16

1.5K 22 0
                                    

فضاءات اليأس والأمل / الجزء السادس عشر

"يا حيا الله الشباب..
وش ذا الساعة المباركة؟!"

سعود يبتسم: اللي يشوف ذا الترحيب يقول إنك مستغرب منا.. توك شايفنا البارحة..
(مستغرب هنا ليست بمعنى مندهش بل معناها رأيتنا بعد غربة)

جابر يضحك: وش أسوي بمتعب حسسني فيه شيء رسمي.. عشان كذا أرحب فيكم بشكل رسمي..

سعود نقل بصره إلى متعب.. كان يحاول دراسة ملامحه.. ويستشف منه الأمر الذي دفعه لهذا الأمر المريب..
وكان متعب معقود الناظرين..وهو يهتف لجابر بحزم:
وأنا فعلا جايك بشكل رسمي..
وأتمنى إنك ما تردني..

جابر بمرح لا يخلو من التوتر: متعب تراك لعبت في أعصابي.. من أمس أفكر وش اللي أنت تبيه مني..

متعب تنهد ثم هتف بحزم: أنا أعرف إنك ترفض رفض قاطع تكلم حضرة اللواء في أي موضوع يخص شغله السابق..
بس ماعليه ذا المرة عشاني.. كلمه.. تكفى يا جابر..
والله إن الموضوع بسيط جدا بالنسبة له..

تغير وجه جابر تغيرا كبيرا وهو يهتف بحرج وحزم:
متعب أنت وسعود أقرب لي من أخواني..
ولو تبون روحي عطيتكم إياه بدون ما أفكر..
لكن أنت عارف إنه خالي جبران مايحب حد يذكره بشغله قبل أبد..
خصوصا إنه متقاعد من أكثر من ١٠ سنين..

متعب برجاء أخوي حازم: جابر طالبك تكلمه لي.. حضرة اللواء جبران من أكبر القادة السابقين..
وقائدنا الحالي موقف ترقيتي صار له 6 شهور.. وهو من تلاميذ حضرة اللواء..
أنا ما أطلب شيء مخالف ولا ضد القانون.. أنا أطالب بحقي..
أعرف إنه تلفون من حضرة اللواء.. بيخليه غصبا عنه يمشي ترقيتي..
هو موقفها عناد بس..
لكن لا كلمه حضرة اللواء بينحرج..و مارح يرده..
والله إني ماكلمتك.. إلا عقب ماجربت كل الطرق الأخرى.. ولا شيء فاد..

كان سعود يستمع للحوار الدائر وهو يتنفس الصعداء... نفس عميق من الراحة تصاعد في داخله..
أن متعب يستحيل أن يخذل شقيقته أو يخذله..
وأن كل ماخطر بباله لم يكن له نصيب من الصواب..
وأن متعب هو متعب كما يعرفه حق المعرفة..

وبعد الراحة تلك قرر سعود مساندة متعب كما يُفترض منه وهو يهتف بحزم:
جابر إذا مستحي تكلم حضرة اللواء.. كلمناه..
بس حن ما نبي نتعدى عليك..
لأنه نعرف إنك ماتحب حد يكلمه بشكل مباشر..
ترا كل السالفة تلفون.. متعب ماطلب شيء كايد..

تنهد جابر بحزم: أنا مستحيل أفرض على خالي يكلم من ومن اللي يكلمه..
خصوصا واحد في عمره ومكانته..
أنا بس حانّكم وحانّه.. (حانّكم: مشفق عليكم، حانّه: مشفق عليه)
على العموم هو على وصول عشان يتعشى معنا..
كلموه بنفسكم.. أنا مارح أتدخل.. كني ما أعرف شيء..


فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن