كان جالسًا بكل شموخ بجوار صديقه الشبه فاقد للوعي بسبب حالته المزرية، بينما هم يلقونه على الأرض بإهمال بعدما قاموا بدك حصونه القوية، كما دك الجيش للمصري حصونهم منذ زمن بعيد كخط برليف.
ليقول له بلال الجالس و هو يطالع العتمة أمامه:
"آه يا عزيزي أحمد الله على كوني أعمى حتى لا أشوه بصري النقي برؤيتك يا ذا الوجه المشوه".
ليقول بعدها صائحًا فى تلاميذه الصغار:
"فلتبدأ المتعة أعزائي، فلكل منكم دين فى رقبة ذلك الأخرق فلتأخذونه".
ليقول رامي بخفوت و هو يكابح ألمه:
"القلم اللي يصرخ فيه ميتحسبش".
لينظر له بلال بيأس، فحتى فى أحلك لحظاته و أسوءها لن يتخلى عن طبعه الساخر اللامبالي.
ليفتتح وابل اللكمات أندرو و هو يتذكر حالة والدته المزرية و محاولات أبيه الأكثر إزراءًا فى إخراجها من صمتها المهيب الطويل، يتذكر نظرات هلعها كلما إقترب إيمانويل منها، يتذكر الحائل الزجاجي الذي كان يغطي عينيه نهاية كل ليلة عندما يستشعر بكاءها الصامت و إرتجافها، يتذكر لعبه حولها و لهوه كي يجذبها لتبتدله و تتفاعل معه، لعله يخرج من هذا التواصل و التفاعل الصغير بضمة تربت على قلبه الصغير، و لكن عدى ذلك هو أخذ فقط الخوف و الهلع حينما يقترب منها، و كأنها تنظر لصورة بنجامين و ليس طفلها الذي لا ذنب له، مولود كان يتوجب عليه الموت و لكنه حارب الموجب لعله ينعم بالحب الذي وجده بعد مرور أعوام و أعوام فى البغض و الكره.
ليأتي دور ماثيو الذي كان يضربه بغل فى أماكن حيوية هامة، كقناص محترف يقتتص المكان الموجع و يبدأ الضرب و الركل فيه، يخرج فيه غضبه و حقده و كرهه الذين عملت السنوات على غرسهم و تغذيتهم و الإعتناء بهم ليضحوا شجرة قوية متينة و مغروسة في قلبه بإحكام تجاه أبيه، ليجدها فجأة مبتورة من جذورها و كأنها وهم قد إختفى و لكن ذلك الألم كان ولايزال قائمًا بين جنبات قلبه.
حتى الآن يهوله مشهد أبيه الذي هو عليه و لكنه لن يبرح محله دون أن يطفئ تلك النيران المستعرة في صدره، شعر بدموعه تنساب بقهر على وجنتيه، لتضعف لكماته بعض الشئ، ليتحامل ذلك المفترش الأرض على ألمه، مستخدمًا قوته الأخيرة المتبقية رافضًا ترك العالم وحده، فعلى الأقل لو سيتركه سيرحل و معه روح أخرى معه، ليدفعه للخلف مخرجًا سلاحه من وراء ظهره، ثم ضغط زناد المسدس تزامنًا مع إغلاق ماثيو عينيه يتقبل عقاب الدهر عله يخفف أنين الضمير و ألمه.
لتدوي صوت تلك الرصاصة قاشعةً صمت المكان الذي يعم حولها، و على الجهة تعالت صرخاتها المتألمة و هى تمسك قلبها بألم:
"ابــــنــــي".
توقعاتكم و رأيكم، عارفة إنكم مش طايقيني علشان بحمسكم و أجري😂😂🤡، و لكن معلش خلاص وصلنا لنهاية الحكاية، فنحن واقفون على أعتاب الفصول الأخيرة من ندبات تظل للأبد❤️، دمتم بخير و سالمين ❤️✨.
أنت تقرأ
ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"
Romanceالحياة، و آه من تلك الحياة التى تعملك بطُرِقها القاسية مسببة لك جروح، و تتعدد تلك الجروح، منها التى تتعلم منها، و منها التى تُثْقِل معدنك، منها التى تُزين حياتك تذكرك بقوتك، منها التى تظهر واضحة على وجهك تذكرك بما مضى، منها من تدفنك أسفلها كاتمة على...