الفصل الثامن: هنالك حائل بيننا!.

621 57 52
                                    

كان يتحرك بين الطاولات بإبتسامة جميلة و مهنية سحرت كل من في المقهى، أما هى فكانت واقفة تعد الطلبات براحة كبيرة عما كانت تفعل فى تقديمها لهم، أما هو فكان يطالعها من بعيد و كأنهما هما فقط الموجودين فى المكان، يرمقها بإبتسامة جميلة و هو يرى حركات رأسها و جسدها تكاد تكون قليلة عندما إرتاحت بعض الشئ، ليعود بعد ذلك لتلقي طلبات العملاء و تقديمها مرة أخرى.

ليتناهى لمسامعه سؤال زبون يظهر عليه العبث و هو يقول:

"هو مش كان فيه بنت كدا كانت شغالة هنا؟".

ليجيبه راغب و قال برفعة حاجب:

"أيوه حضرتك عايز حاجة منها يعني؟".

ليقول الشاب بعبث:

"لا أصلي إستغربت أنها مش هى اللي طالعة تخدم علينا، هى كانت مكنة بس الحركات اللي بتعملها علينا بوظتها خالص".

لتفور الدماء بجسده بالكامل، ليمسك الشاب من هندامه المرتب و قال بقسوة:

"تخدم على مين يا روح أمك، مفيش حد هنا بيخدمك، و إن كنا هنخدم حد فهنخدم على الناس المحترمة مش على أشكالك يا زبالة".

ليقول الشاب محاولًا تجميع ربطة جشأه:

"إنت عارف بتكلم مين؟".

ليجيبه راغب و هو يتوجه به لباب المطعم و يطرده:

"لا محصليش القرف الحمد لله، و أتفضل من غير مطرود".

أما هى فكانت تراقب و تسمع كل شئ، ليدلف لها بغضب باحثًا عن قارورة ماء ليكتم بها غيظه و يطفئ نيران غضبه المشتعلة، لتقول هى بهمس خافت وصل لمسامعه:

"عملت ليه كدا؟".

ليطالعها بإستهجان و إستنكار و قال:

"و ليه معملش كدا؟، عايزاني أطبطب عليه يعني و هو بيغلط فيكِ؟!".

لتنفي هى برأسها خافية إبتسامة خجلة لموقف دفاعه عنها، فهو يعتبر من ضمن الأشخاص القليلين الذين دافعوا عنها خارج إطار عائلتها و قالت:

"لا بس إستغربت اللي حصل".

ليجيبها هو و قال:

"مش معنى إن فيه ناس قليلة بتدافع عن الغير يبقى إن دا غريب، الصح اللي بيعملوه قليل و لكنه يظل صح، و مش معنى إن اللي بيعملوه قليلين يبقى هو الغلط، الفكرة مش في العدد يا نسيم، الفكرة فى مفهوم الصح و الغلط نفسه".

ليتنهد و قال مسترسلًا:

"الغلط مفيش أسهل منه، و الصح عايز شجاعة كبيرة و مش كله بنفس قدر الشجاعة دي، او بلاش نقول شجاعة، ممكن تخليها بجاحة، و البجاحة فى الصح مش غلط، لكن لو غلط تبقى مكابرة و غباء و أنا مش كدا".

ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن