28

1.3K 17 0
                                    

فضاءات اليأس والأمل/ الجزء الثامن والعشرون

فرات يشعر أنه فعليا يغص بالكلمات ليس جبنا إطلاقا.. ولكن كراهية لما سيقوله.. هل يعقل أن يمضي عمره كله مقتنعا بفكرة ما..
حتى ينسفها رغما عنه رغم شدة إيمانه بها وألمه الشديد أن ينسفها بهذه الصورة؟!!
يشعر كما لو أن حياته كلها تتهاوى أمامه.. وأنه يدخل نفسه سجنا مرعبا أبديا لا فكاك منه...
ولكنه من اجل والده ومن أجل مي مستعد لهكذا تضحية بهذا المستوى الأزلي ..
تضحية تتجاوز حتى التضحية بنفسه على حبل المشنقة..

هتف بحزم رغم أنه كان يختنق.. هتف بكلمات كان يتمنى أن يموت فعليا قبل أن يقولها:
شهاب بسألك عن شيء وجاوبني..
الحين أنت تعرفني عدل وتعرف أخلاقي.. وفي نفس الوقت تعرف أفكاري وقناعاتي عن المرأة العربية...
عشان كذا بسألك هل تظن لو أنا في يوم تزوجت امرأة عربية.. إني ممكن أهينها؟؟ أو أضايقها؟؟ أو أقصر عليها؟؟
أو ما أكون لها سند حقيقي؟؟
أو أخليها تحتاج غيري؟؟
أو أجرحها بكلمة؟؟

شهاب بثقة بالغة: مستحيل.. لأنك رجال عندك مروءة ..
واللي عنده مروءة مستحيل يهين زوجته أو يضيمها..

شد فرات له نفسا عميقا كان يختنق به.. كان يبصق مرارة الكلمات ووحشيتها وقسوتها..
وهو يحاول رصفها بكل الاحترام والتقدير رغم أنها تقتل كل مافيه.. تقتله حتى أخر رمق فيه ونفس وإيمان:

يعني لو خطبت الجليلة منك..
بتردني وإلا بتوافق عليّ؟؟

هتف شهاب بحزم وبلا تردد رغم شعوره بالألم العميق..فهذا فرات.. فرات!! :
طـــبــعــا بـــردك!!

شهق فرات بصدمة حقيقية رغم أنه كان يتوقع هذا الرد من شهاب لمعرفته به ولكن سماعه الرد بنفسه مختلف عن توقعه له:
تردني وأنا أخيك ورفيق عمرك؟!!

شهاب بذات الحزم الذي لم يتزحزح: ولأنك أخي ورفيق عمي أردك..
فرات أنت تعرف زين ولا يحتاج أقولك إنه علاقتي فيك ما أبدلها بالدنيا..
وإنه لو يخيروني بين العالم كله.. وبينك.. ما اخترت حد عليك..
بس أختي أمانة ما أفرط فيها..
فرات أنا أكثر من يعرفك.. ووالله لو كنت عارف إنك تبي أختي ومقتنع فيها كزوجة
كان يوم زواجكم أفرح يوم في حياتي كلها..
بس أنت ما تبيها كزوجة.. أنت محتاجها كزوجة.. فرق كبير..
ولا وأنت مضطر للزواج بعد.. مهوب رغبة في الزواج..

فرات بحزم: أنت ليه تقول كذا؟؟

شهاب بثقة: فرات قبل كم يوم.. يوم خطبها ولد آل الطيار كنت أنت موجود..
ويوم عطيناه ردنا بالرفض كنت أنت موجود بعد..
تذكر وش قلت لي يومها؟؟
وعلي العموم أنا ما أحتاج أتذكر وش أنت قلت ذاك اليوم.. أنا عارف من عمر إن هذا تفكيرك وقناعاتك..
لكن تجديدك له قبل ماتخطب أختي بأيام.. هذا دليل إنك تخطبها مضطر..
وأختي يا سنايدي تستاهل واحد يبيها لنفسها...
لشخصها هي بس..

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن