم تكن تعنيها .. كم كان غباء منها لكنها غاضبه .. روحها تشتعل غضبا .. تريد ان تصرخ عليهما لأنهما لم يحباها كفايا ، لأنهما لم يصلحو ما افسدوه في حياتهم ، لأن نور بجوارها خسرتهم منذ زمن و هي تنتظر الوقت المناسب لتحاول ان تأتى و تتحدث معهم مرة اخرى لكنهم فقط رحلو و لم يتركو لها فرصه .. تجلس في السابعه مساء بعد كل ما عانته اليوم، هي جالسه لم تعد تبكى و لم تستطع ابدا الصراخ و فقط تتمنى ان تصرخ في وجوههم مرة اخيره لرحيلهم دون وداع ..
جاءت سماء للمرة الألف هذا اليوم تذهب و تجئ  اخفضت رأسها بين الاختين و تحدثت في أذن حوريه : صالح سيأتى الآن ليعلن انتهاء العزاء ثم سأتى لأخذك للغرفة ..
لم ترد حوريه
رحلت سماء و انفض تجمع الناس ثم عادت سماء حينما لم يعد سوى حوريه و نور جالسين لمحت بعينها هارون قادم من الخارج فوقفت تنظر للأرض : سيد هارون
هارون : جمال عنده عمل مهم سيضطر للرحيل الأن و سيعود ربما الثانية عشر ليأخذ نور للمنزل..
و البقيه سيبيتون هنا كلا مع زوجته في غرفهم
تركها و عاد للخارج و ذهبت سماء و اخبرت نور و حوريه
نور: حسنا انا سأعود للغرفة حتى يعود
حوريه انا سأتى معك ثم نظرت لسماء : هل سينتهى عملك الآن ؟
سماء: لا ليس قبل التاسعه ..
حوريه : اذان انهيه و تعالي للغرفة
ثم وقفت حوريه و تبعتها نور و سارو لغرفتهم ليدخلوها معا لأول مرة منذ عام تقريبا ..

في التاسعه تقريبا عاد كلا لسريره مرت سماء اولا على غرفة هارون اطمأنت عليها ثم سألتها : هل تحدثتى مع فاطمه اليوم في الشركه ؟
هارون : لا لم انفرد معها كانت كل العيون على و انا انقل الخبر لكن عيني كانت في عينيها طوال حديثي حتى انى رأيت دموعها تنهمر .. اذا كان العزاء مفتوحا لعمال الشركه لجاءوا جميعا لكن صالح شدد على الا يأتى منهم احد ..
سماء: لا بأس يمكن ان تذهبِ غدا لها في الصباح الباكر و اذا سأل عنك احد نقول خرج لأستنشاق بعض الهواء..
هارون : لا ، لا اريد ترك حوريه في هذا الوقت ثم انهم فقط ليلتان ثم نعود للعمل في الشركه و اراها هناك حتى يتم تحديد موعد فتح الوصيه و ينتهى الامر ..
سماء و قد انخفض صوتها قليلا: هل تعرفي ما كُتب في الوصيه؟
هارون ابتسمت: لا ليس فعلا ، فقط اعرف ان كل ما هو لحوريه وضعه  حافظ بأسمها في الوصيه  و ما اراد ان يأتمننى عليه فقط ان اتأكد من حصولها على كل شيء..و ان استطيع ان امسك زمام العمل في كل ما هو لها ..  لكن صالح كان رافضا لوجودي و لرأي اباه لانه قال ان اخته سترث كما حدد لها الشرع لكن شيء ما في نفسي كان يلح على ان السبب هو رغبه حافظ ان يرسل لنور بعض المال من خلال حوريه ان يكتب لها بالنهايه شيء ما..
سماء: حسنا اذا قريبا سينكشف كل شيء و اتمنى الا يكتب الله علينا اى فراق آخر ..
ذهبت سماء لغرفة حوريه فوجدت الفتاتان تحتضنان بعضهما و تغطان في النوم اذا لم يكن شعر نور اقصر  قليلا من حوريه لم تكن لتفرقهما بسهوله .. كان هناك سرير اخر فارغ غيرت ملابسها و ذهبت لحوريه قبلت رأسها ثم جلست على السرير الفارغ كانت حقا ترغب في الاستسلام للنوم لكن يجب ان تنتظر حتى يأتى جمال لتفتح له .. فبعد كل شيء باب الغرفة مغلق من الداخل ..
سحبت احدى كتب حوريه حاولت ان تقرأ قليلا لكن لم تكن من محبين القرأه حاولت ان ترتخي قليلا لكن لم تسطع كانت تعبه حقا ففضلت ان تذهب لتستحم ..
ظلت واقفه تحت الماء المتساقط تحاول ان ترخى افكارها و جسدها كم كان الماء باردا لكن هى فقط ممتنه ان هناك ماء .. لم تتأخر كثيرا جففت جسدها سريعا و مشطت شعرها و خرجت نظرت في الساعه ، ال١٠ و ٢٠ دقيقه
جلست مرة اخرى تحت الغطاء و لكن هذه المرة غلبها النوم ..

مقهى ضوء القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن