فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطر

36(1)

فضاءات اليأس والأمل / الجزء السادس والثلاثون (1)

قبل يومين ونصف.. في الدوحة..

"دقيقة دكتور شهاب وتكون مع سعادته"

هتف شهاب بحزم وهو يستقر جالسا في مكتب مدير مكتب وزير الخارجية:
وش فيه أستاذ عبدالرحمن؟؟.. استدعاء ذا الحزة.. عسى مافيه شيء خطير؟؟

زفر الأستاذ عبدالرحمن بنبرة عملية: علمي علمك يا دكتور.. أنا أساسا كنت في بيتي...وسعادة الوزير في بيته..
كلمني قال لي كلم دكتور شهاب يجيني في المكتب..
وتوه وصل قبلك بخمس دقايق ومعاه شخص ثاني..

بعد دقيقة كان شهاب مع الوزير.. وبعد التحيات الرسمية المعتادة..

هتف الوزير بأمر مباشر: عندك استعداد تسافر بكرة أو بعده بحد أقصى..

شهاب بثقة عملية: ممكن بعد بكرة إن شاء الله..

الوزير بذات النبرة الرسمية التي ظهر فيها اهتمام بالغ: عندنا قضية عويصة وخطيرة وتنذر بكارثة سياسية.. ونرجو تنحل المسألة بحكمة..

شهاب قطب جبينه وهو يسأل باهتمام: عسى ماشر سعادتك؟؟

زفر الوزير بضيق لم يستطع إخفائه: فيه بنت قطرية مسكوها في مطار هيثرو اليوم معها متفجرات..

اتسعت عينا شهاب صدمة: متفجرات ؟؟مستحيل!!

هتف الوزير بحزم: أكيد طبعا مستحيل.. هذي من ابتلاءات الله..
البنت رايحة على أساس تبرع لأبوها بالكلى.. وأبوها حالته متاخرة.. وكانوا مستعجلين على السفر بشكل..

شهاب خطرت في باله فكرة ما (مسافرين اليوم.. وبنت تتبرع لأبيها...
لا لا مستحيل..
معقولة آل جراح!!
كانت بثينة عندهم الصبح تسلم على عم رجالها..
لا لا أكيد مصادفة ليس إلا..)

أكمل الوزير كلامه: كيف وصلت المتفجرات للبنت.. وكيف نبرأها من القضية كاملة هذي قضيتنا..
وهي صعبة جدا بناء على المعطيات اللي وصلتنا من لندن..

هتف الوزير باهتمام وهو يميل قليلا للأمام: المتفجرات اللي لقوها مع البنت كانت متفجرات بلاستيكية متطورة جدا وصغيرة الحجم.. ما اكتشفتها أجهزة المطار..
ومثل منت عارف يادكتور اتفاقية تمييز المتفجرات البلاستيكية اللي تم اقرارها في مونتريال سنة 1991 في مؤتمر الإيكاو للطيران، ودخلت حيز التنفيذ 1998...
قطر وقعت عليها عام 1999.

صمت الوزير بينما أكمل شهاب حديثه بثقة ودقة: وكان التوقيع وفقا للمرسوم الأميري رقم 53، ونص المرسوم على أن يكون لها قوة القانون وفقاً للمادة (24) من النظام الأساسي المؤقت المعدل، وبدأ العمل فيها تحديدا نهاية سنة 1999.