الفصل الرابع: عودة الرحيل!.

719 63 58
                                    

كان واقفًا فى المطار ينتظر عودة شقيقيه بعد أن تلقى منهما رسالة تعلمه بأنهم سيعودون على الطائرة المتجهة من أسبانيا لمصر بعد تأدية ما توجب عليهم للسفر لأجله لهناك.

كان يتذكر طفولتهم البريئة سويًا قبل أن تخط الدماء طريقها لديهم، و تنشأ هذا الصدع الكبير فيما بينهم، ليراهم يتوجهون نحوه بحبور أحس بأنه مصطنع فبالرغم من إشفاقهم عليه، لايزال جزء صغير يحمله مسئولية إبعادهم عن ذويهم.

إقترب يزن و عينيه تطالع وجه أخيه ذا الندبة:

"لسه برضو مش بتخفيها يا يزيد".

أما يزيد فقال بسخرية:

"و إنت كمان وحشتني يا يزن، أنا بخير".

ليقول يوسف بهدوء:

"لو هتبدأوها خناق، بالسلامة علشان أنا مفيش فيا دماغ و حيل أحاجز بينكم، و إنتم بسم الله ما شاء الله تيران".

ليقول يزيد بهدوء:

"لا خناقة ولا حاجة، المهم حمد لله على سلامتكم".

ليقول يزن بتوتر:

"ماما عاملة إيه؟".

ليتركهم يوسف و يرحل فهو لا يحب سماع سيرتهم بعدما أدخلوا أمورهم الشخصية فى حياتهم سويًا و تركوهم بدون معيل و معين، يتضاربوا مع موج الحياة.

أما يزيد فتنهد و هو ينظر لإثر أخيه:

"مش عارف، من ساعة ما إختفت و أنا معرفش عنها حاجة هى و بلال".

ليقول يزن بهدوء:

"لحد إمتى هيفضل بلال مش بابا".

ليقول يزيد ببرود:

"يزن متعملش الشويتين دول عليا و أنا و إنت عارفين كويس إنك أول واحد بتقول عليه بلال، و عارف إنك متضايق لما زعل ماما و إنه كان سبب بعدها عننا، فمتلعبش عليا دور الابن البار بولديه و تحسسني إني ماشي فى عقوق الوالدين و إنت أصلًا اللي راسملي السكة".

ليتقدمه و يرحل ليتنهد يزن و هو يرى عواقب ما إقترفته يداه، ليقول بعزم:

"زي ما بوظت كل حاجة هصلحها تاني، بس الأول أروح أطمن قلبي عليها".
⁦♡__________________________________________♡

أما فى النادي التى تعتاد رغد على التردد إليه برفقة أصدقاءها المزيفين، كانت تجلس برفقة صديقها مؤمن ذلك الصديق اللزج من طفولتهم كما كان يلقبه يزن، أما هو فكان يميل عليها بشكل فج ليقول بطيبة مصطنعة:

"مالك يا رورو مش على عوايدك ليه؟".

لتجيبه بحب:

"مفيش يا مينو، أنا كويسة يا حبيبي".

ليقول مؤمن و هو يقترب منها أكثر:

"من إمتى بتخبي على حبيبك مينو يا رورو، ها؟".

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن