كانت توانا مميزةً وسط الجميع، مشرقة، وجميلة، وبريئةً للغاية.
في القصر الكبير الذي امتلأ بالنساء والرجال الأغنياء الذين يقومون بأعمال لن أتجرأ طوال حياتي على التفكير بالقيام بها، كانت توانا مختلفةً عنهم جميعاً، جمعت شعرها بضفيرةٍ طويلة أسدلتها على كتفها، وارتدت فستاناً أزرقاً فاتحاً بلون السماء، بلون عينيها تماماً، ويملك لمعاناً يشبه النجوم.
حين وصل الضيوف بقيتُ برفقتها، وقفنا أنا وهي وميلانير وميشيل في المكان بجانب المسبح الكبير، والهواء القوي كان يحمل رذاذ الماء البارد ليصطدم بنا.
ميلانير تلقى توبيخاً من شقيقه لأنه لم يرتدي بزةً رسمية، ورفض بعناد أن يصعد ليبدل ملابسه أو يأخذ شيئاً من أخويه الأكبر، في النهاية سمع أندرياس جدالهم وأخبر ميلانير أن ملابسه مناسبة وألا نعقد الأمور.
استمع الشاب إلى نصحيتي وارتدى قميصاً أبيضاً مع سترةً جلديةً وسروالاً باللون الأسود، انتزع السلسلة الفضية السميكة من عنقه والخواتم الكثيرة من بين أصابعه، ووقف معنا يحيط كتف ميشيل بذراعه وهو يشير بعينيه إلى كل شخصٍ يدخل ويعرفنا عليهم، ابن أحد الوزراء، سياسي كبير مؤثر في البلاد، رئيس إحدى العائلات التي تعمل في نفس المجال، ووصل بالكلام لـ «هذا الشاب يعمل كقاتلٍ محترف ينهي حياة من يهددون الأمان حين لا نستطيع أن نجد دليلا نواجههم به أمام القضاء.»
اصفر وجه توانا وهو يقول تلك الجملة لينظر لها ثم ينفجر ضحكاً ويضيف «كانت مزحة، لسنا في غابة.»
وعلى الفور ضربتُه على كتفه، بينما ألقيتُ نظرةً متفحصةً على الشاب ذو الشعر البني الطويل الذي يربطه للوراء وأبعدتُ عيني عنه سريعاً قبل أن يشعر بي، بتُ أعرف ميلانير جيداً وأعرف أن معظم مزحاته ليست سوى حقيقةً محضة، نحن في غابة، ويمكن لهذه العوائل والشخصيات التي هنا أن تقتل من يهددها، هذا مرعب.. ولكنه حقيقيٌ وعليَّ تقبله، ربما الشيء الوحيد الذي يصبرني على الوقوف هنا أنني أعرف أنهم جميعاً يحاربون الأشخاص السيئين، قد يكونون أسوأ منهم، ولكنهم لا يؤذون أحداً طيباً، يخاطرون بحياتهم في بلدانٍ أخرى أو في عصاباتٍ خطرة لأجل الآخرين، وربما لأنني أثق بأندرياس حتى رغم أنه أقحمني بهذا دون أن أدرك.
«كيف تعرف وتحفظ كل هذه الشخصيات؟» ابتسم بتلاعب ورفع كتفيه بتفاخر «لا تستهن بمساعد رئيس العائلة من سنوات.»
«ربما كان روس محقاً حين لا يسمح لكَ بالنوم أحياناً.» قال ميشيل ساخراً وهو يضرب أخيه على صدره وبدا على وجه ميلانير علامات القرف على الفور.
«بالمناسبة.. السيد روس يناديك.» توانا قاطعت مزاحهما مع بعضهما، نظر ميشيل إلى المكان الذي تنظر له وكان روس بالفعل يشير له ليأتي، أشار على نفسه بصدمة ليومئ روس، أشار على ميلانير فحرك روس رأسه نفياً فأشار على نفسه مجدداً وعلى وجهه علامات الصدمة لأن روس يستدعيه هو.
أنت تقرأ
City of gamblers | مدينة المقامرين
غموض / إثارةالحياة مقامرة! حتى تعيشها عليكَ أن تضع على طاولة الرهان أشياء كبيرة، ثم تلعب بحذر. عليك أن تتوقع الخسارة، ومن الصعب أن تفوز! قد ترمي رهاناً أكبر من قدرة تحملك، وحين تخسره ستفكر أنه ليس بوسعكَ المتابعة، ولكنكَ تعود لتتابع، لأن الأمر مثل الإدمان. نحن...