السادس والعشرون : رتيبه مبعثرة !

3 0 0
                                    

وإني لأشّدُ المحبينَ اليكِ
وحلاوةُ دُنياي تجتمعُ في عينيكِ

-
تَلَجْلج شيءٌ في داخلي ونزع مني السكن والأمن بقوة
شيء صَلد و متين يعتكِف صدري ويُثقلني
هنالك ثُقل يقبع روحي وصدري ، رغم انني لم اترك موضعي حتى لكن اشعر بهجيان داخلي وكأنني اركض واركض ولا اتوقف اركض بجنون اشعر انني اهرب وانازع للعيش واقاتل للبقاء على قيد الحياة واخوض معاركًا رغم انني لم اترك موضعي حتى ! تنفست وحاولت .. انني احاول تنظيم انفاسي لكن هنالك يأس يعتكف صدري وثقل يجعل من التنفس العادي متعبًا وغير محبب لي ، كما يدي لم استطع تحريكها مخدره بل كامل جسدي مصاب واشعر به لا يتحرك وانه جامد وثقيل ، شيء غريب !لكنني اعتاده اعتدت الاستفاقه على حال كهذا ولم اعتد السلم والراحه
افقت على سوء وتعب ، ارتجفت روحي بتعب عندما افقت من ألم وجسد ثقيل
قمت بفتح عيني افكر هل هو حلم ام واقع بغيض؟  كلاهما يؤلمان .. لا اريد أي منهم اريد مالم اعتد عليه مللت الاعتياد مللت التكرار مللت كل شيء..
دمعت عيني لسبب وبكيت دون مقدمات عندما بحثت عن هيبي ببصري المشوش وجسدي المرتجف كنت احاول الاستقامه بجسد متجمد لا يتزحزح او يتحرك.. اعتدلت فجأة رغمًا عني ادرك اني في المشفى هذا يعنني اننا اصبنا بفعل حادث وانه تأذى ايضا
تساقطت مني الاحرف ولم اتوقف بالبكاء اشعر بهزيمه ويأس وجهد وألم كنت اشد على الملاءه بوجع وحسره احاول النهوض لكنني لا استطيع لما يحدث هذا معنا فقط؟ لم؟ نحن الاثنان فقط؟ اكره ذلك لما عندما ننه شيء يبدا شيء اخر وعندما نتوقف عن امر يحدث امر اخر لم حقا علينا الخوض في كل هذا لما؟ هدأ كل شيء حولي عندما سمعت صوته وادركته ادركت انه معي
تأملته بعيني اراه يسند على النافذه ويتحدث على الهاتف بدا انه لا يرى ضجيجي ويصب بصره لما في الخارج ويغيب عني استقمت بسرعه اتوجه اليه .. نسيت انني لم اكن قادره على السير وهرعت اليه ورفعت يدي المخدره بعد ان نزعت الاسلاك عنها لم يشعر بي فزفرت براحه بينما لازلت ابكي ..
انه بخير ..يتحدث يقف وهو امامي الان
استدار الي اخيرا من احب وعانقني .. واعادني للحياة بهذا .. نحن بخير ، بخير لم نصاب اصابات خطره كنت اتفحصه واجبره على ان يعترف ان اخفى احدى اصاباته وان لم اخجل لجعلته ينزع قميصه لكنه اكد لي انه بخير لذا شعرت بالراحه كثيرا وتحسن حالي تماما لم اجد هاتفي فأخبرته ان يهاتف ديانا لأجلي ويخبرها وثم ليمان فمد هاتفه إلي وطلب مني فعل ما ارغب
وقال انه سيذهب لرؤية الطبيب اثناء هذا
قبل جبيني وذلك ماجعلني انكمش حبًا انه لطف سائغ احبه تلمست جبيني والبسمه اعتلت شفتاي ..
اشعر بتحسن رغم كل شيء .. الامر يسير بشكل جيد
ربما مجرد حادث السيارة لم تكن جيده ! اشعر بتناقض غريب اليوم ابكي ثم يرقص خافقي وهجًا ثم ابكي لا انهض ثم اهرول .. لا اعلم عقلي مشوش كثيرا !
حملت هاتف هيبي بصعوبه وادركت الالم للتو
فتأملت يدي بحسره وتعب ..
: الن تتعافين ابدًا؟ يصر الجميع على ايلامك
هاتفت ديانا وقبل ان تجيب
فتح الباب بقوة فأستقمت مبتهجه لرؤية ليم او هيبي لكن توقفت مكاني وتلاشت بسمتي ونظرت لمن اقبل لم يظهر كليا لكن لا اعرفه! ..
تقدم مغلقًا الباب خلفه واشار الي بالصمت
شاب اشقر طويل ووجهة محتقن غضبًا هذا ما علمته حاليا مما يعني انه اتى الى هنا إلي حقا ولم يخطأ الوجهة لذا توقفت بلا حركه فقط عيناي تتبعه اينما ولى
تابع السير وتأمل المكان حوله بتقيم ثم تهكم ساخرًا : انظر الى هذا .. هو لايمتلك تكلفة جناح خاص حتى
نظر الي مجددا واحتد بصره وقال مقتربًا مني والسخط بادٍ من لهجته الشديده : لكنه يجلس هنا رفقة حشرة صغيره ويضرب بالجميع عرض الحائط !
: من انت؟وماذا تريد
اجابني بحده عكس هدوئي وقال مشيرًا الى ذاته بسبابته : انا؟ لا اظن ان معرفة ذلك ستهمك وبشأن ما اريده هو هيبي
عدت للخلف وقلت بينما التفت وانظر ان ورائي السرير مباشرةً مما يمنع تراجعي اكثر : هيبي ليس اداة لتأخذه اينما تريد ان لم يرغب هو بذلك ،  ونحن نرى تماما مايريد هيبي حاليا
: اصمتي والا قتلتك الان الحادث لا يكفي لم يقتلك بل لم يوقفك حتى اعلم ان امثالك لايموتون بسهوله كالعلكه
قاطعته بلا مبالاة وتملل : انتظر دعني ابكي لاشعرك بتأثري لكن .. لايوجد لدي ماتريده وانا لا اقيد هيبي كما ترى هو من يبقى يريدني واريده .. وانت؟
اشرت اليه اعيد اليه سخريته : اما انت فأنا لن اسمح لك بإيذاء هيبي وان اضطررت لأيقافك قسرًا سأفعل .. لايريد استوعب هذا ! فقط
: اذا؟ هل كون هيبي هارب منا يعجبك؟
: نعم يعجبني وماذا الديك شيء اخر لنناقشه كما ترى المساحه خصبه ورائعه لناقشات سخيفه كالتي لديك
: استمعي اذاً ، هيبي خاصتك مزيف ليونيد خاصتنا هو ما نريده اتعلمين لم تم تغير اسمه؟
: تم استعباده او شيء كهذا اتعلم ؟حتى جدتي لم تقص علي قصة هكذه
زفر واغمض عينيه ثم تابع بحده : لن اطيل انسحبي من هيبي هو لا ينتمي هنا فقط
جلست على السرير وقمت بزم شفتي ثم اجبت : لما تأخر هيبي علينا الخروج من هنا علينا رؤية ماي
: هكذا اذاً؟ .. تتجاهلين ما اقول ليكن بعلمك اما ان يأت الينا اما ان يُقتل اظن انك تعلمين ما ارمي عليه
دون ان انظر اليه قلت ببرود متعمد : ولكن تذكر سيد اوليفر لن تجد شخص تلقي عليه قذارتك هذه المره ليعاقب بدلاً منك
صمت لثوان قبل ان يخرج ويغلق الباب خلفه بقوة
زفرت بتعب ثم نظرت الى موضعه السابق ثم انتفضت مجددا بعد ان فتح الباب بغته رفعت راسها لترى هيبي يقف امام الباب ما ان تقابلت ابصارنا قال : لم نكن ننتظر زيارة وديه او هدايا
: نعم لم نكن ننتظر .. اهو بايك حقا؟ هل رأيته
: نعم رأيته على الرواق لكنه تجاهلني فهرعت إليك بقلق  ..اانت بخير؟
نفيت برأسي وابتسمت :بشانه نعم لكن فيما عدا هذا فلا اشعر بالدوران والوهن لكن ماذا قال الطبيب هل نستطيع الخروج ؟
: نعم قال انه يمكننا العودة للمنزل شريطة الاهتمام الحريص بيدك وكتفي .. لذا ارتدي هذا احدى الممرضات قامت بإعطاءه لي
اومأت ثم توجهت الى دوره المياة: حسنا سأرتدي هذا انتظرني خارجًا ..
اوقفها بهدوء: ماذا قال لك؟
توقفت لثوان دون كلمه مسترجعه مادار بينهما ثم اعادت بصرها إليه وبصوت منخفض ظهر فيه التردد
: لاتهتم .. كلمات سخيفه لن اصدقها
اسرعت بخطواتها وغادر الغرفه تزامنًا مع دخولها ثم اخرج هاتفه يكتب الى ليمان "ليم لقد علمت من صاحب السيارة السوداء ومفتعل الحادث ايضا انه بايك ..اوليفر صديقي "
ثم وضع الهاتف على اذنه لثوان اخرى وما ان فتح الخط حتى قال بوعيد : كل يد تمتد إليها تُكسر فكيف بالذي يؤذي يدها ؟
اغلق الهاتف دون سماع الاجابة ثم تحرك عشوائيًا يلتمس الخاتم الذي يقبع في جيبه ..
استدار لفتح الباب فرأها تقف هناك بوجع عبوس : كان عليك نداء الممرضه لمساعدتي
: صحيح اعتذر
نفت برأسها وسارت امامه بسرعه فتبعها يجاري خطواتها : للتو افقتِ من حادث ساشا سيري على مهل
: لا استطيع هيبي يخنقني البقاء هنا
: حسنا سنخرج ولكن على مهلٍ !
-
: لم نصعد سيارة اجرة هل سيارتك محطمه لهذا الحد؟
: لا لكنها بعيده للغايه وليم يتصرف بشأن هذا نحن الان سنذهب لنستريح مما حدث ولاتقلقي ديانا خاصتك قادمه بالتأكيد
: لا لنذهب عند ماي ..
: اخبرني ليم هي في منزل جيريو لذا ذهابنا سيجعلنا نعود لتلك المشفى مجددا
اومأت بتفهم ثم تابعت بهدوء بعد تفكير : اتساءل عن حال ماي .. عمي لم يؤذها يومًا كما فعل لكما لكنه يقيدها بالكثير لذا امل انه لن يزيد من هذا اكثر
اجاب فورا : تقيد .. صِفي ذلك اكثر وهلاّ تراجعتي عن قول عمي ذلك يقززني
زفرت بتعب ثم تابعت:اه المسكينه حسنا ، اعني ماي فتاة مفعمه بالحياة ولديها امور لتعيشها اعني من المفترض ان تعيش ما تريد لا ان تتبع احكام غيرها ووجهات نظرهم فذلك لن يتشابك مع قدرها اعني
: تعنين انها ليست كهيبي او ليمان .. هي كإسمها تماما
: كلا لا اعني انك تسير وفق اسمك اعني ان ابـ.. جيريو هذا  يريدها الا تفعل مايراه هو سيئا وانتم فعلتموه سابقا يريدها ان تكون مقيده بشروط يقررها هو يكبتها بذلك .. لا مواعدات كما تواعدنا نحن لا اصدقاء دائما لا نزهات او مواعيد ، كل شيء بمحدوديه مؤذيه افهمت؟ رغم انه من اخترع تلك الاحكام وسيرها عليك وعلى ليمان ايضا والان يعاقب ماي عليها ويجعلكم عبره رغم انك انت وليم لم تعيشا ايًا مما افترضه عليها
: تعنين انه يريد ان يولد مريض نفسي جديد بيننا
: لربما  ..
غطى الصمت المكان بعد قولها تلك الكلمه وانطلقت السيارة بلا كلمات اخرى تشيح ببصرها وتستند على النافذه تتأمل الشوارع بحيره وصمت .. فقط هدوء
وضجيج ، انكسار وشفاء ، وهج و حرق ، برد وزمهرير
لا اصمت لكوني لا اجد احرفًا تقال إنما داخلي يتحدث بالكثير ويبكي انا انهار صمتًا ، لا يصدر لي ضجيج ولن تسمع داخلي لكنه حريق ويحترق ، هنا الألم قاسٍ ويشتعل انا أوار لظى ولست برماد انا شعلةٌ لا تنطفئ
كم من البكاء يعتكف صدري بل وكم مم بكاء داخلي
اصابني وهن الضنى وعلقت بفرحة السابق التي ودعتها على امل ان اعود اليها احمل معي بهجاتٍ اكبر فعدت لذاتي احمل خيباتٍ وجسور ، مجرد اشهر اخرى مرت
غيرت شيء واعادت اشياء اخرى لكنها اضافت الكثير
مانهاية هذا؟ هل سينتهي هذا يومًا؟ هل سيصبح الصبح بي انا تاركًا ما خلفت من حزن؟ هل سأعيش عامي الجديد بحب كما تمنيت ! لم اتمنى اي امنيه اخرى كما يطلب مني الجميع انا اتمنى امنيتين لاغير
