36(2)

667 10 0
                                    

فضاءات اليأس والأمل / تكملة الجزء السادس والثلاثون (2)
.

قبل 3 أيام..
في مطار هيثرو..

تمت إجراءات الدخول بسلاسة..
كان موظفو الملحق الطبي للسفارة في انتظارهم.. غادر معهم خالد ليتأكد من وضع والده..
وطلب من مزنة أن تنتظره مع أمه عند شريط الحقائب.. حتى يأخذوا حقائبهم ويتوجهوا إلى شقتهم..

بالفعل كانت مزنة تجلس هي ووالدتها على المقاعد بقرب الشريط المتحرك في انتظار الحقائب التي كانت مازالت في طور الوصول..

مزنة وضعت حقيبة اللابتوب الخاص بها جوارها على مقعد فارغ.. وهمست لأمها بحنو وهي تربت على ذراعها: يمه أجيب لش شيء؟؟.. تبين ماي؟؟

هزت أم خالد رأسها نفيا وهمست بقلق: كلمي بس خالد انشديه من إبيه.. كيف وضعه..

ابتسمت مزنة بمرح رقيق: يه يه يا وضحى ما أسرع اشتحنتي (اشتقتِ) لهادي.. توش شايفته من عشر دقايق..

همست أم خالد بقلق: قلبي يعصر يا أمش.. وأبليس سارح (ن) عليّ من يوم نزلنا من الطيارة..
يا الله سترك الضافي!!

مزنة بتهدئة: يمه الله يهداش.... إبي طيب وبخير.. وإن شاء الله كلها كم يوم نخلص فحوصاتنا ونسوي العملية إن شاء الله..

وهما في حوارهما وبين وقفات مزنة لرؤية وصول الحقائب.. جاءت سيدة شقراء ترتدي هودي بقبعة وتسدل القبعة على أطراف وجهها..
وكانت تحمل طفلا يخفي كذلك جزءا من وجهها..
ومعها حقيبتين أحدهما حقيبة لا بتوب والأخرى حقيبة متوسطة الحجم تحملها على كتفها..
جلست جوار مزنة وهي تستاذنها وتنزل لابتوب مزنة أرضا..وتجلس مكانه..
وتضع بجوار حقيبة حاسوب مزنة حقيبة المحمول الخاصة بها وحقيبتها اليدوية..

جلست لدقيقتين ثم بكا الطفل.. فقفزت وهي تأخذ حقيبة الحاسوب وتترك الحقيبة اليدوية و تركض مبتعدة..
مزنة انتبهت أنها نست حقيبتها، أخذتها مزنة.. وهي تناديها لكنها اختفت بين الزحام.. فتركت مزنة الحقيبة في نفس المكان.
وهمست لنفسها: أكيد بتتذكر شنطتها وترجع..

فور انزال مزنة للحقيبة أرضا.. وصلت مجموعة من الشرطة مكونة من شرطيين وشرطيتين كانوا يركضون حتى وصلوا لمزنة..
حين وصلوا.. كانت مزنة قد جلست وأعادت وضع حقيبة الحاسوب جوارها في المقعد الخالي الذي قامت منه المرأة..
ارتعبت مزنة من وقوف الشرطة فوق رأسها بأنفاسهم المتطايرة.. هتف أحدهم بحدة لمزنة وهو يشير للابتوب دون أن يلمسه: هل هذا اللابتوب لك؟؟

مزنة ارتعبت من السؤال ولكن لأنها تعلم أنها لم تفعل شيئا همست بثقة لا تخلو من القلق وهي مازالت جالسة وتستعد للوقوف: نعم لي..

فضاءات اليأس والأمل / للكاتبة : أنفاس قطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن