كان يمشي متبخترًا متباهيًا بين الرجال الواقفين المحيطين للمكان يجر ذلك الكهل الهرم خلفه و كأنه يجر عبدًا أو أسيرًا كغنيمة حرب، دلف لذلك المنزل المخيف، متوجهًا لذلك المخزن و هو يقول بإستفزاز يداري خلفها لهفته و لهاثه ككلب جائع وجد عظمة جرداء من اللحم:
"تعال يا عزيزي لتودع زوجتك لآخر مرة و للأبد، حتى لا تقول بأنني حقير سلبتها منك دون توديعها".
ابتسم الآخير بسخرية قائلًا:
"يا رجل لم أعهدك كريمًا في الأخلاق، بالكاد صرت أعرفك يا حقير".
شد من إمساكه لتلك السلسلة بقسوة، جاعلًا إياه يسقط على الأرض ليكمل طريقه و هو يُجر من ذلك الأحمق، دلفا للمخزن ليترك تلك السلسلة فى لحظة عنفوان و طيش، يتحرك مساقًا باللهفة التي توقت قلبه بحبال الحب المحرم المتينة التي أحكمت وثاقها على قلبه.
توجه ناحيتها يزيح ذلك الغطاء المغطي وجهها الناضر الذي جذبه منذ أول إختطاف!، لتتوسع عينيه و كأن عقرب و أفعى كبرى سامة قد لدغته، ليسمع صوت النائم يقول:
"آه يا عزيزي تعابير وجهك لا تقدر بثمن بالرغم من بشاعة ملامحك المحترقة، من حسن الحظ أن الإختيار قد وقع عليٰ لأرى نظراتك الفزعة تلك يا والدي الفاسد، عذرًا يا أبي فليس كل ما يتمناه المرء يُدركه، فما بالك بالحُثالة!".
ليحاول بنجامين تمالك ذاته المتوترة و قال:
"ابني العزيز يبدو أنك علمت الحقيقة".
ليجيبه الآخر بتهكم:
"بالرغم من كونها عارًا و قد إلتصق بي، إلا إنه لا يسعني الأمر سوى قتلك بيدي هاتين بعدما حرمتني من والدتي يا أيها العاهر".
إمتقع وجهه بشدة، ليقول أندرو هازءًا:
"لا يا والدي العزيز، أعلم أن الحقيقة مؤلمة و توجع و لكن هذا لا يغير صحتها، لا تخف فلايزال القادم مهلك".
ليكمل متصنعًا الصدمة:
"لا تقل بأني لم أخبرك بأن هنالك من يود إلقاء التحية، تعلم سنوات إختفاءك كانت المياة راكدة حتى ظهرت قذارتك على السطح مرة أخرىمعكرة صوفها، فما كان عليٰ سوى بالإتصال بأصدقاءك، الذين قبلوا دعوتي بصدر رحب و محبة كبيرة".
لينظر لرامي الجالس على الأرض يحاول تنظيم معدل تنفسه:
"أليس كذلك سيدي القناص؟".
ليتقدم من والده بحدة و قال:
"أ كنت تعتقد بأنك قادر على إخفاء قذارتك عني أو عن أحد؟!، أ كنت تعتقد بأنك تستطيع سلب الآخرين ما هو لهم لمجرد أن عينيك القذرة و شهوتك النتنة تحركت تجاه شخص ما؟!، أنت واهم، مجرد واهم، لي الشرف بأني أنا و أصدقاءك سنوقظك من هذا الوهم، صدقني اللعب معنا لم يكن خيارًا صائبًا، بل هو حكم موت سينفذ عليك من قبلنا نحن الظل و العفاريت".
أنت تقرأ
ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"
Romanceالحياة، و آه من تلك الحياة التى تعملك بطُرِقها القاسية مسببة لك جروح، و تتعدد تلك الجروح، منها التى تتعلم منها، و منها التى تُثْقِل معدنك، منها التى تُزين حياتك تذكرك بقوتك، منها التى تظهر واضحة على وجهك تذكرك بما مضى، منها من تدفنك أسفلها كاتمة على...