الجزء السابع والثلاثون (2)
تناولت الجليلة هاتفها وهي تعتصم بكل الحكمة والهدوء وتتصل بشهاب..
اتصلت مرتين ولم يرد..
فتركت هاتفها جانبا وهي تعيد النظر في الورقة الكارثية بين يديها..بعد قليل رن هاتفها.. كان شهاب هو المتصل..
بعد السلامات وسؤالها له عنه وعن أميرة .. همست بحزم:
شهاب أنا بسألك سؤال... وأرجوك تجاوبني بصراحة..شهاب بحزم: متى سألتيني عن شيء وماكنت صريح معش.. إلا شيء يخص سرية شغلي..
الجليلة بحزم لا يخلو من محبتها المتجذرة لشهاب حتى وهي تهدد أنها قد تغضب منه:
لا يا شهاب.. مايخص شغلك.. يخص أختك وحياتها.. وترا بأزعل لو كنت خبيته علي قاصد..استغرب شهاب واتسعت عيناه دهشة: جليلة وش السالفة؟؟
شدت الجليلة نفسا عميقا: من هي نائلة مبارك آل سهيل؟؟...
قطب شهاب حاجبيه: نعم؟؟ وش دراني أنا؟؟ وش ذا السؤال الغريب؟؟
جليلة بثقة: شهاب أنا متاكدة إنك عارف.. مستحيل فرات يخبي عليك موضوع مثل ذا.. خصوصا إنه صار قبل سجنك بأكثر من سنة..
شهاب بأمر حازم: جليلة لو سمحتي تكلمي بشكل واضح عشان أفهم.. من نائلة ذي اللي تسئلين عنها؟؟
الجليلة حينها هتفت بحزم غاضب: زوجة فرات اللي أنت وإياه مخبينها عليّ..
*********************************
" يا أمك طالبتك... ارقد شوي..
مايصير من يوم جينا هنا وأنت كل ليلة تسوي لي فراشي على ذا الكرسي اللي يصير سرير..
وكل مابطلت عيني عينتك واقف..
حتى القعاد ما تقعد.."جلس خالد على ركبة واحدة وتناول يد والدته وقبلها وضمها لصدره وهمس بحنو:
يمه لا ارتحتي كني أنا اللي ارتحت.. لا تحاتيني..زفرت أم خالد بحزن عميق أشبه بالنحيب: وأنت ظنك إني بارتاح وأنا ما أعرف بنيتي وين أمست وإلا كيف ممساها؟؟
حينها وقف خالد كالملسوع.. وإحساس مثل تيار الكهرباء يجتاح جسده كاملا..
وقف وهو يروح ويأتي في المكان حيث يجلسان بعيدا عن والده الذي أخذ مسكنه للتو واستغرق في نوم عميق..
بينما كانت أم خالد تتكلم كأنها تكلم نفسها: تدري يا خالد.. مزنة بالذات بد بناتي كلهم..
كنت دايما أخاف شيء يأخذها مني.. كنت أحسها أكثر مما تستاهله الدنيا..
أول ما نولدت.. كان النسوان يقولون لي بنتش كنها فرط ..
كنت أبكي وأنا طول الليل ضامتها ما أنام.. خايفة يجيها ملك الموت وأنا راقدة..
(هناك معتقد قديم (غير صحيح طبعا) عند بعض السيدات الكبيرات أن الطفل المولود حينما يكون وجهه مضيئا وجميلا جدا.. فهذا دليل إنه من أطفال السماء لا الأرض.. ويسمونه "فَرَط")
كبرت.. ما أتذكر إنها تعبتني في شيء.. لا دراسة ولا أكل ولا طلبات.. ولا أي شيء..
كانت hكبر من عمرها.. صارت أختي..
وعقبه صارت أمي.. كانت تعاملني كأني أنا اللي بنتها..من خوفها علي.. واهتمامها بكل شيء يخصني..
شايلة هم خلق الله... ولا تفكر في نفسها..
أنت تقرأ
فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطر
Romanceفضاءات اليأس والأمل للكاتبة : أنفاس قطر قراءة ممتعة للجميع مستمرة موعد التنزيل كل احد وثلاثاء وخميس وسبت