السلام وعودة من احب ، لم اتمنى شيء لذاتي ولم اغير امنياتي هته ابدا بعد ان كنت اتمنى من الكثير وارغب بالمزيد ولا اتوقف عن الحصول عما اريد كنت احب الحياة احب مايضيء ويتوهج احب الهدايا والحب الكثير انا الان بالكاد .. بالكاد ابتسم جل ما اصبحت اريده هو سلام .. لايهمني ماهو وكيف وهل هنالك شروط له ..فقط سلام يهدئ عقلي ويهدئ كل شيء لا اريد شيء اخر اريد سلامًا يحتوي روحي
سلامًا يحيطني اريد ان انام وانا ادعو بسلامٍ ومحبه فافيق على ما اردت لكن .. لازلت اتمنى لازلت اريد لازلت ادعو ، عاد هيبي عاد وذلك يشكل جزء كبير من سلامي لكنني اخاف اشعر بالخوف الآن الخوف الذي سلب مني ذلك الامان مجددا .. انتفضت من ضربته فأستدرت انظر بهلع ظهر رغمًا عني
ترجلت من السياره بسرعه فتبعني بعد ان دفع الاجره لحق بي بينما كنت اقف بلا حركه .. تقدم يمسك بكتفي  فابتعدت ثم نظرت إليه : لايمكن الاستمرار بهذا .. لا اريد
: ماذا ؟ ماذا تعنين؟
: لنتوقف لا اريد ..لا اريد لا اريد ، لا اريد
-
امسك بها مجددا محاولا ايقافها عن الهذي وتكرار ذلك لكنها لا تصغي تفلت منه وتكرر ذلك بعدم توقف لا ترمش عينيها ولا تهدئ رجفتها ، ابعدته مجددا واستدارت عنه توليه ظهرها تقدم يمسك بها واحتضنها لكنها فرت مجددا فامسك بيدها وقال بهدوء : تعنين ان ننفصل؟ اي تهربين مني مجددا ؟ لا اجد تفسيرًا لهذا لم لايمكنك الاستمرار معي؟
لم تجبه حاولت افلات يدها من قبضته فراقب محاولاتها وتجاهلها له وعدم ابصارها له حتى
اي الم ؟ هذه هي اللحظه الاقسى التي عاشها الان
ترفضه ، ترفضه مجددا ولا تريده ، لا تريده
من يريدها ويهيم بها لا تريده تتركه مجددا حتى بعد ان عادت إليه تذهب ، تذهب من تعيش بالروح وتزهو تتركه لينطفئ ويعيش حطامًا بعدها
جذبها اليها بقوة ثم قال :نحن سنتوقف عند رغبتك حقًا لا رأفه بي انا لا ارجوك لاأجبرك على حبي ، الم اقل؟ والم تقولي ووعدتني ساشا انت لاتخلفين وعدك فلم الان هل اذيتك؟ هل اخافك الحادث اتودين ان نستريح من بعضنا؟ لربما نعم تعلقت بك كثيرا وضايقك هذا لربما احزنتك دون علمي اغفري لي ساشا لكن لاتذهبي هكذا تحسني اولا
ابعدته مجددا ولكنها توقفت امامه هذه المره ونظرت اليه بحنق: احمق ، انت احمق
تابعت ذلك واجهشت بالبكاء امامه تحت صمته المريب
تمسكت بثوبه ثم تحطم مايكبت تلك المشاعر وعادت النيران تلتهب داخلها : ليتوقف بؤسنا ليتوقف الاذى لا اريد ان نستمر بكل ذلك ليتوقف كل شيء .. لا تستحق ..لا تستحق ان تكابد كل ذلك ولم؟ لا نحصل على شيء على يوم هادئ يبدأ بسلام يستمر لنهاية ذلك اليوم فقط لايوجد منذ اليوم الاول لنا اما ان نبدا يومنا بشيء سيئ او ننهيه بسوء اكبر او كلاهما حتى
لايمر يوم طبيعي البته هيبي الجميع يصر على افساد حيواتنا ليس اليوم فقط بل كل يوم ودائما وعلى مدى الايام اخوتي ثم امي ثم تلك الفتاة الشقراء اليوم ثم رفيقك بايك هذا ثم حادث وامي مجددا واخي يهدد بقتلك وليام حر وسيؤذي احدنا او كلانا الجميع يريد ابعادنا عن بعضنا هيبي هل رفيقك هذا الذي تعمد قتلي وبينما انت معي وتأذيت ايضا؟ ليس رفيقك وسينفذ تهديده بقتلك ثم اخي رام يفعل كل شيء لقد توجه ليطلق على ليمان مرةً لكنني اجبرت ليمان على الهرب ، سيقتلك حتمًا وامي ستتدخل وتبدأ بتخيري بينكما وان اخترت احدكما فكلا الامرين محزنه لكنني اختارك رغم هذا هيبي اختارك على امي
