الفصل الخامس: تجمع لابد منه!.

710 61 53
                                    

كان يقف أمام المرآة يهندم هندامه بعد أن تلقى منها مهاتفتها المفزعة، لينتصر خوفه على شقيقته على خوفه من والده، فمهما كان يمثل القوة أمامه لازالت نظرته ذلك اليوم قد وأدت بقلبه الكثير، ليدلف له يزيد و قال بمرح:

"مش كنت بلغت عنه أحسن، و أهو تعرف تستفرد بأختك".

لينظر له ماثيو من خلال المرآة و قال بتهكم:

"شوفوا مين اللي بيقول كدا؟! يزيد بلال اللي كان رامي بيه مسميه العكاز و معتبره دراعه اليمين و الحتة الشمال و كان بيحبه أكتر من ابنه، عايزيني دلوقتي أبلغ عنه، جالك منين قلبك تقول كدا يا زيزو؟!".

ليقف يزيد بإعتدال و هو يعلم أن هذا وتر حساس لديه، لكن ماثيو قاطعه و قال:

"يزيد إنت عارف إني بهزر، حتى لو اللي قلته فعلًا حقيقة، أنا مش زعلان منك ولا عمري هحقد عليك أو أي حاجة، لأن ببساطة الشخص دا مبقاش فارقلي".

ليتنهد يزيد و قال و هو يربت على ظهره:

"ماثيو متضحكش عليا ولا تضحك على نفسك، كلنا عارفين إن لسه جوالك حاجة ليه، دا حتى مرواحك ليها النهاردة جزء منه خوف على أبوك".

ليكور هو يديه بغضب يتذكر ما حدث صباحًا، ليتركه و يرحل لوالده، ليدلف عليه يزن و يوسف، ليقول يوسف:

"لحد إمتى هنفضل كدا؟".

ليقول يزن بغضب و عصبية:

"هو كله من الـ.....".

ليقاطعه يزيد و هو يقول بجمود:

"يزن خلي بالك من ألفاظك، محدش ليه دعوة فى اللي حصل غير جبروت القلب، البنت ملهاش دعوة سامع، و أدينا بكرا رايحين نقابلهم بكرا علشان خالك زياد، لو لمحت حد فيكم إنتم الأتنين بيرميها بنظرة بس ولا دماغه جابته علشان يتكلم فى حقها نص كلمة، اتأكدوا إن اللي هعمله مش هيعجبكم".

ليقول يوسف بهدوء:

"بتحبها يا كينج".

ليقول يزيد بجمود:

"على أوضتك يا دنجوان".

ليرحل يوسف لغرفته ولا يزال عقله يفكر فى تلك الريم التى كانت تُنَدّي حياته منذ الصغر، كاد أن يذهب يزن هو أيضًا، ليوقفه صوت يزيد القائل بتحذير جامد:

"كلامي مخصوص ليك يا يزن، و أتمنى في يوم منقفش فيه قدام بعض الند بالند، و خلي بالك الطريق قدامك مكلكع علشان غباءك زمان، خلي بالك كويس، هى مش رغد بتاعت زمان".

ليقول يزن و هو يدير رأسه بإلتفاتة صغيرة و قال بتهكم:

"أوامرك يا يزيد بيه، و مين قالك إني يزن بتاع زمان برضو؟!".

ليتنهد يزيد بتعب فلايزال الطريق طويل جدًا و شاق و مرهق أيضًا.
⁦♡__________________________________________♡

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن