10 |القانون|

617 102 25
                                    

رنين هاتفي قاطع شرودي بينما أحدق بنقطةٍ غير ثابتةٍ في السماء أمامي وأفكاري التي أوصلتني للصداع انقطعت أخيراً بسبب رنين هاتفي.

أخرجتُ الهاتف من جيبي بانتظار رؤية اسم أندرياس أو أمي، ولكن رقماً غريباً توسط الشاشة لأعقد حاجبي باستغراب قبل أن أجيب، وعلى الطرف الآخر جاءني صوتٌ مألوفٌ لفتاةٍ لطيفة عرفتُها على الفور.

«هل يحتاج الأمر لهذا العبوس حتى تجيب على هاتفك؟»

«توانا؟»

«أوه، من الجيد أنكَ وفرتَ علي فقرة التعريف عن نفسي، كيف حالك؟»

«أنا بخير، أين أنت؟»

«بجانب مكان عملك.»

نظرتُ للأسفل لأجدها تقف بجانب المخزن الغير مكتمل مع كل مواد البناء التي تصنع الفوضى في المساحة الصغيرة المحيطة به، كانت تنظر للأعلى وحين تلاقت أعيننا لوحت لي بابتسامةٍ واسعة استطعتُ رؤيتها حتى على الرغم من أنني على بعد ثلاث طوابقٍ منها.

«ماذا تفعلين هناك؟ ستتسخ ملابسك.» قلتُ ساخراً، هذه ليست المكتبة لتعبث بكل جزءٍ منها.

«كنتُ أبحث عنك، ابقَ في مكانكَ، سأصعد إليك.»

قبل أن يتسنى لي إجابتها أغلقت الهاتف وتوجهت لداخل المنزل، وبعد دقائق سمعتُها تنقر على زجاج الشرفة ثم أطلت للداخل بابتسامةٍ صغيرة وهي تحمل بيدها عدداً من الدفاتر وفوقهم علبةٌ كرتونيةٌ دائرية.

«ماذا تفعلين هنا؟»

هذا لقاؤنا الثاني بعد حديثنا في المكتبة البارحة، ولكنها بدت منفتحةً وسعيدة.

«أمي صنعت كعكةً وطلبت مني أخذها معي، لم أستطع أن أرفض ولكن من المستحيل أن يأكل أحدٌ شيئاً ما من شخصٍ غريب، لذا هل يمكنكَ مشاركتي؟»

رفعتُ حاجبي باستنكار لما قالته ثم أشرتُ إلى نفسي بتساؤل «لم سأفعل ذلك؟»

«لأن أمي ستعتبرني بخيلةً إن عدتُ بهذا الشيء إلى المنزل، وإن فكرتُ بتقديمها للسيد بوريدرويس.. أوه! فقط تخيل كم حارسٍ سيوجه نظراته المرعبة إلي ويسألني عن نوع السم الذي وضعتِه بها.»

«ما نوع السم الذي وضعتِه بها؟»

«جالبٌ للسعادة ويساعد على تخفيف الهموم.»

قالت وهي تقترب لتقف مقابلاً لي ثم فتحت العلبة لتعرض علي شكل الكعكة المذهلة المزينة بأنواعٍ مختلفةٍ من الفواكه والكريما البيضاء وكأنها بذلك تثبت لي أنها تخفف الهموم، وضحكتُ مجدداً لأنها ثاني شخصٍ يفكر أن يقدم الحلويات لي بعد ميلانير الذي وضع كميةً مرعبةً في غرفتي اشتراها خجلاً من صديقه فقط.

«سآخذ هذه السموم بسرور.» قلتُ أخيراً لتبتسم بانتصار، أشرتُ لها للداخل وأضفت «رغم أن هذا الطابق للضيوف ولكني رأيتُ مطبخاً صغيراً، سنجد به ملاعقاً وسكينةً لنقطع الكعكة.»

City of gamblers | مدينة المقامرينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن