كان يجلس يطالع ذلك العرض الساخر بغضب و إستنكار، يراقب تلك التى ترفض قربه و هى تتمرمغ بأحضان ذلك السمج كالهررة الوفية، لتخرج من زفرة حانقة و هو يزيد من حركة أرجله بغيظ يتعاظم بجسده، و عقله يصور أبشع الميتات لجعلها تليق بذلك الوغد.
أما على طاولتهم فكان كل منهم يتمسك بالآخر بالرغم من الخوف الذي يدب قلوبهم بإهتياج، فكان وقع نظراته الآكلة عليهم بليغ، فنظراته كانت كسهام مشتعلة أثقلت قلوبهم لتسقط و تلتصق بأقدامهم.
و لكن بالرغم من الخوف المستوطن قلوبهم إلا أنهم أكملوا أفعالهم المستفزة و هم يعلمون أنها مسألة وقت و يتفاعل البنزين مع النار تاركًا إياهم رمادًا و ركام تتقاظفه الرياح فلا يصلح لشئ.
ليقف هو منهيًا لتلك المهزلة، ليمسكها من يدها بقسوة غير عابئ بضرباتها ولا بصرخاتها المعترضة و الآبية للذهاب معه، ليشدها بعنف كادت أن تقع ليسندها بيده كي لا تقع ليهمس بالقرب من أذنها بغضب و قال:
"قسمًا بالله لو ما إتحركتِ بسكات يا رغد و كان عندك حكمة في التعامل معايا و خصوصاً دلوقتي، صدقيني هكسرك إنتِ و هو و برضو هاخدك، فبالذوق أمشي معايا لو خايفة على حبيب القلب".
ختم كلامه بتهكم ليجدها صمتت، ليتلاعب الشيطان بعقله قائلًا له بمكر:
"شوفت سكتت إزاى لما هددتها بيه و هددت إنك ممكن تكسره، شوفت إنه هو حبيب قلبها مش إنت يا مسكين".
ليتركها واقفة و كاد أن يعود له، لتمسكه هى و تجره للخارج تحت نظرات الناس المتعجبة من تبادل الأدوار السريع هذا، و تحت صيحات إعتراضه هو و سبابه اللاذع لذلك السمج المسمى مؤمن، لتنجح في إخراجه خارجًا، ليرغمها على الركوب معه و إيصالها للمنزل، ليقول بحدة قبل نزولها:
"لو المنظر الزبالة دا اتكرر تاني يا هانم أنا هكسر رقبتك، خليكِ فاكرة كلامي كويس ليكِ و لمصلحتك، لأن صدقيني اللي هعمله مش هتحبي تعيشيه و إحذري غضبي لأنه نار بتاكل مش هتفرق بينك و بين غيرك".
ليكمل و قال بهدوء نسبي:
"و خليكِ فاكرة إن وجودي في حياتك أمر واقع لازم تتقبليه، و لو مش قادرة إعرفي إزاى تتعايشي معايا، و سيبيلي موضوع التقبل دا أنا قادر أخليكِ تقبليه و بالعكس تحبيه كمان".
لتخرج هى من السيارة بصمت و صعدت للمنزل و دخلت غرفتها ظل هو يتابعها ليخرج هاتفه، و لكنه أعاد دسه بجيبه و رحل بعيدًا عنها، ليعيد إمساكه و هو يقود ليكتب عليه تلك الكلمات و على محياه إبتسامة خافتة إرتسمت متذكرًا بها ملامحها الغاضبة و اللطيفة:
"في هوى حسنك، أنا و قلبي مبتلين".
بمجرد أن ضغط على زر الإرسال وجد ضوء يشع أمام عينيه مع صوت بوق حاد يصم أذانه، ليشعر بعدها بدوران الكون من حوله، ليغلق عينيه للسواد الذي إبتلعه تاركًا سيل الدماء ينذف من رأسه.
لتنهض هى بفزع من سباتها الذي هربت فيه من بكاءها المرير، لتلمس قلبها بقبضها و كأنها تحاول نزع تلك اليد التي تعتصر قلبها بقبضة يدها، لتغمض عينيها المترقرة، ليخرج اسمه من فمها بخفوت:
"يزن".
توقعاتكم و رأيكم للأحداث اللي جاية، و رأيكم فى الاقتباس دا، متنسوش الڤوت و الكومنت اللي بيفرحوني👀❤️✨حطوا الرواية فى مكتباتكم علشان يوصلكم إشعار بالفصول أول بأول❤️، لو لسه معملتوش ڤولو أعملوا و شيروا الرواية بينكم و بين بعض، لأنها هتبكر بفضل ربنا و بدعمكم ليها و ليا❤️❤️دمتم بخير و سالمين ❤️.
#ندبات_تظل_للأبد
#ترويض_ماضي_الظل_و_العفاريت
#أتلمس_طيفك_الجزء_الثاني
#مريم_يوسف_زكي
#أزرا
أنت تقرأ
ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"
Romanceالحياة، و آه من تلك الحياة التى تعملك بطُرِقها القاسية مسببة لك جروح، و تتعدد تلك الجروح، منها التى تتعلم منها، و منها التى تُثْقِل معدنك، منها التى تُزين حياتك تذكرك بقوتك، منها التى تظهر واضحة على وجهك تذكرك بما مضى، منها من تدفنك أسفلها كاتمة على...