الجنان وما اسمى !

1 0 0
                                    

: توقف عن التحديق بي !
نطقت بهذا بينما تختبئ خلف مئات الاغطيه وتجلس قرب المدفأة .. اشحت بصري ازفر تحت عطسها المتكرر من حين لأخر القياده ستكون صعبة في هذا الوقت من الليل ومع زيادة البروده كان عليها تبديل فستانها الذي ابتل بالكامل وكذلك تنشيف شعرها لحسن حظنا يوجد فندق مطل على الشاطئ رغم انه فارغ من كل شيء! ومن الاشخاص حتى
كأنما تم هجره رغم انه جميل ويحظى بنظافه واهتمام واضح ، يبدو ان مالك هذا الفندق مختل نظرت اليها لأجدها تتأمل الطعام امامنا
وجدت طعام جيد ، وماء نظيف مجددا هذا الفندق غريب لكنه جيد دافء ويبدو كمنزل صغير بتصميمه الخشبي الهادئ ...ملأت ملعقه اخرى من الحساء وقدمتها اليها فتناولتها وابتسمت الي ببهجه
قلبت عيناي اقول بعدم رضى : اتدركين لما علينا المبيت هنا الليلة؟
اشارت الي بذقنها : قدم الي مزيدًا من المخلل
: من يتناول المخلل في هذا الوقت ساشا!؟
: لاشأن لك !!
اخرجت يدها لتحمل قطعه من مخلل الخيار الذي لسبب ما باتت مغرمه به وتستمع بتناوله بينما سكبت كأس شراب اخر لي .. نعم شراب وحساء ومخلل ذلك ماوجدناه هنا ..بقيه الاطعمه لاتناسبها الان لذا... سكبت كأس اخر لي بينما اجابتني هي ببسمه : اتحب الشراب كثيرا؟
رفعت بصري اليها من ذلك السؤال المفاجئ لكن اومأت بهدوء فقالت تكور قبضتها امامي : اذا سأضعك انت وليم في تحدي من يستطيع الصمود امام الشراب اكثر من الاخر والفائز ...
قاطعتها فورا انسف التخيلات التي غزت عقلي بشأن ثمل ليم : مستحيل ..ان اردت ان يحطم ليم ظهرك ففعلي ! بل ان اردت منظر بشع للغايه افعلي ذلك
حملت قطعه مخلل اخرى وقد قالت بمكر: هو بوزن طبيعي انت من تعاني هزل زائد وتقزم
عقدت حاجبي اقول : ساشا انت لاتصلين لكتفي هذا لذا لا تتحدثي عن التقزم رجاءً
قلبت عينيها ثم ابعدت المفرش تستقيم مبتعده عني : انه مكان دافئ للغايه كمنزل مليء بالحب اتساءل لما هجره مالكه ! اتراه على قيد الحياة حتى ولما لا يهتم به احد ذلك اهدار لجماله
سكبت كأس اخر اقول على مضض: ربما تركه هكذا لأمثالنا
استدارت نحوي: يكفي انت تقوم بلومي منذ وقت طويل ليس وكأنك لم تكن سعيدا معي يالك من جحود
ما ان نظرت اليها حتى استدارت تشابك يديها خلف ظهرها وتستمر بتأمل المكان كنت قد منحتها سترة كانت لدي في سيارتي قصيره لكن افضل من ثوبها المبلل ذاك كانت تغوص بكومة الاغطيه تخفي ساقيها لكن يبدو انها تناست ذلك الان .. مرت دقائق اخرى كنت قد توقفت فيها عن الشرب لم ارد ان اكثر منه
فكنت اتبع خطواتها ببصري بينما اتناول بعض المخلل بنية محو طعم الشراب اللاذع رغم كرهي له ..اتى صوت خافتا : نايل اليوم قام بخذلاني واشعرني هذا بالسوء منه لم اعتد ان اغضب منه كثيرا لكنني سأفعل هذه المره .. كان عليه الا يتدخل وان يفي بوعده لماذا يقدم وعودًا ليس اهلاً لها؟ لقد وعدني
وعد بان يدعمنا وان يحترم رغباتي بل وان يتفهم قراري ظننت ان عودتك وابعاد ليام سببا لردع مساؤهم لكن لازال الامر فظيعا ولا زلت اتعرض،للخذلان مرارا وتكرارا ! عندما شربت انت قبل قليل كنت قد فكرت ...لما لا يمكن لي انا ايضا ان اغضب كثيرا ربما لن اغفر؟ الا يمكنني ترك الجميع والتخلي عنهم الا يرون انني اصبحت كبيره كفايه لتدبير اموري ..دعك من رام مافعله يكفي لكن نايل لما؟ حتى امي لم تعد تجيب علي ! انا طفله تحتاج للراعيه وتسيرها كما يرغب الجميع هكذا علي عيش حياتي ربما
تحدثت بهمس خافت كأنما توجه الحديث لذاتها فانعكاسها على النافذه المطله على البحر كان حزينًا شعرت انها بترت حديثها بشأن الشراب لذا لم اتوغل بالمزيد فقط سرت نحوها احيط بها واريح ذقني على كتفها فستجابت لي تحيط بيدي قبل ان تنظر الي وقد انزوى شيء من وجومها وهمست تؤكد قولي: لكن لا ابالي بكل ذلك نحن سنتخطى واقعنا المرير معا لذا لست وحيده!
اجبتها بينما ارخي رأسي هناك متنعما بحبها : نعم لست وحيده نحن معًا دائما ساشا .. 4 ايام فقط وسنكن معا للأبد
اومأت بنعم دون اجابه فبقينا نتأمل الشاطئ والليل انا ومحبوبتي ...
-
-
-
عودة بالوقت عند الواحده ظهرًا :

 منسيّ | لانهاية لك في داخلي ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن