الفصل الثامن عشر: مفترق طرق!.

549 57 30
                                    

وقع خبر إصابته عليهم كصاعقة أقوى من البرق و إكثر، أما هى فكانت تنظر للطبيب تكذب ما يتفوه به، كيف و متى و لماذا و أين، كانت تناظرهم جميعًا، و كأنها وضعت فى عالمهم عنوة عنها و كأنها لا تعرف كيف تتصرف.

ليخرج سؤال مثقل من فم يوسف قائلًا بأمل و ترجي:

"طب هو مفيش أمل يا دكتور؟".

ليجيبه الطبيب بعملية:

"فيه أمل بس مش دلوقتي، دا بيتحدد بنفسية المريض و مدى إقباله على العلاج و ساعتها هنشوف متبرع بالقرنية و الشبكية و هنبلغكم".

لينظر يزيد و يوسف لبعضهما البعض و قال:

"طب هو ممكن يبقى متاح إمتى يعمل العملية؟".

ليجيبه الطبيب و هو يعدل نظارته الطبية:

"بيبقى بعد ٣ شهور و على حسب ما نلاقي متبرع كويس".

ليتمتم يزيد بالشكر للطبيب و هو يرى الترولي حاملًا فراش أخيه الصغير ناحية الغرفة المجاورة، ليرى بعدها تقدم ريم و جنات التى خرجت من غرفتها بعدما علمت من الحادث، لترى نظراته التي يوجهها نحوها يجمود.

توجهت ريم ناحية يوسف تقول بلهفة:

"يوسف يزن عامل إيه؟، هو كويس؟".

لينظر لها يرى لهفتها على من حرمها من حياة سوية منذ الصغر، لا يرى بها سوى قلق أخوي خالص و كأنها نست كل ما حدث، لتمسك يده بقوة و هى تبتسم بحب له و كأنها قرات أفكاره، لتقول بحب و إبتسامة:

"يوسف، أنا مش زعلانة كفاية إننا سوى و متقلقش هو هيكون بخير متقلقش".

ليشدد من قبضته على يدها ببسمة ممتنة لأنها نجحت فى إحتواء بعضًا من قلقه، أما عن جنات كانت تنظر ليزيد بإعتذار و هى تحمل نفسها اللوم على ما حدث، فهذه الحادث حدثت بسببها و الأخوة قد أخذ الخصام مأخذًا من قلبهما.

أما هو كان يطالع لومها المتجلي بعينيها بجمود، يتمنى لو تخلع عنها هذا الرداء و ترتدي رداء القلق عليه و أن تواسيه لو بنظرة محبة مشجعة كما فعلت ريم مع أخيه، لما على قصته معها أن تكون صعبة؟، لما أمر ترويض حزنها و لومها صعب لهذه الدرجة؟، و لكن لما يلومها و هى من إعتادت إرتداء هذا الملبس و لم تجد غيره ترتديه بعدما حرمت من تجربة أي شئ غيره.

ليأخذ خطوة المبادرة هو مرة أخرى و توجه ليقف أمامها، ليسمعها تقول بهمس:

"عارفة إنك مش عايز تشوفني تاني و إنك لو شوفتني هتقتلني، بس أنا جاية أعتذر عن اللي حصل بسببي".

لينظر لها بسخرية و هو يطالعها، حقًا تعتقد بأنه يود قتلها؟!، و هو من يسقط صريعًا لو لاحت نظرة غير مقصودة من عينيها لوجهه، ليشعر بأنه وجهه يشرق كالقمر عندما تسقط الشمس عليه و هو لا يتحمل سطوع كل هذا الجمال مرة واحدة على وجه، تعتقد هى بأنه قادر على رمي كل هذا خلفه و يكرهها لدرجة قتلها؟!، ليجيبها بجمود و غيظ:

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن