لنكف عن قول الأكاذيب ، نحن نخدع أنفسنا فقط
....φ(︶▽︶)φ....احذري عندما تكونين سعيدة جداً ، القرارات السيئة تأخذينها حينها كقرارات صحيحة
لقد سمعت هذه الجملة من جدتي عندما كانت تتحدث مع جارتنا ، كانت عزباء و تعيش وحدها ، تحت كومة من الإشاعات تحت باب منزلها ، تمسحه في كل صباح عندما تذهب لسقي أزهارها الحزينة ، و في الليل تجتمع مجدداً و يتخيلون أصواتاً تأتي خلف بابها ، أو ملابس رجال في أكياس النفايات ، حتى شكوا من العطر الذي يفوح منها ، بالرغم من أنني أشمه على الدوام عند رؤيتها ، خليط من الفراولة و الخوخ ، ولكنهم يزعمون بأنها رائحة الرجال
هي لم تبدي أي اهتمام للإشاعات بالرغم من وقوفها أمام عتبة منزلها ، كان بالها دوماً منشغلاً في شيء و كانت تبتسم أمام نفسها في بعض الأحيان ، لم أعرف قصتها ، و لم تخبرني جدتي لما قالت هذه الجملة لها ، هي فقط قالت بأن النصيحة شيء مجاني و لا يشترى
بعد أسبوع من هذه النصيحة المجانية وجدناها منهاره على السلالم ، تبكي بصوت عالي و تنتحب باسم شخص ، تمنع الجميع من لمسها ، كانت تتحدث بلغة لا يفهمها أحد ، و كانت ترى لوناً لم نكن نراه ، هكذا اختفت ذلك اليوم ، و بقى منزلها مهجوراً لزمن طويل
بعض الأحيان أتذكر هيئتها عندما كانت على السلالم ، كانت غريبة ، غير مألوفة ، و كانت تنظر الينا بالمثل ، كأننا غرباء ، أشخاص غير مألوفي الوجوه ، تبحث بيننا عن وجه مألوف ، و تتأكد أكثر بأنها لم تجده ، ذلك الشخص لم يعد موجوداً في حياتها
لقد سارت الرياح على كومه الغبار و بعثرته في غرفتها ، كروحها المبعثرة و قطعها المتناثرة على السلالم ، أعينها الدامعة تظهر أمامي ، تجعل رؤيتي ضبابية للجسد الملتصق بي ، ولكني لم أكن أشم رائحة الفراولة و الخوخ خاصتها ، بل رائحة القرفة ، و رائحته هو
متكورة بين ذراعيه و جسدينا ملقيان على أرضية غرفة المعيشة الصلبة ، لا أقول شيئاً ، وهو لا يقول شيئاً ، صمت مريح يتجول في الجو ، هدوء يعاكس الصرخة الموجودة في عقلي ، الصرخة التي تندفع من عقل جيمي ، يداه مدفونة بداخل شعري ، يحركها قليلاً ، و يحك ظهر رقبتي كالقطط