ليس لانني لا احبها بل لعلمي انها لن تأت إلي ابدا هي فقط ستجعلني انفذ ما الح عليها رام لتتجاهلني مجددا لذا سنحزن مجددا وهنالك الكثير هيبي والدك
والجميع سيقف ضدنا ان علاقتنا ستؤذيك لايمكنني ان اسمح لك ان تتألم مجددا وان كان بسببي ولأجلي لايمكنني جعلك تتألم وتموت هيبي انا احبك كثيرا لاتشك بذلك لن اتخلى عنك ابدا لكنني لن اتوقف عن ايذائك انا سيئة وسأحزنك عائلتي لاتحبك وانا اعلم اننا ما ان ننهي حروبنا سيأت عدو اخر ومجددا وفي كل مره سيتكرر الامر كيف لي ان اسمح لك بعيش حياة كهذه انت الذي لم تنعم بحياة جيده طوال حياتك؟ الم اقدم لك وعدًا اننا عندما نكبر لن تتألم انت لكن ها انت ذا تتألم لا اعلم ماذا افعل اخاف هيبي انني اخاف عليك كثيرا لا اريد رؤيتك تتأذى او تحزن ذلك يجعلني اجن ، لا اريدك ان تتألم وان كان بسببي لذا ليتوقف كل شيء .. اعلم ان مابيدك حيله حتى لذا انا ابكي علينا ، ابكي على حبنا وعلى حالك وحالي ابكي لأنني سيئة .. اسفه لأنني هكذا ولم امنحك الحب الذي وعدتك به انت لم تنساني واتيت لأجلي وتبقى لأجلي وتنفذ وعودك جميعها لكنني لا افعل انت مشغولٍ بي وبحياتي وذلك جعلك تتغيب عن حياتك وعملك انا اعيقك فحسب لا اريد ان تصاب بألم قربي ولا اريد تركك وانا اعلم ان حبك لي اعمق مما اظن وكذلك حبي لكن ..لكن هيبي الم اقل مافائدة الحب ان لم تكن تظهره؟ لكنني اقول ايضا مافائدة الحب ان كان يؤلم
يقتل ويسلب ويدمر ويحطم ويؤذي هيبي؟ انا لا اريد ان ..
الدموع التي اختلطت مع المطر والذي لم تشعر به كما يبدو نزيف جبينها تخالط مع قطرات المطر عينيها المحمره والتي تبكي بإستمرار ورجفه جسدها وصوتها واحرفها المبحوحه والمتقطعه رفقة شهقات تخرج تباعًا
قاطع نوبة الانهيار تلك عناق شديد جعلها تصمت قسرًا لثوان .. ثم تابعت بدموع وصوت حزين : اريدك دون الم .. انى لي ان احصل على هذا؟ ..  اريدك دون ان اخاف على فقدك او ان ابكي او اقلق بك وانت بعيد اريدك حقًا .. كيف سأحصل على ذلك؟
: تزوجي بي
-
-
-
فجاءة القول جعلت من الصمت يسود بالمكان لثوان ثم تابع هذا نفيها برأسها وعودتها للوراء وقبل ان تقدم على شيء
اسْتَبْطأَ بقول المزيد بعد قوله وتوقف مكانه ثابتًا والمطر هو من يبكي بينهم ، رفعت بصرها إليه فقال بتردد واثق : ليام والدتك واخويك وعائلتي وبايك والجميع ان ارادوا بننا سوءً فلنكن معا وحينها نهزمهم ولن يلمسوا منك شعره لكن ان بقينا منفردين .. اعني انا لا اتزوج بك لأحميك فقط انا اريدك ولكن اعلم ان تأخير هذا لايصب في صالحنا البته انظري الى حالنا الان والألم الذي يعتكف صدرك ..اوليس هذا مايجعلنا نتألم اكثر؟ علينا ان نعش معا ذلك مانحتاجه الان ودائما
: اعلم هيبي اعلم ..لكن
: ماذا ساشا؟
اقترب منها مجددا وتابع : مالذي يوقفك عني؟
قاطعته بنبره محيره : مالذي تخفيه؟ لابؤس بي انت مالذي تحيكه ولا تتكلم عنه !
: سأخبرك ..دعك من هذا الان عليك ان تخبريني ما رأيك لأرى مالذي سأفعله حيال امرنا
: وان تزوجت بك .. الن تشعر بالنقص يومًا؟
: لم؟ مالنقص بك ومالكمال الذي ترينه بي؟
اشار الى ذاته :انا عاديّ ولدي الكثير من النواقص وانتِ لديك كمالٌ وانا احبه لذا لا تحزنيني بقول امر كهذا
: هيبي انا اعلم انك لا تمانعني ابدا ولست ترفض مابي لكن انا مريضه وعلي ان اتعالج وعلي ان ابيت في المشفى لليال واحيانا اسابيع وانا ايضا كثيرةً المرض وليس لدي الكثير من الاوقات لك ولربما سأرهقك اكثر اعني انا استطيع تدبر امري لكن لا اريدك ان تشاقي كل ذلك انا اتفهم انك بحاجه لشخص يحارب معك ولست بحاجه لشخص يزيدك عبءً انت لديك واقع يكفيك ولست بحاجه لوجع اكبر وانا لن ازيدك سوى همًا وتعب!
: انك تتعاملين مع الامر بشكل لايعجبني لست مقيده ولست عبء انت مسيره على ذلك فحسب واليك الامر انا لا اعاني البته ولست امانع انا اتقبل مالديك واحبه وانا لا اريد منك نسخه مثاليه انا اريدك انت كما انت وبما لديك من مميزات والتي لا اراها كعيوب اطلاقا لن اشكو تعبك ومرضك اتذكرين عندما علمنا بشان الورم الذي كان برأسي؟ كنت تهتمين لأمري دائما وتحضرين لي هدايا وتلك الكمادات من مصروفك الخاص وتخبئيها عن والدي وكنتِ لا تشكين من هذا ابدا ولم الان عندما تعافيت انا ومرضت انتي اصبح الامر عبء؟ لم لم اقل انني عبء سابقا ؟اماكنت ستغضبين فلم تكررين هذا ولست بناقصه ساشا وانت تعيشين حياتك ككل الناس بل وتعالجين مرضك حتى وقد تشفين منه كليا فلا وقت محدد لذلك فلم الان انت ترفضين؟ انا لا اريد رفض لكونك ناقصه او كالسابق ترين انك عبء علي انا اريد رفض عادي ! لا ترفضي لكونك ناقصه ارفضي لانني لا الليق بك لا اعجبك .. لكن ليس لسبب يبدأ بكونك .. وتتعدد الاسباب السخيفه !
ارتَعد جِنانها واضطرم داخلها ورغم ارتجاف جسدها وبكاؤها المستمر واحمرار وجهها والمطر كان هنالك نيران وحريق .. مسحت وجهها لمرات عده ثم قال بنبره هادئة : لا تشكو حسنا .. لكن لازفاف لا اريد احتفالاً
: لم؟ هل عقده النقص هنا ايضا؟ وانتظري انت..
قاطعته بينما تنظر اليه : انا لا اضع حججًا انا لا اريد احتفالاً فحسب ،لا اريد زفاف دون والدي افهمت!
: ستناقش عن هذا لاحقا .. والان هل تقبلين الزواج بي؟
اومأت ثم نطقت ما هرّم لأجله : نعم اقبل
فتح ذراعيه فأرتمت بينهما واستقبلها بعناق شديد اللهجه .. كانت ترتجف والدموع تغطي بصرها ولكنها خبأت رأسها وسط صدره وظل يعانقها يحكي لذاته ما عجز عن وصفه ، قبلت .. لقد قبلت به واخيرا بعد سبع اعوامٍ وحريق قبلت به من يحب ..
لم يكن يتوقع تلك الكلمه ابدا طلب الزواج وهو يثق برفضها التام لأنه يدرك انها لا ترى الامر كما يراه
هو لن يتزوج بها ليحميها فحسب بل يريدها معه
يريد ان يطمئن عليها اكثر وهي بين احضانه لايرغب بكونها بعيده ومنفصله عنه الامر اكبر من مجرد زواج
انه عقد راحه وعقد حب وتحقيق الامنيات لكليهما ولايوجد اعمق من حب متبادل معاً كل ما سبق من كلمات ينفيها الوجود ..الوجود هو اثمن مايحتاجانه!

 منسيّ | لانهاية لك في داخلي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن