24

1.3K 16 0
                                    

فضاءات اليأس والأمل/ الجزء الرابع والعشرون

"هنوف من اللي يرن عليش ذا الحزة وتسكرين؟"

توترت الهنوف.. وهي تنظر للجليلة المتسائلة..

كان تركي يرن عليها بإلحاح..
وهي تكتم صوت الاتصال..

وصلتها الرسالة المتوقعة:
"إذا ماتبين أحرجش مع بنت عمش..
ردي علي..
لأني واقف عند باب غرفتش..

أو تدرين موب لازم تردين..
لأني الحين بدق الباب وبأدخل"

وبالفعل كان الباب حينها يُطرق..
والهنوف تسبه في داخله.. كيف تفسر زيارته للجليلة الآن؟؟

الجليلة استغربت هذه الطرقات الصباحية المبكرة..
ارتدت نقابها على عجل وهي تفتح الباب.. لُتصدم بالطارق..
هتفت باحترام بنبرة قوية وخافتة: حياك الله يا أبو عبدالمحسن..

الهنوف تكاد تلطم وهي تسمع صوته الحازم: صبحش الله بالخير يا بنت طالب..
عسى ما أزعجتكم؟؟

الجليلة بذات النبرة الراقية: لا أبد طال عمرك في الطاعة.. صاحين..

الجليلة رغم استغرابها من الزيارة غير المفسرة وغير المقبولة في عاداتهم.. ولكنها أكبر من الفضول الممجوج..
لذا صمتت دون أن تسأله عن سبب الزيارة.. انتظارا لما سيقوله.. وهي مازالت تستبقيه واقفا عند الباب..

ولكن تركي كذلك كان أكبر وأكثر نضجا من لعب المراهقين.. لذا هتف بحزم:
ممكن أدخل أشوف الهنوف..
وأبي أتكلم معها بروحنا إذا سمحتي لي وسمحت الهنوف..

تركي كان مازال عند الباب من الخارج ولا يراهما.. ورغم أن الجليلة ترفض مثل هذا التصرف رفضا قاطعا تماما..
لكن في وضع تركي وزوجته وما حدث البارحة قد يكون عندهما مايقولانه..
ومن المؤكد أنه لن يدفع من هو في مكانة تركي أن يطلب التحدث معها إلا أن لديه فعلا أمرا هاما يقوله..
وهي لا تريد أن تقرر نيابة عن الهنوف..
لذا أشارت للهنوف بحياد (أخليه يدخل؟)

ورغم رفض الهنوف كذلك لهذا التصرف.. ولكنها تخجل أن تحرج تركي بهذه الصورة وترفض مقابلته.. أخلاقها الرقيقة تمنعها..
لذا أشارت لها أن تدخله.. بعد أن عدلت وضع شيلتها على رأسها وغطت وجهها بطرفها..

هتفت الجليلة بحزم وهي تخرج: تفضل يا أبو عبدالمحسن..
بس بعد إذنك بخلي الباب مفتوح وأوقف قريب منه.. عشان أسمع الهنوف لو نادتني..

ابتسم تركي وهو يهتف بابتسامة متلاعبة لم يفهم نبرتها إلا الهنوف: خليه مفتوح يا بنت طالب..
أنا أصلا ماني مطول.. دقايق وماشي..

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن