الفصل الخامس عشر: حادث هدم كل شئ!.

581 53 35
                                    

كانت جالسة على الفراش الوثير الذي أضحى ملجأ لها بعدما كانت الأرض تأوي جسدها وقت النوم، تحمل بين يديها شقيقتها الرضيعة الساكنة بهدوء بعدما أخذت كفايتها من الغذاء و الإستحمام، بينما هى كانت تتذكر ما يحدث لها بمجرد رؤيتها و على ثغرها بسمة متسعة لا تنمحي تذكرت تحذيره عندما أتى بها الي هنا و تذكرت ملامحه الجامدة و المحذرة و هو يخبرها:

"أنا فتحتلك بيتي و برحب بيكِ و بأختك فيه، لكن مقابل دا أختي تحطيها في عينيك لأن لو حصلت ليها حاجة صدقيني لا أنا ولا إنتِ هيعجبنا اللي هيحصل".

تتذكر كم مقتت تعنته و لكنها عندما هدأت علمت بأنه محق، فهن فتاتان تسكنان بمفردهن فى المنزل بدون أحد أخر سوى الخادمة التى تساعدها، و من حقه الخوف على شقيقته الوحيدة، لتشعر بالمرارة كشوكة كبيرة تقف فى منتصف حلقها و عينيها إمتلئت بدموع الحسرة و الألم على ما حل بها بسبب شقيقها الوحيد، أما هو فلم تفت عليه نظرتها و ألمها التى عملت كلماته المحذرة على إحداثه بداخلها، ليقرر فى صباح اليوم التالي أخذهم فى نزهة.

لتتنهد بحب و إمتنان على ذلك اليوم الذي عادت فيه طفلة بريئة كل ما يهمها هو اللهو كتلك الطفلة التى بين يديها و أكبر بقليل منها، كانت بسمتها تتوسع كلما إرتفعت بهما لعبة من الألعاب، لتتذكر بسمته الجميلة الساحرة التى عملت على سرقة دقات قلبها بجانب وسامته الشديدة، لتسمعه يقول حينما كانت تطالعه بتيه:

"حلو مش كدا؟".

لتنكس رأسها بخجل طفيف ثم قالت:

"يعني مش وحش".

ليقول بمشاكسة:

"على الأقل شكلي مقبول لسعادتك، و مادام مش وحش بتبصي ليه للأرض".

أما هى فكانت تذوب خجلًا من الموقف كله، فإن رفعت رأسها ستظل دقات قلبها تهرب منها إليه، و هى لا تعلم حتى الآن إذا كان آهلًا بإستضافتهم بداخله أم لا؟، و لكن على من تكذب هى تعلم بأنه كذلك و لكنها تخشى الوقوع فى الحب، و لكنها وقعت و قضىٰ الأمر.

أما هو فكان يطالع حمرة وجهها بإستمتاع، فهذه مرتهم الأولى التي يخوضون فيها حديث حضاري و سوي كالبشر، مطمئن قلبه بأنها أمامه سالمة بعدما رأى حالتها بسبب شقيقها الذي بعث له بسلامًا حارًا مقابل تلك الهدية و الجوهرة التى حصل عليها.

لتقاطع شرودهم صوت شقيقته الحماسي و هى تحمل الصغيرة بين يديها:

"يالا بدل ما نتأخر".

ليذهبوا جميعًا ليستقلوا السيارة ليضبط ماثيو مرآة السيارة لكي يرى وجهها الساطع بشمس البهجة علّ غيوم الحزن تنقشع من حول قلبه و حياته، ليصلوا لوجهتهم، لتقف كريستين مبهوتة و مبهورة من الألوان و صراخ الأطفال و الكبار الحماسي، مكان لم يخطر لها يومًا بأن تذهبه، لتجده واقفًا جوارها جارًا كرسي شقيقته كي لا يفقد أثرها، ليقول لها بحزم طفيف:

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن