27

1K 11 0
                                    

فضاءات اليأس والأمل/ الجزء السابع والعشرون

ينظر سعود لساعته ويهتف بحزم: الساعة الحين عنده حوالي 5 الفجر.. ننتظر لين بكرة؟؟

دانة بحزم: الحين مناسب الوقت.. أنا متأكدة إنه قايم يصلي الفجر.. ومارح ينام عقب الصلاة..
وعشان يخلص شغله من أول النهار..
لأني متأكدة إنه أول مايعرف بيرجع فورا..

سعود تناول هاتفه بثقة وهو يبحث في قائمة الاتصالات عن رقم خالد الصيني..

تنهد سعود وهو يسمع رنات الهاتف التي طالت قليلا .. فآخر ما ينقصه الليلة بعد يومه الطويل هو صراخ خالد في إذنه وعتبه ولومه وجنونه..

رد عليه خالد وهو يبدو مستعجلا بعض الشيء.. بعد السلامات السريعة.. هتف سعود بحزم:
خالد فيه موضوع مهم أبي أعلمك عنه..
وأرجوك خالد لا تعصب.. خلني أشرح لك مبرراتي وأرجوك إنك تحاول تفهمها..

رد خالد بمرارة: أحاول أفهمها!!!! .. لأنك عارف إني مارح أفهمها..
لأني العصبي على اللي مايتفاهم.. وعصبيته تسبق فهمه..

زفر بقوة ثم أردف بحزم : سعود أنا عرفت كل شيء و أنا الحين في المطار.. وطيارتي بعد شوي..
كلها كم ساعة وأكون عندكم في الدوحة إن شاء الله..
ونتفاهم..

انتهت المكالمة.. وسعود ينظر لدانة باستغراب.. بينما دانة تهمس له بعتب ودهشة:
سعود ليش ماقلت له؟؟

سعود باستغراب كبير: يدري ويقول إنه في المطار..
ولا عصب..

****************************************

بعد الموقف الأخير بينهما الذي حدث بعد غرقها.. زيارته لها في المستشفى فتحت له بابا مختلفا شديد التعقيد..
بابا اطلع فيه على بعض خفايا روحها ويأسها وحزنها وظنونها فيه..
قرر أنه لابد أن يترك لها وله مساحة التفكير..
قرر أن يبتعد لتغيير الاستراتيجية..
والليلة يتصل بعد تفكير استمر لعشرة أيام.. خطط فيها لهذه المكالمة كأنها يخطط لمعركة حياته كلها..

وكما بات يعرفها جيدا..
لن ترد عليه إطلاقا من المرة الأولى.. وكأنها تستمتع بتعذيبه ولهفته وانتظاره..
ردت بعد الاتصال الثالث وهي تهمس ببرود:

نـــــــعــــــم يا دكتور تركي..!!

زفر زفرة عميقة.. فهو مشتاق مشتاق مشتاق.. لو كانت الأحرف تُشرب.. لشرب أحرفها على مهل.. حرفا حرفا.. نفسا نفسا..
مهما كان ماقالته.. يكفيه أنها قالته وهمست به في إذنه..
وهذا الهمس دخل عبر إذنه ليتربع في أقصى شريان في روحه.. أقصاه!!

لم يرد ولكنها من ردت وهي تهمس بتأفف: وتتأفف بعد يا دكتور؟!!..

تنهد.. كيف ستفهم هذه كم يحبها إذا كانت فسرت زفراته المحرقة.. تأففا؟!!

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن