وقع خبر إصابته عليهم كصاعقة أقوى من البرق و إكثر، أما هى فكانت تنظر للطبيب تكذب ما يتفوه به، كيف و متى و لماذا و أين، كانت تناظرهم جميعًا، و كأنها وضعت فى عالمهم عنوة عنها و كأنها لا تعرف كيف تتصرف.
ليخرج سؤال مثقل من فم يوسف قائلًا بأمل و ترجي:
"طب هو مفيش أمل يا دكتور؟".
ليجيبه الطبيب بعملية:
"فيه أمل بس مش دلوقتي، دا بيتحدد بنفسية المريض و مدى إقباله على العلاج و ساعتها هنشوف متبرع بالقرنية و الشبكية و هنبلغكم".
لينظر يزيد و يوسف لبعضهما البعض و قال:
"طب هو ممكن يبقى متاح إمتى يعمل العملية؟".
ليجيبه الطبيب و هو يعدل نظارته الطبية:
"بيبقى بعد ٣ شهور و على حسب ما نلاقي متبرع كويس".
ليتمتم يزيد بالشكر للطبيب و هو يرى الترولي حاملًا فراش أخيه الصغير ناحية الغرفة المجاورة، ليرى بعدها تقدم ريم و جنات التى خرجت من غرفتها بعدما علمت من الحادث، لترى نظراته التي يوجهها نحوها يجمود.
توجهت ريم ناحية يوسف تقول بلهفة:
"يوسف يزن عامل إيه؟، هو كويس؟".
لينظر لها يرى لهفتها على من حرمها من حياة سوية منذ الصغر، لا يرى بها سوى قلق أخوي خالص و كأنها نست كل ما حدث، لتمسك يده بقوة و هى تبتسم بحب له و كأنها قرات أفكاره، لتقول بحب و إبتسامة:
"يوسف، أنا مش زعلانة كفاية إننا سوى و متقلقش هو هيكون بخير متقلقش".
ليشدد من قبضته على يدها ببسمة ممتنة لأنها نجحت فى إحتواء بعضًا من قلقه، أما عن جنات كانت تنظر ليزيد بإعتذار و هى تحمل نفسها اللوم على ما حدث، فهذه الحادث حدثت بسببها و الأخوة قد أخذ الخصام مأخذًا من قلبهما.
أما هو كان يطالع لومها المتجلي بعينيها بجمود، يتمنى لو تخلع عنها هذا الرداء و ترتدي رداء القلق عليه و أن تواسيه لو بنظرة محبة مشجعة كما فعلت ريم مع أخيه، لما على قصته معها أن تكون صعبة؟، لما أمر ترويض حزنها و لومها صعب لهذه الدرجة؟، و لكن لما يلومها و هى من إعتادت إرتداء هذا الملبس و لم تجد غيره ترتديه بعدما حرمت من تجربة أي شئ غيره.
ليأخذ خطوة المبادرة هو مرة أخرى و توجه ليقف أمامها، ليسمعها تقول بهمس:
"عارفة إنك مش عايز تشوفني تاني و إنك لو شوفتني هتقتلني، بس أنا جاية أعتذر عن اللي حصل بسببي".
لينظر لها بسخرية و هو يطالعها، حقًا تعتقد بأنه يود قتلها؟!، و هو من يسقط صريعًا لو لاحت نظرة غير مقصودة من عينيها لوجهه، ليشعر بأنه وجهه يشرق كالقمر عندما تسقط الشمس عليه و هو لا يتحمل سطوع كل هذا الجمال مرة واحدة على وجه، تعتقد هى بأنه قادر على رمي كل هذا خلفه و يكرهها لدرجة قتلها؟!، ليجيبها بجمود و غيظ:
أنت تقرأ
ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"
Romanceالحياة، و آه من تلك الحياة التى تعملك بطُرِقها القاسية مسببة لك جروح، و تتعدد تلك الجروح، منها التى تتعلم منها، و منها التى تُثْقِل معدنك، منها التى تُزين حياتك تذكرك بقوتك، منها التى تظهر واضحة على وجهك تذكرك بما مضى، منها من تدفنك أسفلها كاتمة على...