أسفة على أي خطأ إملائي أو كتابي، بيبقى من الكيبورد و لسه مخلصة الفصل و نزلته علشان مأخرش عليكم❤️✨، دمتم بخير و سالمين ، قراءة ممتعة❤️✨
كان متوجهًا نحو المشفى فى تلك القارة المسنة، يتذكر هروبه من نظرات زوجها التى تلقي عليه بالتهم، تعم تحوم في هواجسه، رافضة تركه يستريح، أيعقل أنه عاد لنقطة الصفر و البداية من جديد؟، بعد أن كون أسرة و عشق و أحب، ذهب كل هذا هباءًا منثورًا عندما رآها مريضة!، و إن كان كذلك، فماذا عن أسرته؟، ماذا عن خريفه المزهر؟، هو موقن من أن روميساء كانت مرحلة في حياته و تجاوزها ليجد بين أحضان أيلول حياته التي مضت و الآتية، لتأتي تلك الحادثة التى مزقت نسيجهم الجميل، تفرق الآباء عن الأبناء نتيجة لعدم إحكامهم غلق أبواب الماضي بإحكام.
رن هاتفه برقمها، ليفتح المكالمة ليسمع صوتها الشجي يقول بشوق:
"قاسم إزيك يا حبيبي عامل إيه؟".
تنهد هو بحرارة لسماعه صوتها الشجي المشبع بالشوق من كل ناحية، ليجيبها بحنين تخلل بين حنايا صدره و تغلغل بنبرة صوته:
"هيمان تعبان مرذول و ضايع و أنا بعيد عن أراضيكِ يا أيلول".
توهجت عينيها بدموع البعد، و هى تستشعر الألم في صوته فهو حامل على عاتقه و كاهله مسئولية كبيرة و حمل ثقيل رفض بكل تعنت أن يشاركه مع أحد بعدما علم بحتمية حمله وحيدًا، لتقول هى بإطمئنان و تشجيع:
"واثقة فيك يا قاسم، واثقة فيك يا حبيبي إنت قدها متقلقش".
ليقول هو بتعب:
"لحد إمتى يا أيلول، لحد إمتى هفضل قدها، لحد إمتى هستحمل إتهاماته اللي بتقنعني بإنه صح، لحد إمتى هستحمل بعدي عنك و عن بناتي".
ليقول بعدها بتحذير:
"عليم الله في سماه يا أيلول لو عرفت أن بناتك سايقين العوج مع عيال بلال، إنتم حرين".
لتخرج منها ضحكة عالية على غيرته الأبوية التى لم ينتقص منها شئ ولو قليل، و هى تتخيل تعابير وجهه و ردود أفعاله عندما يعلم كيف أخذ كلًا من أطفال بلال الثلاثة راحتهم مع أميراته الصغار، و خصوصًا ذلك الدنجوان المدعو يوسف.
ليقول هو بحنان:
"أيلول إنتِ كويسة؟".
لتشفق على قلة حيلته و تطمئنه بأنها بخير حتى لو كانت هى بعيدة كل البعد عن كونها كذلك، و لكن ما باليد حيلة ماذا تفعل و هو بعيد عنها بأيام، تشفق عليه من أعباؤه ولا تريد إثقال قلبه و كاهله بغيرها.
تساءلت بعدها و قالت بترقب:
"روميساء عاملة إيه و بلال؟".
نظر قاسم لهم من خلف زجاج المشفى و هم جالسين معًا في الداخل و قال:
أنت تقرأ
ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"
Romanceالحياة، و آه من تلك الحياة التى تعملك بطُرِقها القاسية مسببة لك جروح، و تتعدد تلك الجروح، منها التى تتعلم منها، و منها التى تُثْقِل معدنك، منها التى تُزين حياتك تذكرك بقوتك، منها التى تظهر واضحة على وجهك تذكرك بما مضى، منها من تدفنك أسفلها كاتمة على...