الفصل العاشر: ليس هو الحقيقي!.

579 53 57
                                    

كان جالسًا فى هذا القبو العفن ذا الرائحة الكريهة و المعتم بعض الشئ، جالسًا على كرسي غير مريح بالرغم من طول مدة إقامته هناك مكبل الأيدي بأغلال حديدية و كذلك قدميه كحيوان  يخشى صاحبه أن يهرب منه، و كان جنبه ينزف من دمًا نظرًا لذلك الجرح الغائر الذي كلفه الكثير و الكثير من الدماء و أيضًا كلية من كلياتيه الإثنتين.

أما هو فكان ينزل الدرج بكبرياء و فخر كبيرين لو وزعا على سكان الأرض لكانوا إكتفوا منه و فاض ليقف هو أمامه، ليقول ذلك المكبل بصوت ساخر:

"آه يا رجل عيناي تؤلمانني بمجرد رؤيتك و رؤية وجهك المشوه هذا".

ليتابع بإستفزاز و هو يرى غضب الآخر يتعاظم أمامه:

"بنجامين عليك التفكير جديًا فى عملية تجميل إذا أردت لإقامتي أن تطول معك، فشكل وجهك المشوه هذا سيظل عقبة بيننا".

ليقول الآخر بمكر ليعمل على إخراج جنونه المقيد:

"عزيزي إقامتك معي جبرية و ليست مرهونة بأي شئ، و صدقني لقد عملت جاهدًا كي لا يفتقدك أحد قط".

ليطالعه هذا المكبل و قال بترقب:

"ماذا تعني؟".

ليتابع الأخر و هو يقف خلفه ضاغطًا على جرحه ليتمتع بصراخه الذي يود لو يسمعه منذ أعوام:

"أوه يا إلهي لا تخبرني بانني لم أخبرك!، بأنك لازلت تعيش مع زوجتك الجميلة و طفليك بمصر، و لكنهم لا يعلمون بأنك هنا عزيزي رامي".

أما هو فكان ألمه مضاعف و لكنه لم يصرخ بل ظل كاتمًا صرخاته و سبابه اللاذع حتى لا يظهر ضعفه أمام هذا الجبان، ليسمعه يتابع:

"آه لو تعلم ماذا فعل شبيهك يا عزيزي بعائلتك، فابنك أضحى يكرهك و يتمنى لو يقتلك بسبب ما حدث لوالدته التى سأعمل على إيجادها و أما إبنتك فهنالك من يتكفل بها".

ليكمل بقسوة و هو يزيد ضغطه على جرحه و يعمل على إخراج وحشه الساكن:

"ماذا كنت تعتقد يا وغد، بأنكم الوحيدين من يقدروا على لعب هذه اللعبة القذرة وحدكم؟، إن كنتم قذيرين فلن تجدوا من يلاعبكم بهذه القذارة سوانا".

ليقول رامي محتفظًا على بروده و يقاوم صرخاته بقوة:

"أوه عزيزي بنجامين أخيرًا إعترفت بقدرك القذر هذا".

ليهمس بنحامين بأذنه قائلًا:

"ودع ثبات عائلتك أيها العفن فقريبًا جدًا كل ما هو لك سيكون لي، حتى عزيزتنا ريڨان التى باتت تمقتك و بشدة".

ليصيح به و قد خرج عن طور تعقله فهو أمام شخص قد سولت له نفسه بالتعدي على بيته و ذويه:

"سأريك الجحيم ألوانًا إن فكرت فقط فى المساس بهم، سأجعلك تتمنى لو لم تولد و لن أكتفي بتشويه وجهك العفن أيها القذر".

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن