الثالث : اناني بشكل رائع

34 5 0
                                    

غنيت كل الاغاني التي تشملك علّني في احدى زوايا كلماتها المحك

--
بينما تنام وتستفيق بحزن وضيق شديد وكأنما هنالك شيء ثقيل يضيق بأنفاسها بقيت على حالها لدقائق تشعر بالسوء الشديد والقلق .. تلك مشاعر تستيقظ عليها كل يوم سيولٌ من ألم تهاجمها من كل جانب وتغرقها في ذلك الوجع الذي لا ينتهي ابدًا
انت تنام فتُرهق تفيقُ فتتألم تخرج فتُضيق تعود لمنزلك فتأكلك وحشة الديار تبقى فتبث الغم بمن حولك تنفرد بذاتك فيوليك السلام ظهره ..
عانت لوقت قبل ان تعتدل بعد ان مسحت على صدرها لمراتٍ كمحاولة لإستعادة الانفس المسلوبة .. نظرت لإهتزاز هاتف الغرفه الخاص بها ثم ظلت ساكنه لثوان قبل ان تتنهد بتعب
فتح الباب بغته ويتبعه تذمرات غاضبه رفعت يدها وقالت بمحاولة لعدم اظهار ضيقها رغم وضوحه فهو توقف وهدئ قليلاً مقتربًا منها :اهلا نايل عديم الاخلاق صباحك سيئ مثلك ، مالدي تريده الان؟ انظر كم انت متسلط يالقوتك ، رائع اغلق الباب خلفك الان وعد حيث اتيت لا اريد رؤيتك ياله من صباح سيئ يبدأ برؤيتك!
نايل اقترب يضع يده على جبينها بينما يقول بسخط : اانت من حطم زجاج سيارتي الاخرى ؟كيف تجرؤين ساشا ..لاحراره لديك انت واعيه اتعلمين مافعلتي؟
اعتدلت فأبعد يده وبتفكير مطول اشارت اليه بتقليل متعمد: انت تعلم انك شخص لست بجيد اطلاقا لذا لربما احد اعدائك فعلها و علي شكره بنفسي على افساد صباحك ما اجملك وانت غاضب
القى علبة المياه الموجوده قربها وقال : ساشا سأقتلك
تمددت على الفراش ببرود بعد ان حملت الماء : حسنا
عبس واغلق الباب خلفه مصدر صوت مزعج ابتسمت لان ليمان من فعل ذلك بلاشك !
فسارعت لتأخذ هاتفها لتشكره برسالة نصية ثم استقامت لبدأ يوم اخر ..

-
اعتادت على ان تترأس طاولة الطعام الفارغه الا من كلاهما جلست ببرود تحت سخط نايل وصراخه المستمر ليم يدرك ان نايل يقدس شيئان في حياته سياراته اولاً وتاليًا كل مايرتبط بهم
تكتفت تنظر اليه ثم قالت بعد ان ازعجها صوته : اتعلم في الحقيقة مشهدك وانت تبكي رائع هل ادعو ليمان والاخرون لمشاهدته؟ اتظن انني سأقول ياله من مسكين بائس انت مثير للشفقه وحسب توقف عن ازعاجي للتو افقت الرحمه !
نظر اليها بحده : ان لم تصمتي سأقتلك ساشا
نفخت خديها بملل ثم بدأت بتناول الطعام منشغله بهاتفها تحادث ديانا ثم قالت بتساؤل بدا له صوتها خافتا يتردد من الاجابة :هل لن تأت امي هذا العام ايضا؟
تنهد بإرهاق واجاب بجديه بينما يدلك رقبته : لا اعلم انها لا تجيب علي منذ البارحه ومرافقتها تقول بإنها ليست في مزاج جيد مابيدي حيلة رام يرفض السفر ورؤيتها ومهاتفتي حتى وانا لا استطيع الذهاب تعلمين لدي عمل وانتِ لديك جامعه !لذا اظن ان الامر سيتسغرق وقتًا ربما في حين عطلتك
لاحظ الحزن عليها فقال مخففًا الحمل على شقيقته الصغرى : لا تقلقِ امي بخير هي فقط لا تريد ان نجبرها على العودة تعلمين دعها تستريح هي الاخرى متعبه من كل شيء
نظرت الى ملامحه الحانيه والتي تختلف عن العاده هو لئيم لكن لديه جانب لطيف يخرج مره كل عقد
لتقول بتقزز مزيف : لا يليق بك اللطف
ضرب وجنتها بخفه : انت من سيتحمل مال تصليح سيارتي لا اقبل حجج
: لاتحلم بذلك حتى سأحطمها بنفسي !
جلس في مقعده ليأكل هو الاخر بينما يلقي بعض النكات والدعابات بين الحين والاخر وساشا تشاركه الضحك ثم تهزأ به وهكذا هي العلاقه بينهما ..
متفرقه بين اللطف والشجار ..
نايل لم يكن اناني اطلاقًا لطالما كان مجهتدًا وساعيًا تخرج اخيرًا وهم للعمل مع ابيه لكن كل ما رغب به تلاشى بعد ان توفي ابيه تغير حاله للأنانيه والتسلط فأصبح كمن يعيش مراهقته توًا ولازال يعمل هناك .. يأت للمنزل في اغلب الاوقات ويقيم احتفالات كثيرة هل غايتها الشعور بالضجه السابقه ام ترفيه للذات؟ ..
استدارت اليه تنظر الى وجهه بينما يصدح صوت تذمره المستمر نظرت الى مقعد والدتها ومقعد ابيها الذي تجلس عليه كما مقعد رام الفارغ منه استندت على الكرسي تفكر .. كيف آل الحال بهم الى هذا الفراق؟ بعدما كانت الآلفة تجمعهم الان الذكريات فحسب تبقت
ازداد الضيق اكثر فتغبشت الرؤية بشكل طفيف
هكذا
اسير
مع اللاشيء
اتوه كما داخلي
افكر في كل شيء وعلى كل شيء
شعرت بأنني تقلبت لحالٍ لست راغبه به
والى امرٍ انا لست اهلاً له !
فأي ركنٍ قد يأوي ضرير الفؤاد والبصريه؟
الامر ليس انني لم اتخطى!
الامر انني لا استمتع بكوني قد تخطيت !
ان توقفت عن البكاء اشعر انني نسيت حزني
فأجبر ذاتي على الحزن لكيلا اثبت ذلك الصوت المزعج !
يزعجني!
يذكرني بوالدي وكم انني مهمله وكم انني وحيده وبائسه! .. انه كطيف مزعج يحطمني ويسعد بإفساد لحظاتي المثاليه المعدوده بالكاد اضحك او حتى اسعد فيتدمر كل ذلك بغتة ويتحول لحزن اجباري
نهض نايل و تركني بمفردي انا وافكاري .. افكاري التي تلتهم كل شيء ولا تنتهي بت كثيرة التفكير وانعدم للواقع ليس لدي ما قد يهدئ حزني وروع عقلي .. تفكير تفكير تفكير ولاشيء غير هذا لا افكر في اي شيء فقط بل افكر بكل شيء لمرات لا تتوقف حتى ان الامر يرافقني رفقة احلامي
اشعر انني مقيده
مقيده دون قيد لكن لا اتحرر هنالك من يقمع حريتي ويسلب مني حريتي ووقتي لا استطيع فعل شيء او العيش ان يومي مليء بما لا اعرف ! فقط لا اجد وقتًا حتى لاريح ذاتي من هذا العناء الصعب !
صعدت الى غرفتي بنية ان اراجع دروسي كالمعتاد احاول ان انجح احاول تحسين جانب واحد من بين جميع خرابي اغلقت غرفتي ووضعت المفتاح دون اخراجه لئلا يتسنى لنايل فتح الباب وازعاجي استطيع تغير المقبض لكنني خشيت ان افقد وعي يومًا فلا ينقذني احد غيره لفراغ المنزل الا من كلانا انني احاول ان احصد درجات جيده الا أنني لا استطيع التركيز بشيء ..افكر في كل شيء بشكل مزعج تناولت مسكن ألام دون الم رغبت ان يسكن وجع روحي .. فتحول الامر الى ان أنام دون قصد امام كتبي !

 منسيّ | لانهاية لك في داخلي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن