فصل خاص: أمك حامل!.

854 62 108
                                    

كانت تتهادى من أعلى السلم بثوبها الوردي الخلاب ينزل بجوارها طفلها الصغير و حاميها المغوار، تبتسم بخجل لنظراته العاشقة المتيمة بحبها هى وحدها، لتسمعه يقول بعدما قبل يدها بنبل:

"أعتقد كدا نسيمي جاهز؟".

تبسمت له بحبور تحاوط ذراعه و يدها تشتد على إمساكه بغير قصد و لكنها لم تبتأس فهو طوق نجاتها، نجحت بفضله بتوجيه حركاتها المفاجئة له هو و لشخصه هو، و هو كان أكثر من سعيد و مرحب، نظر لولده الممسك بثوب والدته بحب و قال:

"ها يا مروان جاهز؟".

ليومأ له طفله الصغير بحماس، فكما أخبرته والدته نسيم أن والده الدكتور راغب هلى وشك تسلم جائزة ما، ليردد بفرح:

"أيوه يا بابا جاهز".

إنحنى راغب يحمله مقبلًا وجنته، ليعترض طفله و قال:

"لا يا بابا متشلنيش أنا خلاص كبرت".

لينظر له والده بتعجب، ليكمل هو و قال:

"أنا عايز أحمي ماما من الناس الوحشة اللي بيزعلوها و أمشي جنبها".

إنحنت هى تقبل وجنته و تحتضنه بحب و عينيها دمعت بفرحة، كم كانت تتوق منذ زمن لرغبة طفولية كهذه، بادرة لطيفة تثلج قلبها المكلوم المحترق من نظرات الأشخاص المشمئزة النافرة، لا تعلم لما الآن تحركت دموعها، فهى قد وجدت ذلك فى زوجها الحبيب، و لكن كلمات طفلها كان لها رونق آخر و شعور لذيذ، أما راغب فقد نظر لولده بفخر مربتًا على كتفه ذلك الصغير الذي لم يتجاوز الستة أعوام أضحى حارسًا مغوارًا يستأمن هو زوجته معه.

إستقام يمسح دموع نسيم و قال:

"و لو إني بحرم نفسي من لمعة عينيكِ اللي سبحان الله مش بتقل حلاوة و لكن بتزيد، لكني مش بحب أشوفك حزينة يا نسيمي".

ليكمل و قال و هو يقبل رأسها:

"لو العالم كله رفضك يا نسيم، هفضل أنا راغب فيكِ، و مش هحب أي حد يشاركني فيكِ مع ابني، ساعات الرفض بيكون أحسن من مية قبول، ولا إنتِ طمعانة في قبول حد غيري".

تبسمت بحب و قالت:

"و أنا مش راغبة في حاجة غيرك يا راغب كفاية إنك و مروان معايا".

ليبتسم بحب و قال جملتها الشهيرة:

"يا ويل قلبي من جمالك يا نسيمي العليل، يا من جئتِ فى أوج أوقات الرفض لتصبحي رغبتي الوحيدة".

ثم أحاطها بذراعه يمشي جوارها و هى تمسك بيد طفلها تحضر أحد أسعد أوقات حياتها و هى تراه يتقلد جوائزه مع تميمة حظه.
⁦♡_________________________________________♡

بعد إنتهاء حفل التكريم كان راغب يجلس خلف عجلة القيادة و بجواره نسيم و بالخلف يجلس مروان بجانب الجائزة و شهادة التكريم و على وجهه بسمة واسعة بشوشة فخور بوالده أقل كلمة تصف مكنونات قلبه الصغير.

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن