الفصل الرابع و العشرين: مخاصماك و إبعد عني أنا مش طايقاك!.

496 56 61
                                    

كانت الفتيات جالسين سابحين في أفكارهن، عندما أتت نسيم بنظراتها الحالمة بعدما قضت وقتًا إقتنصته من الزمن بكل تعنت كي تنعم فيه بالدفئ بين أحضان ذلك الراغب بها، إبتسمت بخجل كلما لاح بتفكيرها تعامله الهادئ معها، و الذي لا يذهب عنه فتظل أربعة و عشرين ساعة خجلة بهذه الحمرة المسكرة الذي عندما يراها يقول لها:

"يا ويل قلبي من نار خدودك اللي بتاكله زي الجعان".

ليزداد خجلها مرة أخرى بكلماته التي يلقيها على مسامعها، ليتعاظم الفخر داخل قلبه بأنه هو من أمسك أولًا و أخيرًا بيدها الصغيرة جاعلًا إياها تختبر العالم بكل مشاعره اللذيذة الطيبة على القلب لأول مرة بين أحضانه و على يديه.

خرجت من ذكرياتها على أصواتها الصاخبة التي تخرج من فمها بدون إرادة منها، لتنظر لهن بحرج و لكنها لم تحصل على أية رد فعل، لتعلم بأن ما يشغل بالهن أكبر بكثير من الإكتراث لضوضائها، لترى بينهن وجه جديد و كانت كريستين التي تنهمر دموعها بصمت.

لتتوجه نحوها بحرص، و قد وضعت يدها على كتفها بخفة تربت عليه، لتفزع الأخرى و تنظر لها بفزع و تقول:

"إنتِ مين؟".

حركت نسيم رأسها عدة مرات ثم قالت:

"أنا أسفة، أنا نسيم، بنت خال يزيد و يزن و يوسف".

نظرت لها بعدم فهم، فمن هؤلاء؟، لتطالع نسيم الصليب المعلق بسلسلة حول رقبتها ثم قالت:

"دول أصحاب ماثيو".

لتهز رأسها و قالت ببسمة خافتة محرجة:

"آه إزيك، انا أسفة، أنا إسمي كريستين".

ليخرج صوت نباح كلب من نسيم ثم قالت بحرج:

"أنا أسفة بس....".

لتعالجها كريستين ببسمة لطيفة ثم قالت:

"ميهمكيش يا بطلة، بتحصل عادي، بعدين عادي معملتيش حاجة غلط علشان تعتذري، باين عليكِ مسمعتيش محاضرة دكتور راغب لما كان بيشرح الرسالة بتاعته عن متلازمة توريت كانت حلوة قوي و غيرت مفهوم كل اللي كانوا حاضرين".

لتنظر لها نسيم لها و قالت:

"و إنتِ تعرفي دكتور راغب منين؟".

لتقول كريستين بحماس و قد إستعرت حماس باقي الفتيات و هي تخرج هاتفها:

"دكتور راغب هو مدير المستشفى اللي بنشتغل فيها، قاسم نصها للعلاج الطبيعي و نصها الثاني لعلاج الأمراض النفسية و المتلازمات، و من فترة كان بيناقش رسالة الماستر بتاعته، حتى بصي أنا مصوراها".

أخرجت الهاتف و أعطته لها لتأتيها مناقشة راغب على رسالته التى كانت تعتقد أنها وسيلة لنيلها، و لكنها لم تعلم أن الرسالة كانت هى الوسيلة لكي يحث الناس كي يعاملوها معاملة خاصة، فأي محارب يقوى على رؤية بلاده تنهار؟!، و أي محب يصمد أمام دموع من يحب؟!، كيف يصمد هو أمام الألم المحتل قلبها؟!، كيف يصمد أمام دموعها التي تحرق قلبه بين أضلعه؟!، لن يقدر سوى بأخذ خطوة هجومية، و كانت تلك الرسالة هى الوسيلة لذلك.

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن