36 |شعار العائلة|

593 99 14
                                    

صعدتُ للغرفة التي كانت لي في أشهر عملي هنا، رميتُ بجسدي على السرير أحدق بالسقف وأفكر بالمحادثة التي حصلت منذ قليل، وقاطعتني الرنات الخمسة للساعة على الجدار، بقي ساعتين ليبدأ الحفل بشكلٍ رسمي وعلي أن أكون جاهزاً في السادسة لأساعد أندرياس في بعض الأ...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صعدتُ للغرفة التي كانت لي في أشهر عملي هنا، رميتُ بجسدي على السرير أحدق بالسقف وأفكر بالمحادثة التي حصلت منذ قليل، وقاطعتني الرنات الخمسة للساعة على الجدار، بقي ساعتين ليبدأ الحفل بشكلٍ رسمي وعلي أن أكون جاهزاً في السادسة لأساعد أندرياس في بعض الأمور التي يريد إنهاءها في الساعة الأخيرة.

نهضتُ من مكاني بتثاقل ودخلتُ نحو الحمام، رميتُ ملابسي القديمة في حقيبتي ووضعتُ رأسي تحت المياه الغزيرة، أتذكر منذ أسابيع حين كنتُ أفكر أنني لا أريد أن أتمادى بالتفكير بالأمر لأنني كنتُ خائفاً أن تسيطر هذه الأفكار على حياتي، كنتُ أعلم أنني لستُ مقامراً جيداً وأنني سأخسر باللعبة، كنتُ أعلم أنني أنجرف ولكني تماديتُ، فكرتُ أن بوسعي ابتلاع كل شيء بصمت، ولكن في النهاية أُجبرتُ على التحدث مع أندرياس وإخباره بكل ما اكتشفتُه وما أشعر به حيال هذا، ولم أندم كما توقعت..

حاولتُ أن أنتزع ما تبقى من الآثار في داخلي، أجعلها تتدفق مع المياه نحو الأرضية ولا تعود مجدداً، حين أنهيتُ استحمامي وخرجت انتبهتُ للمرة الأولى إلى الملابس التي وضعها على الطاولة، بزة رماديةٌ فاتحة، ومعها كنزةٌ سميكة ذات قبةٍ عالية بلونٍ نبيذي داكن، أمسكتُ القماش الغالي أتحسسه بيدي قبل أن أرتديها، نظرتُ لنفسي في المرآة، كانت المرة الأولى التي ألبس بها هذا النوع من الملابس في حياتي، سواءً الكنزة بقبتها العالية، أو اللونين المذهلين مع بعضهما البعض، فكرة ارتداء بزة بحد ذاتها كانت غريبةً علي.

وجدتُ بجانب الطاولة علبتين، في إحداهما حذاءٌ جلديٌ بنفس لون الكنزة الداكن، وساعةٌ معدنية فضية، ضحكتُ لأن أندرياس لا يتجاهل أي تفصيلٍ على الإطلاق، تركتُ أغراضي في الغرفة ودسستُ هاتفي في جيب السروال ثم نزلتُ نحو الأسفل إلى الطابق الأرضي حيث سأنهي ما طلبه مني أندرياس.

كان أفراد العائلة كلهم هناك، بعضهم متوترٌ كثيراً، وبعضهم متحمسٌ لهذا اللقاء لأنه سيرى معارفه القدماء، شبان العائلة جميعاً ارتدوا بزات أنيقة وغالية، وحتى ميشيل لم يتهرب إلى المستشفى مثلما يفعل بالعادة، بينما نساء العائلة كنَّ في فساتين جميلة، يغلب عليها القماش المنسدل والألوان الداكنة والأكمام الطويلة، إلا أن كل واحدة منهنَّ بدت مذهلةً وجميلةً بطريقتها التي تعبر عنها، كان الأمر مثل احتفالٍ ضخم أكثر من كونه اجتماع وحسب، وبطريقةٍ ما.. كان المنزل أيضاً مليئاً بالحياة.

City of gamblers | مدينة المقامرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن