22 |غرفة ثنائية القطب|

511 95 28
                                    

في اليوم التالي أخبرتُ ميلانير أنني سأعود إلى المنزل لأستحم وأبدل ملابسي، رغم أنني كنتُ أفعل ذلك في غرفة ميلانير وكان ميشيل يجلب لي الملابس، ولكنني تحججتُ ببعض الأشياء وذهبت.

تركته نائما في الصباح، أوقفتني سيارة الأجرة أمام قصر عائلة أنطونيوس، وسمح لي الحرس بالدخول، كان المنزل أكثر هدوءاً وفهمتُ من أحاديث الخدم أن الضيوف سيغادرون في الغد، لذلك سهروا البارحة لوقتٍ طويل والجميع نائمٌ الآن.

أخذتُ المصعد قبل أن تلتقطني أنظارهم، وضغطتُ على زر الطابق الثاني.

هذه المرة الثالثة التي أدخل بها إلى هنا، في إحدى المرات كنتُ مع جاي النائم بين يدي، وفي يومٍ آخر كان ميلانير مريضاً جداً، لذلك عملياً كلتاهما لم تنتهِ على خير.

دخلتُ الممر الذي أشار له أندرياس، ومشيتُ سريعاً نحو الغرفة الأخيرة قبل أن تستيقظ إليشيا أو إيريس أو والدي ميلانير، ولكني كنتُ مرتاحاً أكثر لأن الحرس قالوا أن الجميع يغط بنومٍ عميق.

سحبتُ المفاتيح من جيبي، ارتجافٌ صغيرٌ مر في أطراف أصابعي، أنا لم أكن أبداً في غرفة شخصٍ آخر لوحدي دون أن يكون موجوداً حتى لو أنني هنا بإذنه، وطوال السنوات الماضية لم أدخل غرفة أندرياس في منزلنا ولا لمرةٍ واحدة، لأنني أردتُه أن يحترم خصوصيتي، فبدأتُ بفعل المثل.

أدرتُ المفتاح في القفل، تشنجٌ حادٌ في معدتي، وفتحتُ الباب متمالكاً أنفاسي، لقد أردتُ هذا بشدة، لم أستطع النوم لأيام بسبب هذا اللغز، سر موت الرجل الحي.

حين فتحتُ الباب قابلتني صورةٌ كبيرةٌ لأندرياس على الفور، جفلتُ لثانية لأنني شعرتُ وكأنه يقف أمامي، ولكني تمالكتُ نفسي وأغلقتُ الباب مقفلاً إياه مجدداً.

الباب أوصلني لممرٍ آخر، ممرٌ صغيرٌ فيه بابين مشابهين للباب الأول ووجدتُ أفكاري تحصرني في هذا الممر الصغير بين ثلاث أبواب، صورة أندرياس تحدق بي مباشرةً، مثل أجواء أفلام الرعب، رغم أنه مجرد ممر ولكن هذا التصميم كان غريباً على القصر، أنا لم أكن في مكانٍ مثل هذا من قبل، لم أكن خائفاً، ولكن لو أن شخصاً لمسني أو هاتفي اهتز في جيبي أو حتى لمست الرياح الباب ورائي أو أمامي لجزعت، كنتُ بهذا القدر من التوتر...

استطعتُ أن أفهم لم أعطاني أندرياس ثلاثة مفاتيح، وعلى الفور فتحتُ الباب الثاني، ودخلتُ بخطواتٍ بطيئة..

وجدتُ نفسي في غرفةٍ كبيرةٍ وضخمة، سريرٌ واسع بملاءاتٍ رمادية وستارةٍ خضراء فاتحة، مكتبٌ كبيرٌ على الجانب اليميني، ودستةٌ من المستندات مرتبة بشكٍل تصاعدي حسب الحجم تستند على طرف المكتب، وحاسب محمولٍ مغلق بدا من نوعيةٍ قديمة.

هذه غرفة أندرياس إذاً، بينما على الجانب اليميني خزانةٌ كبيرة وباب، وأي شخصٍ يمكن أن يلاحظ أن هذا الباب يوصل لنفس الوجهة التي يوصل لها الباب الآخر في الممر الصغير.

City of gamblers | مدينة المقامرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن