42(1)

1.5K 10 2
                                    

فضاءات اليأس والأول/ الجزئية الأولى من الجزء الثاني والأربعين

كان خالد يعلم تماما ماهو مقدم عليه.. وفكر فيه كثيرا...
يعلم أنه ينهي حياته فعليا..
يعلم أنه يقدم على خطوة لا تراجع بعدها...
كان قلقا على صحة والده..
وهاهو والده الان بخير... ويتركه ويترك أسرته كاملة..
عهده في يد من كانوا أخوين له منذ الصغر...
في عهدة سعود ومحمد...

لا يستطيع أن يستكمل حياته ومزنة حياتها انتهت خلف القضبان..
هو رجل سيحتمل كل شيء... لكن هي لن تحتمل..لن تحتمل...
كانت هذه الأفكار تلتهم تفكيره كله وهو متوجه للشقة...
وصل إلى الشقة وفتح الباب بمفتاحه بعفوية..
دون أن يركز بشيء..
ليحضر تركيزه كله..كـــلــــه بشكل مفاجئ....
وهو يرى فتاتين متأنقتين... تجلسان في الصالة..

قفزتا جزعا وخجلا شديدا وهما تريانه أمامهما ..
خالد أغلق الباب فورا..
ووقف خارجا وهو يقول غاضبا من نفسه:
كيف البنات هنا؟؟ أمي قالت لي إنهم معها في المستشفى..

كطبيعة رحلات العلاج في الخارج.. معظم الخليجيين يفضلون السكن في عمارات مع بعضهم تكون قريبة من مستشفى العلاج..
وتنشأ بينهم علاقات اجتماعية بالغة القوة.. يكون زادها محاربة الغربة والتآزر في ظل مرض الأحبة...

وكانت أم خالد بالفعل متوجهة للمستشفى مشيا مع أميرة والجازي ومعهم جارتهم التي كان زوجها في المستشفى أيضا..
لولا أن أحد الجارات أيضا اتصلت بأم خالد وهي عند الباب..
وأخبرتها أنها ستحضر لكي تترك بعض الأغراض الضرورية عندها لأنها لابد أن تغادر لموعد عند ابنها الصغير..
وأن أختها ستمر وتأخذها بعد ساعة..

لذلك طلبت أم خالد من الجازي وأميرة أن تبقيا سويا في الشقة حتى تأتي الجارة بأغراضها ومن ثم تأتي أختها وتأخذها..
فتأنقت الفتاتان تأنقا بسيطا وأعدا قهوتهما وفوالتهما في انتظار الزيارتين..

وكان أخر اتصال بين أم خالد وخالد وهي تخرج من الشقة، وهي تقول له إنها خرجت من الشقة الآن ومعها الفتاتان وسينتظرن في الاستراحة..

الجازي وأميرة بالداخل شعرتا بحرج بالغ وهما تريان خالد أمامهما الذي أغلق الباب فورا..
وحتى تنفي الحرج عنها همست أميرة بمرح خجول باسم:
يا الخبلة.. فيه وحدة في كامل قواها العقلية تطلب الطلاق من ذا؟؟

ضحكت الجازي: خلي ذا يعطيش كفين ويكسر لش ضلع وعقب لا تطلبين الطلاق منه..

رقّصت أميرة حاجبيها: الضلع سلم وجبر..

هزت الجازي كتفيها: بس الروح جبرها صعب...

ضحكت أميرة: شوفي.. ترا خالتي وضحى ماعندها ولد غيره...
تراني بخطبه منها عشان أعيش معها..

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن