فضاءات اليأس والأمل/ الجزء الخامس عشر..
"تعال تعشى عندي بكرة.. مع متعب"
كان سعود يستوي جالسا بجوار جابر في سيارته، فالاثنان جاءا معا.. والآن جابر سيعيد سعود إلى بيته..
هتف سعود بابتسامة: غريبة وش ذا الدعوة الرسمية؟؟هز جابر كتفيه بتلقائية: وش دراني عن متعب؟؟.. كلمني برسمية إنه يبي يجيني بكرة..
وله عندي طلبة.. فقلت له تعشى عندي.. قال إني لا جاوبته فيها تقهوى وتعشى..ارتعش سعود رعشة خفيفة لم تظهر أبدا عليه.. بدا له الأمر غير مريح (طلبة عند جابر.. وعشى وقهوة!!!)
كتم سعود كل مايفكر فيه.. وإن بدأ ذهنه يعمل بسرعة لربط بعض الاحتمالات والعلامات والإشارات...
فهو يعلم بوجود خلاف بين مها ومتعب..
ويعلم أن جابر عنده شقيقة ليست صغيرة في العمر بل عمرها يقارب الخمسة والعشرين عاما..
وكان الربط في ذهنه غير مريح أبدا..أبدا..ولكن كان في باله شيء واحد.. كان متأكدا منه تماما..
يعرف متعب أكثر من نفسه.. يستحيل أن يفعل متعب شيئا كالذي خطر بباله دون أن يكون هو أول من يبلغه..
يستحيل أن يكون متعب يفكر بالزواج على شقيقته..
وإن كان يفكر فسيكون هو أول من يبلغه..
ومتعب رفيق عمره والعلاقة بينهما أكثر رسوخا من أي شيء..ركن سعود أفكاره جانبا وهتف بحزم: إن شاء الله بتعشى معكم..بس ماني مطول معكم
أنت داري إني بعد بكرة رايح العمرة إن شاء اللهبعد دقائق كان سعود يدخل إلى البيت وتظهر على وجهه علائم الغضب والتفكير..
حين دخل إلى البيت..
كن سيدات البيت الأربع يجلسن في الصالة السفلية.. والدته وزوجته وشقيقتيه..
دخل وسلّم.. وهو يميل ليقبل رأس والدته.. ويدها..ثم يشير لمها وهو يهتف بحزم: مها الحقيني غرفتي..
تفاجأت مها وابتلعت ريقها الجاف وهي تهمس بتوتر: إن شاء الله فديتك..
ثم مالت على إذن أختها الجازي وهمست بقلق مرح: هذي الدعوة المريبة ماصارت إلا مرتين
يوم خطبني متعب.. ويوم كان سعود يبي يخطب فاطمة..
وهذي الثالثة الله يستر.. من هي خطبته ذا المرة؟؟ووقفت مها لتصعد خلف سعود وهي متوترة والأعين تتابعها..
ودانة تشير للجازي بإشارة (وش فيه؟) والجازي ترد بهز كتفيها دلالة الجهل..مها تشعر في داخلها أن الأمر مرتبط بها وبمتعب.. فليس هناك موضوع معلق غيره..
خصوصا أن متعب أخبرها سابقا أن سعود يعرف أن بينهما شيئا..مها طرقت باب غرفة سعود ودخلت..
كان يجلس على الأريكة مقابلا للباب.. مازال يجلس بثوبه بعد أن خلع غترته..
ومع ذلك كان شكله أبعد مايكون عن التلقائية والارتياح..
كان جالسا شابكا يديه أمامه.. وعلى وجهه علامات تفكير عميق..

أنت تقرأ
فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطر
Romanceفضاءات اليأس والأمل للكاتبة : أنفاس قطر قراءة ممتعة للجميع مستمرة موعد التنزيل كل احد وثلاثاء وخميس وسبت