فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطر

37(3)

فضاءات اليأس والأمل/ التكملة الأخيرة من الجزء السابع والثلاثون (3)

تحدث أبو فرات مع الجليلة عن كثير من الأشياء قبل أن تسأله الجليلة باهتمام ومودة:
يبه لو سألتك عن شيء تجاوبني بصراحة؟؟

ابتسم العم حمد ابتسامته الفخمة وهو يمسح عارضيه الفضيين الأنيقين:
يا أبيش ما أتذكر في حياتي كلها إني قد كذبت.. عشان تسألين سؤال ما أجاوبه بصراحة..
أنا يا أبيش صفحة بيضاء من ربي خلقني..
يمكن ذا الشيء سوى لي مشاكل كثير في حياتي.. لكن طبعي ذا ماغيرته من وأنا بزر..
عشان أغيره وأنا شيبه أقول يا الله حسن الخاتمة..

همست الجليلة بتقدير: مافيه شك فديتك... هي بس مقدمة تقليدية لسؤال..

ابتسم العم حمد: وش هو السؤال اللي احتاج ذا المقدمة؟؟

ابتسمت الجليلة وهمست باهتمام بنبرة مقصودة:
ليه سميت فرات ذا الاسم تحديدا؟؟؟

كانت الجليلة قد سمعت من شهاب بعض الكلام حول اسم فرات، ولكنه لم يكن محددا ولا واضحا.. ولا تعلم لماذا خطر في بالها أن تسأل هذا السؤال الليلة تحديدا..
السؤال كان في بالها منذ خطبها فرات.. وبعد زواجها كانت تنتظر فرصة مناسبة لتسأل فرات..
فإذا بالسؤال يتحول لأبي فرات..

ابتسم العم حمد بحنين كبير: سميته فرات.. وغدا فرات.. ماخذلني يوم سميته..
من وأنا بزر يا أبيش وأنا كنت أقول إذا جاني ولد سميته فرات..عشان أكون أبو فرات..
كانوا اللي حولي كلهم يظنون إني أمزح..
الاسم غريب عندنا ولا حد يسميه.. بس أنا كنت مفتون بالاسم...
أتخيل ولدي اسمه على اسم نهر كريم يمر ويغذي من أقدم العصور ثلاث دول مرت بها أعرق الحضارات..
اسم فرات بالنسبة لي كان حلم من أجمل أحلامي ماقدرت أتخلى عنه.. تخليت عن أشياء كثيرة في حياتي.. إلا اسم فرات قلت مستحيل أتخلى عنه..
حتى اسألي عمش عبدالمحسن ويعلمش.. قولي له من متى وحمد آل سطام يقول بيسمي ولده فرات.. بيقول لش من يوم حن بزران..

سألت الجليلة بحذر: بس أم فرات كأنها ماكانت راضية بالاسم؟؟

زفر أبو فرات بأسى: أم فرات أشياء كثيرة ما كانت ترضيها..
مع إنه عمري ماخالفتها في شيء.. أي شيء تطلبه أو تبيه، كنت أقول لها تم..
ماخالفتها عمري كله إلا في شيئين بس.. واحد منهم اسم فرات..
مع إنها تعرف إني أبي الاسم من وأنا بزر.. وأنا وهي رابين سوا وفي بيت واحد..
وسمعتني أقوله عشرات المرات...
بس هي الله يرحمها لا رفضت شيء.. مستحيل تقنعها فيه لو انطبقت السماء على الأرض..

ابتسمت الجليلة: الجميلات عنيدات.. وأم فرات ماشفت أجمل منها..

ابتسم أبوفرات بحنين غريب في سماويته وعمقه: ولارح تشوفين أجمل منها في حياتش كلها..