الفصل السادس و العشرين: فلنترك العنان للإنتقام!.

521 60 40
                                    

كانت جالسة فى الشرفة بتيه و شرود، تنتظر عودته الغير محتومة ليطيب جروح آخر لقاء، اخر لقاء الذي كان مشحون بمشاعر شتى أنهتها هى بتعنتها!، تريد معرفة الحقيقة، تريد أن تعرف كيف خسر والديه؟، كيف كان لعمه يد بهذا الحرمان؟، و لكن هل لبراءتها و نقاءها الصمود أمام حقيقة أن عمه الفاسد، لمن يكن له يد فقط، بل كان هو المدبر، خطة إستهلكت منه أعوام لكي ينفذها، و إعتماده الأكبر بها على الحظ، الحظ الذي سيسقط أندرو في طريقها، الحظ الذي سيجعل أندرو كالمنوم مغناطيسيًا كي يصدقه و يبحث فى تاريخ تلك العائلة التي كانت سبب مقتله المزيف و تشوه وجهه لكي تقع عينيه عليها كي يصير مجنون أليسا، هل نحن سنصدق أنه كان مجرد حظ و تدبير دام لسنين؟!.

سمعت طرق على باب غرفتها، لتقول هى بصوت منهك:

"فيونا، قلت لكِ لا أريد أن آكل شيئًا".

ليدلف هو بطوله و هيبته و هالته الرجولية المخيفة:

"لماذا؟".

إلتفت بكرسيها تطالع وقفته الجامدة ذات الهالة التي تجعل قلبها يهدر بجنبات صدرها، حاولت النهوض من على كرسيها، لتتوجه نحوه بأقدام هلامية، أما هو فكان يراقبها بحرص كوالد يراقب ابنته الغالية تخطو أول خطواتها تجاه شئ ما، لتتعثر مرة آخرى و هى تنظر له تترجاه ألا يخذلها، ليلبي نداء عينيها و قلبها بالرغم من عدم رؤيتها لذلك بعينيه، إلتهم شهقاتها مرة أخرى بصدره العضلي العريض، لتقول هى بألم:

"قلبي موجوع يا أندرو".

أصدر تأوه يدل على إنتصارها المتكرر على قرارات عقله الواهية، فنظرة واحدة منها تلغي أفكاره و مبادئه الراسخة بعقله و قراراته، ليصير كطفل ممسك يدها توجهه أين يذهب و أين يبقى.

ليقول هو بحب:

"أنا حي بين أحضانك، و لو رذلتني منها أصير ميت بين أحياء".

لتقول هى بدموع:

"أنا أسفة متزعلش مني".

ليقول هو و هو يربت على شعرها:

"و لكن هذه ليست الكلمة التي أريد سماعها من مرمرتيكِ!".

لتنظر له بعيونها الدامعة، ليكمل هو و قال:

"فقط إعترافك بحبي يعطي لي و لقلبي كل معاني الوجود، لذلك لا أريد سماع إعتذارك، ولا أريد رؤية عيونك الدامعة، بغض النظر من جمالها و لكنها تجعلك قبيحة".

ليمسح آثار دموعها و قال بحب و هو يتشرب عينيها الجميلة:

"حولي عني عينيكِ، فإنهما قد غلبتاني، فكيف تكتب لي النصرة أما عينيكِ القاتلة؟".

لتقول له بتيه و حب:

"بحبك".

ليتنهد بقوة و قال و هو يقبل وجنتها:

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن