9

1.5K 20 0
                                    

فضاءات اليأس والأمل / الجزء التاسع

يرى ظهرها وهي تمد يدها للرف العلوي من دواليب المطبخ الداخلي..
ترتدي جلالها البغيض على قلبه.. الطويل الذي يكاد يصل للأرض..
ولكنه يعلم أنه على رأسها فقط وأن وجهها مكشوف..

أحانت اللحظة التي سأصطاد فيها ملامحها التي أضناني السهر شوقا لرؤيتها؟!

لكنه فوجئ بها تنزل الصحن على الطاولة أمامها ثم تنزل جلالها على وجهها..
وتستدير له وهي تهمس بحزم:
أنت تتصيدني يا تركي؟؟

رغم أنه أطلق في داخله سيلا طويلا من الشتائم المقهورة
(أشلون عرفت أني موجود؟!!)..
إلا أنه كان محلقا لأنه يسمعها لأول مرة تناديه باسمه المجرد..
(تـــــــركــــي)
هل لأسمي هكذا جلال وجمال؟!!
كيف تحول اسمي لأيقونة جمال بمجرد أن نفثته سحرا خالصا من بين شفتيها؟!

أجابها ببروده المدروس الاحترافي: يمكن صدفة؟؟

أجابته ببرود مشابه: ياكثر صدفك ذا الأيام!!

تجاهل تعليقها وهو يسألها بشكل مباشر: أشلون عرفتي إني موجود؟؟

أجابته بذات مباشرته وبنبرة أقرب للسخرية: الجيران شموا ريحة عطرك.. أشلون اللي مابينك وبينه خمس أمتار..

أجابها بعمق مؤلم يخفيه خلف بروده: ليه حاس كأنها 500 كيلو؟!!

هي أيضا لم تعلق على ماقال بل هتفت بطريقة حازمة:
تركي ترا عيب عليك اللي تسويه.. وأنت تحاول تتصيدني في كل مكان..
عندك شيء تبي تقوله.. رقمي عندك..

أجابها بثقل: يعني كأنش بتردين علي؟!!..تدرين أني حاولت كم مرة.. بس أنتي تغلين..
قلت خلها براحتها تتغلى..
والحين ماعندي شيء أبي أقوله.. بس فيه شيء أبي أشوفه..

تصاعدت دقات قلبها رغما عنها.. خوفا ربما..
ومع ذلك همست بحزم: لو سمحت تركي وخر عن الباب.. بأطلع..

همس بابتسامة متلاعبة: وليه ما تكملين اللي جاية تسوينه؟؟.. شكلش كنتي تبين تسوين لش أكل...
وتدرين اسمي من بين شفايفش له طعم ثاني.. أبو عبدالمحسن دمها ثقيل على قلبي..

همست الهنوف بذات الحزم الذي تشعر أنه قد يغمى عليها خلفه:
زين يا أبو عبدالمحسن.. وخر من طريقي قدام أشتكيك لعمي ..

أجابها ببرود مغلف بالحزم: تراني ماني ببزر تهدديني بإبي.. وتراني أقرب لش منه..
عادي قولي له اللي تبين.. واشتكيني كثر ما تبين..
ثم أردف بنبرة مقصودة: وتبين تطلعين؟!!.. قدمي مقابل واطلعي..

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن