27 |غير مرئي|

651 94 18
                                    

طوال الأسبوع التالي لم ينم أندرياس في المنزل، ولكنه كان يعود كثيراً، وكان يستغل كل موقفٍ ليشاحن روس، وليثبت وجوده أيضاً..

واصلتُ العمل على علاقات المفاتيح، سلمتُ السيد بوريدروس في نهاية الأسبوع عشرين قطعة وهو العدد الذي أراده، وأخبرني أن أعود للعمل في الكوخ.

عودة أندرياس وترتهم جميعاً، لم يعد أحدٌ منهم يتحدث معي سوي بالعمل أيضاً، وروس أصبح يكرهني بشكلٍ خاص فقد كنت جزءاً من هذه العودة، أخبرتني إيريس أنه لم يقبل فكرة وجودي بينهم في البداية ولكن السيد بوريدروس استمع لطلب أندرياس بتوظيفي لأنه كان يشتاق له، وكانت هذه طريقته برؤية شخصٍ من طرفه.

لم يسأل أحد أيضاً أين يقضي أندرياس لياليه، بقي موضوع وجود أمي في المدينة وفي المستشفى سراً لم يعلم به سوي ميشيل ومارشال..

اتفقنا على قضاء سهرة في غرفة أندرياس هذه الليلة، واصلتُ العمل من الصباح في الكوخ لوحدي، أكمل الخزانات الخشبية وأركب بضعة أقفال وأحضرها لأثبتها في مكانها، صرتُ أعمل بشكلٍ مضاعف كمحاولة لتشتيت أفكاري، ولتعويض ما فاتني من العمل.

في السادسة مساءً سمعتُ طرقاً على الباب، ولأني أعلم أن كل العائلة تكون في فترة الغداء فكان من السهل توقع هوية الطارق.

«ادخلي.»

فتحت الباب ومدت رأسها تراقب الأجواء لأبتسم لها مما حثها على الدخول، قفزت فوق الأدوات المتناثرة حتى منتصف المكان وابتسمت «مساء الخير إدوارد.»

«مساء الخير توانا، ما الذي تفعلينه هنا؟»

«كنتُ في العمل.» حركت كتفيها بملل وبدا على وجهها علامات التعب.

«هل جعلكِ السيد روس تعملين لوقتٍ إضافي اليوم أيضاً؟»

«أجل.»

تنهدت طويلاً ثم جلست على بعض الأخشاب في المنتصف وبدأت تعبث بعلبة أدواتي الموضوعة بجانبها..

«ما بك؟»

«أفكر أن أترك العمل.»

تركتُ المطرقة من يدي ورفعتُ نظري نحوها باستغراب، أرجعت شعرها للوراء وتوترت قليلاً «بعد عودة أندرياس.. لم أعد أثق بأي شيء، لم أعد أعرف إن كان ما أقوم به صحيحاً أم خاطئاً.»

«أنتِ تعملين وتأخذين راتبك، وطالما أن العائلة لا تقوم بأعمالٍ سيئة فهذا ينطبق عليكِ، أنت لا تؤذين الآخرين.»

«أجل.. ولكنني أشعر أحياناً أنني أؤذي نفسي، وهذا مخيف.»

«لم؟»

«لا أعلم، ولكني أعتقد أنه مجرد شعور عابر، حين تنهك من العمل فكل كل ما تفكر به (لماذا أقوم بهذا الهراء)، وبما أنني أحقد حالياً على السيد بوريدروس والسيد روس، فبتُ أفكر أنني لم أعد أريد القيام بهذا الهراء.. أفكار مراهقة غبية.»

City of gamblers | مدينة المقامرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن