فصل طويل أهو تعويض عن فصل إمبارح❤️✨، متنسوش الڤوت و الكومنت برأيكم و توقعاتكم، دمتم بخير و سالمين ✨
كان جالسًا على كرسيه الهزاز مغمضًا عينيه، يتذكر طفولته الحزينة مع والدته الراحلة، فلقد كانت لطفولته نصيبًا عزيزًا فى تحوله لهذا الشخص العنيف المتجبر، كان يترآى لعينيه صورتها و هى تجلس بخواء تطالع الأفق شريدة غير واعية لما يدور حولها، و أسفل قدمها يجلس طفل صغير يلعب بألعابه الصغيرة بمرح، ليقول لها بحماس:
"أمي تعالي إجلسي إلعبي معي".
لكنها لم تخرج منها أي إلتفاتة، ليستقيم هو بصعوبة نظرًا لجسده الطفولي الممتلئ بعض الشئ ليستند على قدميها و قال مكررًا عرضه بحماس:
"أمي هيا نلعب سويًا".
أما جسدها فكان يرتجف أسفل يديه الصغيرة، تنظر له بأعين زائغة ترى بعينيه صورة و عين من سلب منها ما تملك و كان نتاجه هذا الطفل الصغير، لتبتعد عنه بإرتجاف و ذلك اليوم ينعاد أمامها بقوة، لتغمض عينيها و تضع يدها على أذنها لعلها تفصل أذنها عن سماع تلك الأصوات و الضحكات المرذولة.
لتبدأ فى الصراخ الذي قطع أحبالها الصوتية لعل صوتها يجعله مشفقًا عليها و يرحمها من ذلك العذاب المرير بعد أن فشلت هيئتها فى تحريك شفقة شخص مثله، أما ذلك الطفل الصغير، كان يقترب من أمه بدموع و خوف و هو يربت على ظهرها بروية، و لكنه بدون أن يعلم كان يزيد الأمور تفاقمًا فهى حبيسة ماضيها السئ و ذكرى إغتصابها تمر أمام عينيها، و كانت لمسات الصغير المهدئة كجمرات نار تطبع وشومًا على جسدها و تتفاعل مع ذكرياتها لتجعلها حقيقية و كأن الماضي ينعاد مرة أخرى.
ليصعد والده إيمانويل و هو يرى ذلك المنظر لا يعلم من يهدأ أولًا، ليحتضن تلك الصارخة و هو يهدأها و قال:
"ليزا عزيزتي إهدأي، كل هذا من الماضي، أنتِ هنا، إفتحي عينيكِ"
ظل يربت على ظهرها و هو يحتضنها و الدموع تترقرق بداخل عينيه على ما فعله شقيقه بنجامين بتلك الفتاة، ليتولى هو أمر إصلاح كل شئ بعدما علم بأنها تحمل بين أحشائها طفلًا، لن و لم يكن له ذنب بما حدث، و قد كان لعينيها سحر آخر أضفته هى على قلبه، تلك العيون الذابلة التى جافها الشعور بالسعادة و الحب، وعدها بحياة جديدة و رغدة، و لكنها بعيدة كل البعد عن تلك الحياة و تلك الوعود.
هدأت رويدًا رويدًا بعدما إنتهت نوبتها، ليحتضن إيمانويل ذلك الطفل الصغير الباكي قائلًا:
"إهدأ يا عزيزي اللطيف، ماما بخير، أنظر".
ليقترب راغبًا فى التنعم بين جنبات حنان قلب الأم الذي لطالما رأى أقرانه يتمرغون بثراه متنعمين بالدفئ بين ضواحيه، و لكن كل ما حصل عليه هو إبتعادها عنهما و تكورها حول ذاتها برفض لأي شخص يقترب منها، تناظرهم برعب و تعب، فهى ليس بها شئ تلبي بها رغباتهم، فمنبع مشاعرها جف و لم يعد ينبض بأي شئ، فكيف تبادل الصغير بالحنان، و كيف تبادل ذلك الكبير بحياة جديدة.
أنت تقرأ
ندبات تظل للأبد (ترويض الماضي) الجزء الثاني من رواية أتلمس طيفك "مكتملة"
Romanceالحياة، و آه من تلك الحياة التى تعملك بطُرِقها القاسية مسببة لك جروح، و تتعدد تلك الجروح، منها التى تتعلم منها، و منها التى تُثْقِل معدنك، منها التى تُزين حياتك تذكرك بقوتك، منها التى تظهر واضحة على وجهك تذكرك بما مضى، منها من تدفنك أسفلها كاتمة على...