خرجتُ من القرية أحمل على عاتقي الكثير من الأفكار والذكريات والأمور التي حرمتني من النوم لساعاتٍ طويلة، عدتُ للمدينة أنا وميلانير، ومعنا عدة سيارات مخصصة للنقل أرسلها أندرياس من المدينة لتحمل كل ممتلكات المنزل إلى منزلي الجديد.
كنتُ أعلم أن هذه الأشياء كلها تكلف نقوداً، ولكن أندرياس قال أنه تكلف بالأمر وأن شركة النقل هذه من أصدقاء عائلته، كانت كذبةً طبعاً لأن ميلانير لم يعرف هذه الشركة، وبطبيعة عمل ميلانير المباشرة مع روس فقد كان يعرف أكثر من مجرد فتىً صغير بالعائلة.
حين وصلتُ للمدينة بقيتُ أنا وأماليا في منزل عائلة أنطونيوس لعشر أيام، خلال هذه الفترة وجدتُ منزلاً بالمواصفات التي أردتُها، أنهيتُ كل المعاملات الورقية وساعدني زوج ليليث على ذلك بعد أن تعرفتُ عليه، وخلال هذه الفترة أيضاً أنهيتُ كل الأعمال التي كُلفتُ بها من قبل عائلة أنطونيوس، وتسلمتُ الراتب الذي اتفقنا عليه من البداية، كان السيد بوريدروس متفهماً للظروف التي حصلت معي، وقال أنه سيأخذ فترة غيابي خلال وفاة والدتي عوضاً عن الفترة التي أخذتها العائلة مني وأنا أعتني بميلانير. كان ذلك النوع من الجمل الذي يقوله أندرياس وليس بوريدروس، وعرفتُ أنه تحدث معه عن الأمر قبل مجيئي.
كان منزلي الجديد يشبه القديم كثيراً، الطابق العلوي يحوي أربعة غرف، واحدةٌ لي وواحدة لأماليا، وتركنا اثنتين لأندرياس وللضيوف في حال جاء أحدهم للمبيت عندنا، أما الطابق الأرضي ففيه غرفة جلوس ومطبخٌ كبيرٌ متصلٌ بغرفةٍ لتناول الطعام.
هذا يومي الأول هنا بعد أن أنهيتُ كل شيء، رميتُ بجسدي على الأرض بإرهاق ومقابلي جلس أندرياس وميلانير، بينما غابت توانا قليلاً تتحدث على هاتفها لتخبر عامل توصيل الطعام بعنوان المنزل بدقة.
بعد لحظات عادت لتجلس بجانبي، ونظرت لي بابتسامةٍ صغيرة وقالت للمرة الأولى منذ عشرة أيام «مرحباً بعودتكَ للمدينة.»
نظرتُ لها باستغراب وما لبثتُ أن ابتسمتُ قليلاً، هي ترحب بانتقالي إلى المدينة، بينما يصعب علي أن أقول أنها كانت سبباً أساسياً في ذلك.
«لقد عدت..» قلتُ هامساً لتبتسم، ثم التفتت نحو أندرياس وأضافت «أردتُ إخباركَ أنني نجحتُ بكل امتحاناتي هذا العام، سنة واحدة وأتخرج.»
«صغيرتي المترجمة المذهلة..» قال أندرياس وهو يحيط كتفها بيديه بفخر، هو يعاملها كابنته حقاً.
رن هاتفه الموضوع على الطاولة معلناً وصول رسالةٍ جديدة، قرأها ثم أعاده لمكانه واقترب ليجلس في المنتصف بيننا ويقول «إيليشيا راسلتني وأخبرتني أنها ستجلب أماليا لرؤية منزلها الجديد لذا سأخبركم بما لدي قبل وصولها.»
«ما الأمر؟»
«في الحقيقة.. لقد قررتُ ألا أتحدث معكما عن هذا طوال الأيام العشرة الماضية فقد كنتما مشغولين جداً، ولكن علي إخباركم قبل أن أقوم بحركتي التالية، لأنني وجدتُ طريقةً لإزاحة روس من منصبه!»
أنت تقرأ
City of gamblers | مدينة المقامرين
Misterio / Suspensoالحياة مقامرة! حتى تعيشها عليكَ أن تضع على طاولة الرهان أشياء كبيرة، ثم تلعب بحذر. عليك أن تتوقع الخسارة، ومن الصعب أن تفوز! قد ترمي رهاناً أكبر من قدرة تحملك، وحين تخسره ستفكر أنه ليس بوسعكَ المتابعة، ولكنكَ تعود لتتابع، لأن الأمر مثل الإدمان. نحن...