كانت أحد الأيام الصحوة في القرية، لذلك لم يكن هناك أي متجرٌ مفتوحٌ لأشتري الحلوى لشقيقتي الصغيرة، في هذا الوقت من السنة يغلق الجميع متاجرهم ويخرجون للتنزه أو لجمع المحاصيل من الحقول.
الشمس الحارقة سببت لي ألماً في رأسي بعد أن درنا أكثر من نصف القرية، وانتهى بي الأمر أنحني على أماليا التي تتشبث بذراعي وأسألها «ما رأيكِ أن نعد الحلويات في المنزل؟»
«ليس لدينا المكونات، وأمي قالت أنها لن تعود الليلة.»
«لا بأس.. لنبحث عن وصفةٍ سهلةٍ هنا وبالمكونات التي لدينا.» رفعتُ هاتفي ملوحاً في وجهها، وكان علي أن أكون ممتناً من الداخل لأن أندرياس أوصل خط إنترنت إلى المنزل منذ زواجه من والدتي قبل ثمان سنوات، كان ذلك غريباً في البداية ولكن حين قررتُ أن أشتري هاتفاً وجدتُ أن الشابكة مفيدةً جداً بالنسبة لشخصٍ يحمل العديد من المسؤوليات، وبعدها بأشهر بدأت بقية عائلات القرية توصل الإنترنت إلى بيوتها أيضاً.
بدا على أماليا الحماس للفكرة، وأمسكتُ بيدها مجدداً متوجهاً نحو المنزل محتمياً بظلال الأشجار من أشعة الشمس الحارة، كنتُ قد وعدتُها أن أشتري لها ما تريد من الحلويات لو أنها حصَّلت علامةً تامةً في اختباراتها.
السيارة الفارهة ذات اللون الأسود الداكن كانت مركونةً بجانب باب المنزل، وأندرياس كان يرتدي بزته البنية المعتادة ويخرج من الصندوق الخلفي العديد من الأكياس.
أفلتت أماليا يدها من بين أصابعي وركضت نحوه مناديةً إياه بـ«أبي» ليلتفت لها بابتسامةٍ واسعة ويعيد الأغراض لصندوق السيارة بينما يفتح ذراعيه ليحتضنها.
«سمعتُ أنكِ الأولى على مدرستك.» قال بينما يزيح شعرها البني الملتصق بجبينها لتضحك ملء فمها، مديح أندرياس كان يجعل أماليا تسعد وكأنها ملكت كل العالم.
رغم أن أهل القرية ينظرون لأندرياس كغريب أو كشخصٍ يتصرف بطريقةٍ خارجةٍ عن المألوف، ولكن بالتأكيد كان هناك العديد من النساء الشابات اللواتي يحسدن أمي على امتلاك رجلٍ مثله لم يروه إلا في المسلسلات المترجمة، بعض هؤلاء النساء كانوا من المعلمات في مدرسة أماليا، ولذلك كانت الصغيرة تعرف تماماً أن هذا الرجل الذي يمدحها ويدللها ويعاملها منذ كابنته الصغيرة ليس رجلاً عادياً، ولذلك أيضاً كان مديحه لها يجعلها تحلق فوق الغيوم فخورةً بنفسها.
كانت أماليا في العاشرة من عمرها، أي أنها عرفت أندرياس منذ وعت على هذا العالم، لم يكن من الغريب أن تناديه أبي، المذهل فقط كم كان يبدو سعيداً بسبب ذلك.
«مساء الخير أندرياس، تأخرتَ بالعودة اليوم.»
قلتُ وأنا أقترب من صندوق السيارة أحمل الأكياس التي اشتراها بينما حمل أماليا للداخل «عدتُ مبكراً ولكني لاحظتُ أن متاجر القرية مغلقة لذلك ذهبتُ للقرية المجاورة لشراء كعكةٍ لأماليا.»
أنت تقرأ
City of gamblers | مدينة المقامرين
Mystery / Thrillerالحياة مقامرة! حتى تعيشها عليكَ أن تضع على طاولة الرهان أشياء كبيرة، ثم تلعب بحذر. عليك أن تتوقع الخسارة، ومن الصعب أن تفوز! قد ترمي رهاناً أكبر من قدرة تحملك، وحين تخسره ستفكر أنه ليس بوسعكَ المتابعة، ولكنكَ تعود لتتابع، لأن الأمر مثل الإدمان. نحن...