20 |العائلة التي تدمن العمل|

574 97 12
                                    

حين استيقظتُ في الصباح وجدتُ شخصاً ما على الأريكة المقابلة، نهضتُ أفرك عيني وتبينت لي إيريس جالسةً هناك تعبث بهاتفها المحمول بملل.

«ماذا تفعلين هنا؟»

«يبدو أنكَ لا تستيقظ في الخامسة صباحاً دوماً.» ردت ساخرة دون أن ترفع نظرها إلي لألتقط هاتفي من الطاولة بالمنتصف وأنظر للوقت، كانت الساعة الحادية عشر، لا أعتقد أنني نمتُ لهذا الوقت طوال حياتي.

«سهرنا حتى الثالثة والنصف صباحاً ليلة البارحة، أين ميلانير؟»

كان سريره فارغاً، والغرفة بأكملها كانت غارقة بجوٍ باردٍ للغاية بسبب النوافذ المفتوحة.

«أخذه ميشيل ليقوم ببعض الصور له، سيعود بعد قليل.»

لم أجبها، ولمحتُ باباً بجانب الغرفة لأتوجه نحوه، كان الحمام كبيراً قليلاً بالنسبة للحمامات التي تكون عادةً في المستشفيات، غسلتُ وجهي جيداً، ومشطتُ شعري، خرجتُ لأقف بجانب النافذة أنظر للمدينة المزدحمة حتى عودة ميلانير وميشيل.

الصمت بيني وبين إيريس كان رسالتنا الوحيدة على عدم تفاهمنا، الحقيقة أننا لم نتحدث سوى مراتٍ قليلة، ولكنها في الأسبوع الماضي جاءت لغرفة ميلانير مرتين أو ثلاث، وتجاهلتني فيها تماماً، أخبرني أندرياس سابقاً أن هذه الطريقة الوحيدة للتعامل مع إيريس، هي لا تعطي الناس اهتماماً وحسب، تفكيرها منحصرٌ في عملها ونفسها، لا يمكنها التركيز على أشياء أكثر، لذلك قال أندرياس ساخراً أنها لن تحب أحداً أبداً.

بعد أكثر من ربع ساعة عاد ميلانير وميشيل، كان ميلانير يمشي ولكن ميشيل يسنده، اقتربتُ منه سريعاً وساعدتُه على الجلوس ليبتسم باتساع «تبدو مثل مومياء، ألم تنم جيداً؟»

«لا أريد سماع هذا منكَ أنتَ بالذات، ألم تنظر للمرآة اليوم؟»

«لسوء الحظ لم أفعل، أراهن أن الممرضات الجميلات كانوا يتقاتلن على مساعدتي بإغلاق قميصي.»

«أراهن أنهم هربوا من أول الممر.»

انفجر ميلانير ضاحكاً ورأيتُ ميشيل يبتسم، بينما اقتربت إيريس من ابن شقيقها الأكبر تسأله «ما به؟»

«ستظهر نتائج الأشعة بعد قليل.»

«لم يكن بوعيه في الصباح.»

«لا تقلقي، بعض الأدوية تؤثر على الأشخاص بشكلٍ مختلف، كان يعاني فقط من تأثيرات الدواء الجانبية.»

«أنتَ بلا قلب.» قالت ببرود ومجدداً ضحك ميلانير لأضيف مؤيداً كلامها «كل الأطباء يتكلمون عن الأمور بهذه البساطة.. متجاهلين أن شخصاً ما يتألم.»

«حين يموت بعض الأشخاص بين يديك، فلن يكون رؤية شخصٍ غير واعٍ كثيراً مشكلةً كبيرة.» ميشيل رد بهدوء ليسود الصمت بيننا، وضع محلولاً بجانب السرير وأشار لميلانير ليمد يده بينما زفرت إيريس وعادت للجلوس بنهاية الغرفة.

City of gamblers | مدينة المقامرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن